موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ٥ ابريل / نيسان ٢٠١٤
رعية اللاتين في القدس تحي ساعة سجود من أجل المرسلين الشهداء
تقرير: الشماس سمير هودلي ، تصوير: خضر شحادة :

أحيت رعية للاتين في القدس بالتعاون مع مكتب الأعمال البابوية الرسولية في القدس ساعة سجود وصلاة في كنيسة النزاع، الجسمانية، لمناسبة اليوم العالمي للشهداء المرسلين الذين استشهدوا في سبيل نشر الإنجيل. ترأس صلاة ساعة السجود الأب فراس حجازين، كاهن رعية اللاتين في القدس، وعاونه كل من الشماسين الراهب الفرنسيسكاني بنيتو وسمير هودلي، وعاونهم طلبة المعهد الإكليريكي الفرنسيسكاني في مدينة القدس.

بدأت الكنيسة الكاثوليكية بإحياء الصلوات من أجل المرسلين الشهداء بعد حادثة استشهاد المونسنيور أوسكار روميرو، أسقف سان سلفادور في أمريكا الوسطى يوم 24 آذار عام 1989. وكان آخر الشهداء المرسلين الأب فرنسوا مراد، من سوريا، من رهبانية القديس سمعان العامودي، والأخت الراهبة ريما نصري، من سوريا، من رهبانية بنات القلبين الأقدسين، راهبات القديسة دوروتيا، اللذين استشهدا في سوريا عام 2013 خلال أحداث العنف الدائرة هناك.

بدأ الاحتفال بدخول موكب المحتفلين يترأسهم صليب مغطى بقماش من خمسة ألوان، تمثل القارات الخمس التي تتواجد فيها الإرساليات الرهبانية، يليه صورة الأب فرنسوا مراد والأخت ريما نصري اللذان استشهدا في سوريا، ثم 25 شمعة مضاءة تمثّل كلّ واحدة منها مُرسل/مرسلة استشهد/ت في سبيل السيد المسيح، والذين يأتون من القارات الخمس، وخمس قطع قماش بألوان الصليب، قاموا بوضعها جميعها على صخرة النزاع أمام الهيكل الرئيسي.

بعد قراءة النص الإنجيلي المأخوذ من إنجيل متى (10: 16-24) ألقى الأب فراس، عظة تحدث فيها عن المرسل الشهيد الأب فرنسوا مراد الذي التقى به لأول مرة في روما أثناء السنة التحضيرية وأيضاً خلال سنة الابتداء في مصر، ومن ثم انتقل ليجد مكان دعوته لدى الآباء الترابيست في اللطرون وبعد أن سيم كاهنا خدم في سوريا. نمت في داخله فكرة تأسيس رهبانية باسم "رهبانية القديس سمعان العامودي" السوري، وقام بتنفيذها. ثم جاءت الحرب السورية الأهلية لتنهي رسالته التبشيرية ويولد في السماء يوم 23/6/2013 في دير الغسانية للرهبان الفرنسيسكان في سوريا.

ثم تحدثت الأخت رانيا، من رهبانية بنات القلبين الأقدسين، عن الأخت ريما نصري التي استشهدت أيضا في سوريا بسبب حبها وغيرتها لمساعدة المحتاجين والفقراء، وهذه المساعدة النابعة من نور قلبي السيد المسيح والعذراء مريم. فقد كانت في بعض الأحيان تحرم ذاتها من الدفء لتكون بجوار الذين حرموا من وسائل الدفء فترة الشتاء القارس هناك في سوريا. ومن آخر كلماتها، في يوم ولادتها في السماء: "نطلب اليوم من الرب يسوع، أن يرسل إلى عالم اليوم شباب وشابات فيهم غيرة وحماس مؤسسنا يوحنا أنطون فارينا، قادرين على نسيان ذواتهم وفرحين مبتهجين في عطاء ذاتهم في خدمة الفقراء والمحتاجين. وكما يقول يسوع: من له أذنان للسمع فليسمع .... وليقل هاءنذا".

بعد صلاة المؤمنين عُرض القربان المقدس للسجود. ثم أقيمت دروة بالقربان الأقدس في أرجاء بستان الزيتون، بمشاركة جميع المؤمنين المتواجدين في الكنيسة يتقدمهم الصليب، المزين بألوان القارات الخمس، لتنتهي بالبركة داخل الكنيسة.

شارك في ساعة السجود هذه العديد من المؤمنين، من مختلف الجنسيات واللغات المتواجدين في مدينة القدس وبيت لحم. وقد أحيت الصلاة جوقة فرسان القدس الرعوية بقيادة السيد هاني قريطم وعزف السيد يعقوب. ويُذكر أنه تقام ساعة سجود في كنيسة النزاع، كل أول يوم خميس من الشهر. وكانت هناك لحظات اعتراف ورتبة مصالحة. وقد تعددت لغات الصلاة لتعبّر عن وحدانية الكنيسة وغناها اللغوي والعرقي والثقافي.