موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ١ سبتمبر / أيلول ٢٠٢٠
رسالة البطريرك المسكوني برثلماوس الأول لمناسبة يوم الصلاة من أجل حماية الخليقة 2020

فاتيكان نيوز :

 

في رسالته لمناسبة "يوم الصلاة من أجل حماية الخليقة" والذي يُحتفل به في الأول من أيلول من كل عام، أصدر بطريرك القسطنطينية المسكوني برثلماوس الأول رسالة أكد فيها أن الأضرار التي أُلحقت بالتنوع البيولوجي وبالتوازن المناخي تتطلب خطوات مشتركة تقوم بها كل الحكومات، مشددا على ضرورة ألا يبقى النمو الاقتصادي كابوسا بالنسبة للبيئة.

 

وتساءل البطريرك برتلماوس الأول في رسالته عما إذا كانت الطبيعة قادرة على احتمال النقاشات والمشاورات العقيمة وكل تأخير في تبني خطوات عملية وملموسة ترمي إلى حماية البيئة. وهو تساؤل يصعب غض النظر عنه، وقد شكل محور الرسالة التي كتبها بطريرك القسطنطينية المسكوني لمناسبة يوم الصلاة من أجل حماية الخليقة لعام 2020 والذي يصادف هذا الثلاثاء. وعبر عن قناعته بأن البيئة الطبيعية باتت مهددة في زماننا الحاضر وذلك أكثر من أي وقت مضى، والمسألة لم تعد تقتصر اليوم على الحفاظ على نوعية البيئة بل على استمرارية الحياة على كوكب الأرض.

 

وكتب برتلماوس الأول أننا نشهد اليوم القضاء على البيئة الطبيعية والتنوع البيولوجي والحياة النباتية والحيوانية، وتلوث الموارد المائية والهواء، فضلا عن الانهيار التدريجي للتوازن المناخي والعديد من المشاكل الأخرى المتصلة بالبيئة. واعتبر بطريرك القسطنطينية المسكوني أن هذه الأوضاع تُظهر مدى أهمية الحفاظ على الطبيعة من أجل البشرية المعاصرة، مع أن هذا الموضوع لا يلقى وللأسف الاهتمام المطلوب على كامل المستويات.

 

وعبّر برتلماوس عن ارتياحه للوعي البيئي والحس بالمسؤولية الموجودين على صعيد الأفراد وبعض المجموعات والمنظمات، لكن المشكلة تكمن غالبا على صعيد الإدارة العامة. ورأى أن الدول والجهات الاقتصادية ليست قادرة غالبا – ولأسباب مرتبطة بالطموحات الجيوسياسية والاقتصادية – على تبني قرارات صائبة ترمي إلى حماية الخليقة. وفي هذا الإطار تبرز النظرة الخاطئة بأن الطبيعية قادرة على تجديد ذاتها بذاتها.

 

وفيما يتعلق بالأزمة الصحية التي يمر بها العالم اليوم بسبب جائحة كوفيد 19، قال بطريرك القسطنطينية المسكوني إن هذا الوضع أظهر مدى تأثير النشاطات البشرية على الخليقة، وذلك من خلال النظر إلى تراجع مستويات التلوث بسبب إجراءات الإقفال. ومن هذا المنطلق دعا إلى إعادة النظر في النمط الصناعي اليوم وقطاع النقل والمنظومة الاقتصادية المرتكزة إلى منطق تحقيق أعلى قدر ممكن من الربح المادي، لأن لهذه الممارسات تأثيراتٍ سلبيةً على التوازن البيئي.

 

من هذا المنطلق شدد على ضرورة التوجّه اليوم نحو اقتصاد إيكولوجي، لافتا إلى أنه لا يوجد تقدم حقيقي يرتكز إلى القضاء على البئية الطبيعية. كما من غير المعقول أن تُتخذ قرارات اقتصادية دون أن تؤخذ في عين الاعتبار نتائجها الإيكولوجية، فلا يمكن للنمو الاقتصادي أن يبقى كابوسا بالنسبة للبيئة.

 

ولم تخلُ رسالة برتلماوس الأول من الإشارة إلى التزام بطريركية القسطنطينية المسكونية لصالح البيئة، مسلطة الضوء على أهمية التعاون في هذا المجال على كامل المستويات وفي كامل الاتجاهات. وأكد في الختام أن حياة الكنيسة نفسها هي في الواقع "إيكولوجيا مطبّقة" فأسرار الكنيسة، وعباداتها وطقوسها وحياتها الجماعية والحياة اليومية لمؤمنيها تشكل تعبيرا عن احترام عميق تجاه الخليقة.