موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ٨ ابريل / نيسان ٢٠٢٠
رسالة الفصح لأمين عام المدارس المسيحية‎ في الجليل: لننظر إلى الظروف الحاليّة بعين الله
تذكر أن دودة القز تحبس نفسها داخل شرنقة لفترة من الزمن تصبح بعدها "فراشة" بعد أن كانت مجرد دودة، فراشة تحلق عاليًا، ونصنع من شرنقتها خيوطًا حريرية.
الأب عبد المسيح فايز فهيم الفرنسيسكاني

الأب عبد المسيح فايز فهيم الفرنسيسكاني

أبونا :

 

وجّه الأب عبد المسيح فايز فهيم الفرنسيسكاني، الأمين العام للمدارس المسيحية في الجليل، رسالة إلى مدراء المدارس، والمعلمين والموظفين وأولياء الأمور والطلاب، بمناسبة حلول عيد الفصح المجيد. ولم تخلُ الرسالة من التطرق للأوضاع الصحيّة التي يشهدها العالم، حاثًا أن تكون هذه الفترة مناسبة للرجوع إلى الذات والتفكير والتأمل على الصعيدين الكنسي والإنساني.

 

وفيما يلي نص الرسامة كاملة:

 

أحييكم جميعًا بالتحية الفصحية: "المسيح قام ... حقًا قام"

 

ونحيي فئة الأبطال الذين يقفون على خطوط المواجهة من أطقم طبية وباحثين ومتطوعين الذين يواجهون الأخطار بكل جرأة وشجاعة وصبر، فهم بتضحياتهم يهتمون بالإنسان ولأنه إنسان. ثم نحيي جميع الهيئات الإدارية والتعليمية وأولياء الأمور والطلاب الذين يمرون بظروف غير عادية تحتاج إلى مضاعفة مجهودنا وبطرق وأساليب جديدة، والجميع يقوم بها بحب وعلى خير وجه.

 

أن وجودنا في البيت وغيابنا عنا الكنيسة في الأسبوع المقدس، يذكرنا هذا العام أن احتفالنا بأحد الشعانين في ذكرى دخول يسوع إلى القدس بأنه يدخل الى بيوتنا، وفي خميس الأسرار يقدس بيوتنا وخيراتنا، وبدل أن يغسل أقدام تلاميذه فها هو يغسل هفواتنا ونقائصنا، وفي يوم الجمعة العظيمة يحمل الآمنا ومعاناتنا خاصة التي يعيشها العالم اليوم، وفي سبت النور وأحد القيامة سيشرق علينا ويضع فينا الرجاء والامل لمستقبل جديد وحياة مشرقة وواعدة بالملكوت السماوي.

 

لقد تعلمنا في هذه الفترة وتأملنا عيوبنا وأن وتيرة الإنسان المتسارعة والتي أبعدته عن العائلة والكنيسة وأخيه الإنسان، أخلت بتوازننا وجعلت الإنسان يسيء استخدام الطبيعة، ويهوى به ليغوص في مبادئ غير مقبولة دينيا كالإجهاض والزواج المثلي والقتل الرحيم وغيرها. لعلّ الإنسان يتراجع ويتعلم ويؤنب ضميره، لذلك كانت لهذه الفترة أهمية برسالة واضحة ألا وهي: "خليك في البيت"... أدخل مخدعك وارجع إلى ذاتك لتكتشفها وتحاسبها وتبحث عن الأفضل. وتذكر أن دودة القز تحبس نفسها داخل شرنقة لفترة من الزمن تصبح بعدها "فراشة" بعد أن كانت مجرد دودة، فراشة تحلق عاليًا، ونصنع من شرنقتها خيوطًا حريرية.

 

أحبائي إننا لا ننظر الى الله بعين الظروف الحالية وانما ننظر إلى الظروف بعين الله. ونعترف بضعفنا وبأنه وحده الله هو القادر على كل شيء. فبدل أن نتحدث عن شرق أوسط جديد نتحدث عن عالم جديد، وبدل الربيع العربي يطلع علينا الربيع العالمي. والحياة التي جددها المسيح بقيامته هي هبة من الله نقدرها ونحافظ عليها وندافع عنها ونطورها ونستمتع بها.

 

لكم مني وباسم الأمانة العامة التحية والتقدير والاحترام.

 

عيد فصح مجيد وكل عام وانتم بخير