موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ١٤ سبتمبر / أيلول ٢٠١٤
رعية اللاتين في جفنا تستقبل وفداً من أساقفة الولايات المتحدة الكاثوليك
رام الله - أبونا :

استقبلت رعية القديس يوسف للاتين في بلدة جفنا، قضاء رام الله، وعلى رأسها الأب فراس عريضة، كاهن الرعية، وفداً من مؤتمر الأساقفة الكاثوليك من الولايات المتحدة، بمناسبة زيارتهم التضامنية مع الشعب الفلسطيني بعد الحرب.

واحتفل الأساقفة مع الرعية بالقداس الإلهي في عيد ارتفاع الصليب، بحضور الأب يعقوب رفيدي.

وفيما يلي كلمة الترحيب التي وجهها الأب عريضة للأساقفة:

أصدقائي الأعزاء القادمين من مؤتمر الأساقفة الكاثوليك في الولايات المتحدة الأمريكية، يشرفني باسم سكان قرية جفنا التاريخية أن أرحب بكم في فلسطين وأنتم تحتفلون قداس هذا الأحد في عيد ارتفاع الصليب المقدس. اليوم تحتفلون معنا في هذا البيت: بيت العبادة والإيمان الذي يعود إلى ألفي سنة. جماعة المؤمنين هذه مثل كثيرين في جميع أنحاء العالم اجتمعوا ليقدموا الشكر والدعاء. ولكن على عكس كثيرين في العالم جماعتنا المسيحية تحمل الصليب الذي هو ثقيل خصيصاً. لكننا نحمل الصليب بفرح كبير. نحمل الصليب ونؤمن بإمكانية عيش السلام عندما لا يبدو ممكناً، نؤمن في العدالة عندما لا يمكننا التأكد من حصولنا عليها، وحصولنا على الأمل عندما يكون مستقبل وجودنا على المحك. نعم، نحن مسيحيو فلسطين نحمل في قلوبنا وفي بيوتنا فرحة القيامة ونحن نعيش حزن الموت والدمار.

زيارتكم لنا اليوم تحمل الكثير من المعاني أن تختاروا زيارتنا هنا، جماعة مسيحية صغيرة في قرية جفنا. كضيوف من الولايات المتحدة وكممثلين عن الكنيسة الكاثوليكية في الولايات المتحدة تقدمون لنا الأمل أن يوماً ما سيساعدنا المجتمع الدولي على حمل الصليب الذي نحمله. أغنيتمونا بحضوركم ونأمل بأننا نعيش هذا الإثبات الحي على أنه من الممكن للأشخاص من ثقافات مختلفة أن يعيشوا معاً في وطن واحد، مع الحفاظ على هوية محددة ورسالة مشتركة.

في نوفمبر 2012 ذهب الرئيس محمود عباس إلى الأمم المتحدة، حيث مثّل الشعب الفلسطيني، في طلب الاعتراف الكامل بالدولة الفلسطينية. كمؤمنين في الديمقراطية "لقد رأينا أن كرامتنا قد تضررت، ولكن سوف تشفى. لسنا من المتروكين. الناس معنا. لدينا الحق تماماً مثل أي شخص آخر، ويمكننا أن نعيش في هدوء وسلام".

يرتبط عمل الكنيسة الكاثوليكية في الأرض المقدسة في الأمل: كنائسنا، مدارسنا، المستشفيات، دور الأيتام وجميع المؤسسات الاجتماعية لدينا وظيفة ليكون الضوء في واقع كئيب. هذا الأمل الذي ينبع من كرامة كل شخص، لا يمكن السماح له بالموت. موت الأمل يعني ولادة عنف متجدد ودمار واحتلال. صوت الكنيسة يجب أن يحمي المظلومين ولا أحد لديه القدرة تحت أي ذريعة أن يطلب من المظلوم أن يكون صامتاً. إن فرض سلام غير عادل يؤدي إلى سلام زائف أكثر تدميراً من الحرب.

أطلب منكم اليوم أن تصلوا من أجل هذه النية: عليكم بمواصلة تعزيز أملنا، إيماننا: حيث نستطيع أن نقول: نحن لسنا وحدنا. والحفاظ على وجودنا هنا في الأرض المقدسة: في فلسطين: من خلال حضوركم في حياتنا، والصلاة من أجلنا ومعنا من أجل مستقبل أفضل ومن أجل كرامة المسيحيين في فلسطين، عليكم العمل على حماية ليس فقط الحجارة ولكن الحجارة الحية.

نحن هنا في فلسطين شعب واحد مسلمين ومسيحيين. تحت احتلال واحد، وتحت قانون واحد. ليس هناك اضطهاد في فلسطين كما تدعي الدعاية الإسرائيلية.

ما نطلبه من الله اليوم: ألا نفقد أبداً الأمل... نعم، نحن حريصون على إبقاء الأمل حياً. نشكركم على حضوركم ونتمنى أن من هذه الزيارة لقريتنا الصغيرة جفنا، من الوجوه التي ترونها ومن الأصوات تسمعونها، رؤيتكم ومهمتكم للسلام والأمن ستتضمن آمالنا في الحرية والعدالة في صلاتكم اليومية.

أخيراً، أود أن أقول كلمة شكر خاصة لـCRS الإغاثة الكاثوليكية الذين يعملون بجد في فلسطين، على حماية كرامة كل شخص. بارككم الله جميعاً وشكراً لزيارتكم. مرحباً بكم في فلسطين.

وفي نهاية القداس ألبس الأب فراس عريضة كل أسقف بطرشيل مطرز بالنقوشات التقلدية الفلسطينية قائلاً لهم: "في العادة أنتم الأساقفة من تقدمون البطرشيل للكهنة، ولكن اليوم اسمحوا لي باسم الشعب الفلسطيني أن أقدم لكم بطرشيل مطرز. وكل غرزة صليب تمثل صليبنا اليومي، وبمناسبة عيد ارتفاع الصليب المقدس نقدّم لكم رسالة وعليكم أن تنقلوها إلى كل إنسان في الولايات المتحدة تحت سلطتكم الروحية: بأن الشعب الفلسطيني والمسيحي منه يحمل الصليب بفرح، وينتظر يوماً ما فرح القيامة والحرية والاستقلال. صلوا من أجلنا".