موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ٨ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠١٤
سينودس الأساقفة حول العائلة يناقش الحاجة إلى الحوار مع العالم

جاكوبو سكاراموتسي، ترجمة سامح مدانات :

إن اللغة التي تُسَهل "الحوار مع العالم"، "التدرج" كموقف يأخذ بالاعتبار الصعوبات التي كانت تفصل عائلات حقيقية عن المثالية المسيحية، الطريق الطويل القاسي والشخصي للتحضير لسر الزواج، قبول من تزوجوا بعد الطلاق ("ليست الافخارستيا سرُّ الأشخاص الكاملين بل بالأحرى من هم في الطريق إلى الكمال"). هذه بعض المواضيع التي ظهرت في اجتماع السينودس الاستثنائي والذي انطلق يوم أمس في الفاتيكان. ويشارك البابا فرنسيس في كل الاجتماعات.

وقد أعطى المكتب الإعلامي للكرسي الرسولي تقريراً عن المناقشة العامة التي استمرت طوال الاجتماعات الثانية والثالثة لهذا اليوم، والتي تبعت الجلسة الافتتاحية الصباحية ليوم أمس. وقد تحدث الناطق الرسمي للفاتيكان، الأب فيديريكو لومباردي، في مؤتمر صحفي متعدد اللغات، وتم نشر ملخصات خطية للخطابات التي ألقيت فيها. ولا تحدد هذه الملخصات مَن مِن أباء السينودس ناقش أياً من المواضيع، ولكنها تقدم نظرة عامة للمواضيع التي طفت على سطح المناقشات. وقد تحدث 70 أباً من آباء السينودس منذ يوم أمس (وهو اليوم الأول من فترة أسبوعين من الاجتماعات) وحتى صباح اليوم. وجاءت الخطابات مزيجاً من المقررة والعفوية.

وقد صرّح الأب لومباردي قائلاً: لقد أُعلن هذا الصباح، لدى افتتاح الاجتماع بأن الجلسة العادية لمجلس الكرادلة، والتي دعا إلى عقدها قداسة البابا فرنسيس في العشرين من تشرين الأول الحالي، ستكرس لمناقشة الوضع في الشرق الأوسط، اعتماداً على النتائج التي تمخض عنها اجتماع مختلف الممثلين البابويين وسائر الرؤساء المعنيين، والذي تم عقده في الفاتيكان من 2 إلى 4 تشرين الأول الحالي.

"وقد ظهرت من عدة جهات الحاجة إلى تبني لغة للكنيسة، لكي يتمَّ فهمُ العقيدة الخاصة بالعائلة، الحياة والجنس بشكل صحيح: من الضروري الدخول في حوار مع العالم، ناظرين إلى المثل الذي عرضه المجمع الفاتيكاني، أو بالأحرى بانفتاحٍ حرج لكنه صادق. إذا لم تستمع الكنيسة للعالم فإن العالم لن يستمع إلى الكنيسة"، هذا ما قاله الأب لومباري في مستهل المؤتمر الصحفي الموجز الذي عقده، والذي وصفه مازحاً على أنه "محاولة لإعطاء وجهة نظر موجزة" عمَّا قيل. وقد ذكر الأب توماس روزيكا، المستشار في المجلس الحبري لوسائل الإتصالات الإجتماعية، ومعاون اللغة الإنجليزية في المكتب الإعلامي للكرسي الرسولي، تصريحاً أدلى به أحد آباء السينودس والذي شدد على أن "مصطلحاتٍ مثل: "المختلين أو المضطربين جوهرياً" (وهو التعبير الذي يستخدم للإشارة إلى الشذوذ الجنسي) أو "عقلية موانع الحمل" ليست بالضرورة مفردات تدعو الناس إلى التقرب من المسيح أو الكنيسة".

كان الأب ميجيل دورانتس مسؤولاً عن المؤتمر الصحفي باللغة الاسبانية. وقال الأب لومباردي: "قد دعى الكثيرون إلى "احترام التدرج" وبكلمة أخرى، بالحقيقة يوجد مسار يتبعه المسيحيون في التقرب من المثل العليا للعائلة المسيحية والزواج".

