بالتزامن مع احتفال الكنيسة الكاثوليكية بعيد رؤساء الملائكة في 29 أيلول، احتفلت رعيّة اللاتين في بلدة السماكية، جنوب الأردن، بعيد شفيعها مار ميخائيل، ومرور 110 سنوات على تأسيسها. جاء ذلك خلال القداس الاحتفالي الذي ترأسه الأب رفعت بدر، بمشاركة كاهن الرعية الأب إبراهيم نفاع، والأب يوسف رزق، والشماس الإنجيلي الدائم زعل حجازين، ومشاركة لفيف من عائلات الرعية.

وبعد إعلان الإنجيل المقدس، ألقى الأب بدر عظة، جاء فيها: "استذكر معكم 29/9/1998 يعني قبل 21 سنة، كنت معَّينًا جديدًا في الرعية، وأردت الاحتفال لأول مرة في عيد مار ميخائيل، عملت عزومة غداء كبيرة شارك بها المطران سليم الصايغ والمونسينيور رؤوف النجار و30 كاهنًا. أعددنا المناسف بشكل جيد. وبعد الظهر احتفلنا معًا بعيد القديس ميخائيل مع الأب غالب بدر وهو الآن السفير البابوي في جمهورية الدومنيكان. ومن تلك السنة، صار عيد القديسين ميخائيل وجبرائيل وروفائيل عزيزًا على قلبي، وصرنا نحتفل به سنويًا مع الذين يحملون أسماءهم الكريمة، منهم من رحل إلى الملكوت ونطلب له الرحمة، ومنهم الآن مريض نطلب له الشفاء، ومنهم الحمدلله جيد، صلاتنا من أجلهم جميعًا".

وأضاف: "هنالك وظيفة خاصة أو مهمة أو رسالة لكل ملاك. هكذا شاء الرب وهكذا يريد أن يكون لكل ملاك مهمة أو كاريزما. هنالك ملائكة حراس يرافقون المؤمنين ويحرسونهم، ويحاولوا قدر الامكان أن يجعلوا الناس تبتعد عن الخطيئة. وهنالك رؤساء الملائكة وهم: ميخائيل وجبرائيل وروفائيل: ميخائيل يعني اسمه عطاء الله أو مثل الله، وجبرائيل يعني قوة الله، وروفائيل لطف الله والشافي. نحن بحاجة إلى هذه التشابيه أو المعاني الثلاثة: بحاجة إلى أن نقرن حياتنا بالله، واحنا بالعربي شاطرين طبعًا، عنا أسماء مقرونة بالله تعالى: عطالله، ضيف الله، جاد الله ... وما شاء الله. نحن بحاجة إلى أن نكون شبيهين بالله مثل ميخائيل، وأن نظهر قوة الله مثل جبرائيل، وأن نكون لطفاء شافين لجروحات القريب مثل روفائيل".

وتابع الأب رفعت بدر في عظته: "أما ميخائيل حبيب هذه الرعية منذ نشأتها قبل 110 سنين. فإنه الشفيع الدائم لكل إنسان يعيش حربًا وصراعًا ضد الشر وأعوانه. فهو قاتل التنين، العظيم، القوي، المحارب الذي يحمل في يده الميزان: رمزًا لعدالة الله. والسيف رمزًا لمحاربة قوى الشر. وكذلك البوق ليعلن ملك الله على الكون. وقد عرفت الكنيسة بالقديس ميخائيل المحامي عنها في أوقات الضيق. حيث أن السيد المسيح قال: "أبواب الجحيم لن تقوى على الكنيسة" وميخائيل هو من أكبر المحققين لقول السيد المسيح".

وقال: "في عام 1884 كتب البابا لاون الثالث عشر صلاة صارت الكنيسة تتلوها بعد كل قداس: ’أيها القديس ميخائيل، رئيس الملائكة، كن حصننا في المعركة وملجأنا من خبث الشيطان وافخاخه، نطلب مبتهلين أن يبسط الله عليه سلطته، وترسل أنت أمير الجنود السماوية بالقوة السماوية، وتهزم الشيطان والنفوس الشريرة الأخرى المتربصة في عالمنا سعياً لهلاك النفوس إلى الجحيم‘. وقد أعادها البابا فرنسيس العام الماضي بعد توقفها عام 1964 ’يا أمير الجنود السماوية، ارحم الكنيسة‘. وطلب من المؤمنين في كل مكان في الارض، أن يصلوا صلاة المسبحة الوردية ، طالبين شفاعة مريم العذراء، وأن يتكلوا على شفاعة القديس الملاك ميخائيل في حرب الكنيسة ضد ابليس واعماله".

وأضاف: "إن كنيسة اليوم بحاجة إلى حماية من الشيطان اللي بده يفوت عالكنيسة من بابين: باب الاتهام بالانحطاط الأخلاقي، وباب الانقسام. كل إنسان يقسِّم الكنيسة هو محامي للشيطان. وقديش اليوم تحاول أن تجمع جميع أبنائها. وإلى اليوم هنالك مبادرات كثيرة، لكن هنالك رفض من الكثير من الكنائس: على مستوى توحيد الاحتفال بعيد الميلاد وعيد القيامة لغاية الآن صعب. نريد من مار ميخائيل أن يحفظ هذه الرعية اللي بتعيّد اليوم 110 سنوات على تأسيسها. ونطلب من الرب أن يحفظ كاهن الرعية الأب ابراهيم نفاع والشماس زعل حجازين والأخوات راهبات الوردية المقدسة وسائر العائلات، ونطلب منه أن يرحم جميع الراقدين ويشفي المرضى ويبعد عنكم كل الشرور والخطايا. ونطلب من الرب أن يحمي الكنيسة بشفاعة القديس ميخائيل، وأن يحفظ البابا فرنسيس وكل من يعمل بإخلاص من أجل وحدة الكنيسة".

وخلص إلى القول: "أيها الاحباء في هذه الرعية التي تشرفت بالخدمة فيها 10 سنوات ودخلت معكم في يوبيل عام 2000، اشكر الرب من أجلكم، وارجوكم ان تبقوا متحدين مع كنيسة المسيح، مع كاهن رعيتكم الذي اشترف وادعوه ابو شبن، راجيًا لكم كل نعمة وخير من لدن الرب الكريم، بشفاعة امنا مريم، وبشفاعة مار ميخائيل صديقنا العزيز. وكل عام وأنتم بألف خير".

للمزيد من الصور:
https://www.facebook.com/pg/www.abouna.org/photos/?tab=album&album_id=2…