موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
العالم العربي
نشر الخميس، ١٥ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠١٨
زيارة البابا إلى المغرب؛ فرصة جديدة لتعزيز هذا الحوار

بقلم: سلفاتوري سيرنوزيو ، ترجمة: منير بيوك :

تمت إضافة مرحلة جديدة لجدول أعمال الرحلات الدولية للبابا فرنسيس للعام المقبل 2019، حيث ستشمل زيارة إلى المغرب، يقوم خلالها الحبر الأعظم بزيارة مدينتي الدار البيضاء والرباط، حيث مقر السفارة البابوية منذ العام 1976.

أعلن عن ذلك مدير مكتب الصحافة في الفاتيكان غريغ بورك في بيان مقتضب أشار فيه إلى أن الزيارة تأتي استجابة لدعوة وجهها الملك محمد السادس، الذي يحظى باحترام على المستوى العالمي من طرف زعماء المسلمين والأديان الأخرى لمواقفه المنفتحة على الحوار، علمًا بأنه أعرب في مناسبات عدة علنًا عن تقديره للحبر الأعظم الأرجنتيني. كما تشير مذكرة الفاتيكان، دون تقديم مزيد من التفاصيل، إلى أنه "سيتم نشر برنامج الزيارة في الوقت المناسب".

وتعد هذه المرة الثانية التي يزور فيها الحبر الأعظم المغرب. وهي تأتي بعد 33 سنة من رحلة البابا يوحنا بولس الثاني في آب 1985 بدعوة من الملك الحسن الثاني التي أعقبت تبادل الرسائل حول الوضع القانوني للكنيسة الكاثوليكية في المغرب قبل ذلك بعامين، أي في كانون الأول من العام 1983. لقد كان وجود فويتيلا في البلاد بمثابة إعادة توثيق للعلاقات بصورة فعالة بين الكرسي الرسولي والسلطات المغربية، إضافة إلى الرغبة في إقامة حوار دائم بين المسيحيين والمسلمين، بين الأجيال الجديدة على وجه الخصوص.

وتعد هذه أيضًا المرة الثانية التي يزور فيها خورخي ماريو بيرغوليو دولة في شمال أفريقيا، ذات أغلبية مسلمة، بعد رحلته إلى مصر في نيسان 2017، والتي أدت إلى "ذوبان الجليد" بين الفاتيكان وجامعة الأزهر السنية المرموقة. وكما هو الحال في مصر، يعتبر المغرب أيضًا بأن المجلس المعنيّ بالحوار بين الأديان (الذي يرأسه مؤقتًا ميغيل أنخيل أيوسو غويكسوت بعد وفاة رئيسه الكاردينال جان لويس توران) قد فتح الطريق لعدة أنشطة ومبادرات جمعت العديد من الأئمة والشخصيات من المغرب، ومن عدة دولة إفريقية، وكذلك ممثلين مسيحيين.

واليوم، يجب أن نتذكر، على وجه الخصوص، موضوع "المؤمنين والمواطنين في عالم متغير" الذي عقد في الرباط في الثالث من أيار 2018 بحضور بعض المحاضرين من الجامعات البابوية، وتم الترويج له من قبل أكاديمية المملكة المغربية ومجلس الحوار ما بين الأديان. وجاء في البيان الختامي، أن الحوار يعزّز "بالصبر والحكمة، لأنه ليس خيارًا، إنما ضرورة للسلام والأمن، ولازدهار المجتمعات". وفي نفس المناسبة، تم توقيع اتفاقية هامة بين الكرسي الرسولي والرابطة المحمدية للعلماء، وهي منظمة هامة من العلماء الخبراء في العلوم الدينية ومقربّة من الملك، من أجل عقد اجتماعات كل سنتين حول مواضيع يتم اختيارها بالاتفاق المشترك.

وبالتالي، ستكون رحلة البابا فرنسيس في آذار 2019 فرصة جديدة لتعزيز هذا الحوار الذي بدأ بالفعل بين الكنيسة الكاثوليكية والإسلام، ولتشجيع الجالية الكاثوليكية الصغيرة في المغرب التي تعد أكثر بقليل من سبعة وعشرين ألفًا من المؤمنين، بحسب الإحصاءات، ضمن عدد من السكان يبلغ أربعًا وثلاثين مليون نسمة.

وكان البابا قد زار إفريقيا في تشرين الثاني 2015 حين ذهب إلى كينيا، وأوغندا، وجمهورية أفريقيا الوسطى. قد يعود فرنسيس إلى القارة السوداء في العام المقبل من أجل الزيارة التي تم الإعلان عنها، لكن لم يتم تأكيدها بعد، إلى مدغشقر وموزنبيق. ومن شأن الرحلات إلى أفريقيا أن تضيف إلى الرحلة المقررة في نهاية كانون الثاني إلى بنما بمناسبة يوم الشبيبة العالمي والرحلات الأخرى التي هي قيد الدراسة من طرف الكرسي الرسولي إلى اليابان ورومانيا. مع عدم نسيان إمكانية القيام برحلة إلى شبه الجزيرة الكورية.