موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
ثقافة
نشر الأربعاء، ٢٤ يناير / كانون الثاني ٢٠١٨
سفير الاتحاد الاوروبي يكتب: حان الوقت لإدراك قوة المستقبل المشترك‎

أندريا ماتيو فونتانا :

كان واضحا منذ بداية العام أن 2018 سوف تبقينا واقفين على أصابع اقدامنا. فنحن جميعا نستعد من التحولات السياسية إلى الاستقرار الإقليمي لما سيحضره العام الجديد إلى العالم والشرق الأوسط على وجه الخصوص. غير أنه مع مجيء سنة جديدة يأتي أيضا 12 شهرا من الفرص.

من 23-26 كانون الثاني سيتوافد أكثر من 2500 شخص من قيادات الأعمال والحكومة والمنظمات الدولية (بما في ذلك الاتحاد الأوروبي) والمجتمع المدني والأوساط الأكاديمية ووسائل الإعلام والفنون بما في ذلك جلالة الملك عبد الله الثاني ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود جونكر إلى جبال الألب السويسرية من أجل حضور الاجتماع السنوي الثامن والأربعين للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس لمناقشة الحلول لبعض التحديات الأكثر إلحاحا في العالم ويبدو أن موضوع المنتدى هذا العام «خلق مستقبلا مشتركا في عالم مفكك» مناسبا للغاية للوضع الحالي في عالمنا.

كما أنه يتماشى تماما مع أولويات الاستراتيجية العالمية للاتحاد الأوروبي، التي تهدف إلى خلق وبناء شراكات مستقرة - ليس فقط مع البلدان، ولكن أيضا مع الجهات الفاعلة الدولية والمجتمع المدني والقطاع الخاص. ولكن قبل كل شيء، فإن قيمة «المستقبل المشترك» تعكس ما يتطلع الأردن لتحقيقه في عام 2018.

هذا العام سيبقى الشرق الأوسط في صميم النقاش السياسي. أما بالنسبة للاتحاد الأوروبي، سيتمحور عام 2018 حول تعزيز صمود المنطقة واستقرارها. سنواصل العمل الجاد مع شركائنا من أجل تعزيز حل سياسي للنزاع السوري، مع ضمان إعطاء البلدان التي تحملت وطأة عدم الاستقرار الإقليمي الأدوات اللازمة للبناء على نقاط قوتها.

لهذا فإن الأردن هو محور جهودنا، حيث أن موقعه الفريد بالإضافة إلى تعاطفه تجاه اللاجئين من جميع أنحاء المنطقة وقدرة شعبه على تحمل العقبات والتغلب عليها يهيئ الظروف لمستقبل مشترك. ومع ذلك، ينبغي ألا ننكر أن التفكك الإقليمي كان له أثر على الأردن.

ولمواجهة التداعيات الناجمة عن هذا التفكك، علينا أن نبقى خلاقين في حلولنا. كل جيل يأمل ويحلم بأن يكون أفضل حالا من الجيل الذي سبقه، سواء مهنيا وكمجتمع ككل. بالنسبة للكثيرين في الأردن، يتم وضع هذا الطموح على المحك.

حتى يظل الناس في الأردن متفائلين بشأن المستقبل، علينا أن نعمل معا لضمان نمو اقتصادي مستدام ومشترك للجميع. نحن بحاجة إلى وضع الشباب والنساء ضمن أولويات سياساتنا وبرامجنا. وهذا ما دفعنا إلى التعاون مع الحكومة الأردنية والجهات المانحة الأخرى في ثلاثة مجالات رئيسية هي:

أولا، التعليم الجيد للجميع. التعليم هو الوقود للابتكار وهو المفتاح لسد الفجوة التي تمنع الشباب من تحقيق إمكاناتهم. ولهذا نعمل عن كثب مع الحكومة لضمان حصول أي شخص، سواء كان صبيا أو فتاة، أو لاجئا أو أردنيا، على الموارد والأفكار التي ستساعدهم على تحقيق تطلعاتهم.

ثانيا، تطوير القطاع الخاص التنافسي. لإعادة إطلاق النمو وخلق المزيد من فرص العمل، سيتعين على الأردن أن يستفيد من رأس ماله البشري، ذكورا وإناثا، وأن يستفيد من موقعه الجيوسياسي. يتمتع الأردن بمجموعة مذهلة من المواهب وبالتالي من المهم أن يكون هناك نظام يضمن تمكن الشركات من العمل

بحرية، وإشراك النساء والرجال الأكثر موهبة، والاستثمار في قطاعات القيمة المضافة العالية، والتصدير إلى أسواق جديدة. هذا ويهدف دعمنا للشركات الصغيرة والمتوسطة وتخفيف قواعد التجارة مع الاتحاد الأوروبي إلى إنشاء مثل هذه الأسس وتشجيع زيادة تجارتنا الثنائية. في عام 2018، نخطط أيضا للوصول إلى المزيد من شركات الاتحاد الأوروبي وربطها بفرص الاستثمار في الأردن.

ثالثا، حماية موارد الأردن. في السنوات القادمة، سنعمل مع الحكومة والسلطات المحلية والقطاع الخاص لضمان زيادة استقلالية الأردن في مجال الطاقة وحماية إمدادات المياه الشحيحة لديه وإدارة تدفق النفايات. هذا يأتي من واجب حماية كوكبنا للأجيال المقبلة والاعتراف بأننا جميعا في خطر أكبر إذا تدهورت بيئتنا.

قد تتعطل جميع هذه الخطط نتيجة لصدمات خارجية. ولكن الابتكار والصمود يعنيان الاعتماد على القدرات التي تكمن في كل واحد منا. في الاتحاد الأوروبي، نؤمن أن لعملنا فاعلية أكبر عندما نتشارك مع الآخرين. سيتطلب تشكيل المستقبل جهدا لا مثيل له في التخطيط المشترك، والمشاركة في الإنشاء وقبل كل شيء التعاون. تعد شراكتنا مع الأردن مثالا رئيسيا على هذا التعاون، ومن المؤمل أن يجعل ذلك الأردن أقوى في مواجهة ما سيجلبه العام الجديد.