موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ١٣ أغسطس / آب ٢٠١٦
رعية ماركا تجتمع مع رعية الهاشمي بجناز الأب فيصل حجازين
عمّان - أبونا :

<p dir="RTL">أقامت رعية العذراء أم الكنيسة للاتين في ماركا ورعية العذراء سيدة الكرمل في الهاشمي بعمّان، قداس وجناز للأب المعلم فيصل حجازين، وذلك صباح يوم الجمعة، في كنيسة اللاتين بماركا. وعقب القداس تم تقبل التعازي في قاعة الرعية.</p><p dir="RTL"><span style="color:#006699;">وفيما يلي الكلمة التي ألقاها الأب خليل جعّار في تأبين الأب فيصل:</span></p><p dir="RTL">بمشاعر الأسرة الواحدة يلتئم جمعنا الكريم لتأبين عزيز رحل وفارس من فرسان الكنيسة والوطن ترجل عن صهوة جواده مخلفًا وراءه عجاجة من الذكريات الطيبة لا تنسى ومهما طال الزمن! عاش على ثرى هذه الأرض المقدسة وغيب عن ثراها الطهور قرير العين بما أنجز مجسدًا قيم الإخلاص والانتماء لرسالته الكهنوتية.</p><p dir="RTL">مر في هذه الأرض على عجالة، ولم ينال من حطامها إلا ما كان ضروريًا لسد الحاجة، واضعًا نصب عينيه أهدافًا كبرى لمعنى الحياة المتجسدة بالعطاء والخدمة الكهنوتية والمحبة الإنجيلية، التي تغمض عينيه وتفتح ذراعيها واسعًا لتحب وتخدم وتعطى بلا حدود، على مثال معلمنا ورأس إيماننا ومتممه الذي أمرنا أن نحب كما أحبنا بلا قياس أو حدود! نعم هذا هو الحب الحقيقي!</p><p dir="RTL">اخوتي واخواتي، أيها المؤمنون الكرام؛ الموت حق على بني البشر، وبالموت نحن نفي الدنيا حقها والعدل الإلهي نصابه، ولا اعتراض لنا على الموت. الأخ الأب فيصل حجازين اخلص لرسالته بكل قوة واقتدار، ولعقود من السنين أبدع بعمله، معطيًا للعالم شهادة الكاهن الفاضل والمعلم الأمين. بذل عمره بالدقيقة، والساعة واليوم، والسنة في خدمة الله وشعب الله والناس أجمعين! إلى إن حاصرته هموم الكثيرين من الذين أحبهم وخدمهم فحمل همهم وسخر لهم الوقت والصحة والراحة.</p><p dir="RTL">ما رأيت قط ولا شعر بلوعة على فقدان عزيز كاللوعة على فراق الأب فيصل الحبيب! حزن عليه القاصي والداني، الكبير والصغير، المسيحي والمسلم، يبكونه لأنه ما أشعرهم يومًا إلا بكونه لهم الأخ الأكبر، والأب الحاني، وباب مكتبه وبيته لم يوصد يومًا بوجه أحد، فقد كان للجميع أخًا وأبًا ومرشدًا.</p><p dir="RTL">ترى ما هو السر في نجاح أعمال هذا الكاهن الجليل الراحل؟ السر ينحصر في العون الإلهي الذي تسلح به؛ &quot;كنت أرى الرب أمامي فى كل حين. إنه عن يميني كي لا أتزعزع&quot;، السر ينجلي في كونه أدرك في&nbsp; حياته أنه كاهن للمسيح الغافر لصالييه والمصلي لأجل محبيه. كانت شجاعته الأدبية تدفعه إلى أن يرفع صوته في وجه كل أشكال الضلال. يحمي الضعيف المظلوم، وينتصر للحق المهضوم، ولم يكن له من وراء ذلك مطلب سوى الدفاع عن الحق ونصرة الإنسان وكرامته.</p><p dir="RTL">أجل أيها الفقيد الغالي؛ لقد جاهدت الجهاد الحسن وحفظت الإيمان. فنم قرير العين على رجاء قيامة الإبرار الصالحين. طوبى للرحماء من أمثال أبونا فيصل لأنهم يرحمون ويرحمون! طوبى للحزانى على رحيل الأب&nbsp; فيصل لأنهم بعطر ذكراه يتعزون! طوبى لنا جميعًا إذا سرنا من بعده على دروب المحبة والتسامح والعطاء! الرب أعطى والرب أخذ، ليكن اسم الرب مبارك، من الآن وإلى الأبد.</p>