وقال الفاتيكان في ملخص له خلال الجلسة المسائية ليوم أمس: لقد تم التأكيد على أنه يجب احترام حتى الحالات الغير كاملة أو الناقصة، مثلاً: الاتحاد بحكم الأمر الواقع، والذي من خلاله يعيش الأزواج جنباً إلى جنب باخلاص وحب، يُقدم عناصرَ تقديس وحقيقة، ومن الضروري أن نحب الأُسَر التي تعاني من الصعوبات".

"على الرغم من المظاهر المخالفة، فإن الناس لم يعودوا قانعين بالأنانية، بل يبحثون عن المثل العليا. ترغب الإنسانية بالسعادة، ويعرف المسيحي أن السعادة هي المسيح، ولكنه لم يعد ينجح في إيجاد اللغة المناسبة لإيصال ذلك إلى العالم".

ومن بين النقاط العديدة التي تمت مناقشتها هذا الصباح، فقد تم التأكيد على أنه "يجب أن يكون مسار التحضير لسر الزواج بالتالي طويلاً، وخاصاً بكل شخص، وأن يكون قاسياً، دون الخوف من أن يؤدي ذلك في النهاية إلى انخفاض عدد مراسيم الزواج التي يُحتفل بها في الكنيسة. وانقلب نقاش اليوم أيضاً حول الأزواج الذين يعانون من صعوبات والمطلقين والأشخاص الذين تزوجوا مرة ثانية مدنياً". "إن الأسَر المتألمة لا تبحث عن حلٍ رعوي سريع. ولا يرغبون بأن يكونوا مجرد أرقام احصائية، بل على العكس يشعرون بالحاجة إلى أن يتم الإيحاء إليهم بأنهم مُرحب بهم ومحبوبون. يجب أن يُعطى مجالاً أكبر للحصول على الأسرار بدلاً من الصيغة القانونية للمنطق. أما بخصوص التقرب من الافخارستيا مِن قِبل المطلقين والمتزوجين مرة ثانية، فقد تم التأكيد على أن سر الإفخارستيا ليس سر الأشخاص الكاملين بل بالأحرى الذين هم في طريقهم إلى الكمال".

وخلال النقاش، تم التأكيد على أنه هناك ديانات أخرى يمكن للمسيحيين أن يستوحوا أفكاراً منها، وبالذات في المناطق التي يكون فيه المسيحيون أقلية. وفي المؤتمر الصحفي أشار الكاردينال بشارة الراعي، البطريرك الماروني، إلى مثال الإسلام.

وقد افتُتِحَ السينودس اليوم بعظة قدمها الكاردينال شيبلي لانجلواس، اسقف لي كاي (هايتي) قائلاً: "إن عالمنا... يتميز بكل أنواع الظُلم، وضحايا من سائر الشعوب. هناك عدد لا يحصى من الأسر التي تعاني من الفقر، الاستغلال، العنف والحرب". وكان الكاردينال يشير بشكل خاص إلى الوضع في سوريا، العراق، إفريقيا وهايتي. وقد جاءت الفكرة بإرسال رسالة باسم السينودس إلى العائلات في العراق. وتحدث رئيس أساقفة مانيلا، الكاردينال لويس انتونيو تاجلي، وهو أحد رؤساء السينودس المنتدبين، قصة لزوجين من الفيليبين، جورج وسينثيا كامبوس. كما تحدث أيضاً رئيس أساقفة ويست مينيستر، الكاردينال فينسينت نيكولز، في المؤتمر الصحفي، قائلاً بأن النقاش كان "ودياً"، واستطرد قائلاً: "لا يتردد المشاركون بالحديث بانفتاح حول الصعوبات التي يواجهها العائلات والكنيسة. ويُنَظر إلى المواضيع من زاوية "رعوية" بدلاً من الزاوية "الأكاديمية" وهناك معنى حقيقي بالمشاركة المفتوحة ومسار مشترك".