موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ٢٣ أغسطس / آب ٢٠١٤
رسالة أمين عام المدارس المسيحية في فلسطين مع بدء العام الدراسي

القدس – أبونا :

فيما يلي نص الرسالة التي وجهها الأب الدكتور فيصل حجازين، مدير عام مدارس البطريركية اللاتينية في فلسطين والأمين العام للمدارس المسيحية في فلسطين، إلى كافة المدارس في فلسطين بمناسبة بدء العام الدراسي الجديد 2014-2015:

"كونوا فرحين في الرجاء، صابرين في الضيق، مواظبين على الصلاة، ساعدوا الإخوة القديسين في حاجاتهم، وداوموا على ضيافة الغرباء، باركوا مضطهديكم، باركوا ولا تلعنوا" (رومة 12: 12-14)

أيتها الأخوات، أيها الإخوة

عام بعد عام نمضي سويا في دروب الحياة فشباب بلا احلام وربيع بلا زهور فها هو الثالث والعشرين من اب قد حل معلناً بداية عام دراسي جديد يجمع الآلاف من بناتنا وابنائنا في كافة انحاء الارض المقدسة، عام يتهلل وجهه اشراقة مضيئة وابتسامة متفائلة ويدا تصافح ايد تعارفت في أخوة ـ في جو اسري تحتضنه دار العلم والمعرفة تلتقي فيه بذور آباء وأمهات رعت غراسها وهي تتمنى أن يتحقق في هذه الغراس الأحلام والطموحات.

تحل هذه المناسبة في هذا العام والقلب حزين والعقل مشوش والمشاعر جياشة. فالقلب حزين والعين تدمع على أهلنا في غزة في ظل هذه المأساة من القتل والتدمير والتشريد حيث لم يسلم البشر ولا الحجر من مسلسل متدحرج من العنف. فصلاتنا في بداية هذا العام لكل الذين يعانون في غزة ولأبنائنا الطلبة الذين لم يستيطعو الذهاب الى مدارسهم ونسأل الله لهم الصبر والسلام والأمن والأمان والكرامة والحرية بأسرع وقت. وندعو جميع طلابنا لرفع دعائهم وصلاتهم اليومية المدرسية من أجلهم. وبهذه المناسبة أيضا لا بد أن نوجه الشكر الجزيل وباسمكم جميعا الى الأمين الإقليمي العام للمدارس المسيحية في الشرقالأوسط وشمال إفريقيا الذي يواصل الليل بالنهار من اجل خدمة المدارس ورفعتها والذي خصنا برسالة تضامن خلال الايام الماضية.

وتحل هذه المناسبة أيضا وقلوبنا تعتصر ألماً لما يحصل من قتل وتهجير وتشريد في العراق وسوريا على الهوية والدين والعرق، وحشية لم يشهد لها التاريخ مثيلا منذ غابر العصور، وصمت دولي وعالمي لا بل ومحلي أيضا لتلك الأصوات التي اعتدنا سماعها تدعو للعدل والمساواة والأخوة والمحبة والعرض الصحيح للدين، ولكنها تصمت في الوقت التي يجب ان تصرخ. إن هذه الماسي تؤكد لنا أهمية الدور الذي تلعبه مدارسنا المسيحية من خلال تقديمها للتربية والتعليم للجميع جنبا الى جنب وفي كافة الأماكن لتزرع ومنذ نعومة أظفار الأجيال القيم والمفاهيم الانسانية التي يجب ان تجمع الجميع بدلا عن الكراهية والحقد والدمار.

أيتها الأخوات، أيها الإخوة

كل عام وأنتم بخير بالرغم من كل شيء، نضع نصب أعيننا في هذا العام الدراسي الأهداف التي عليها انشئت مدارسنا التي تختلف سنوات انشائها حيث يمتد انشاء بعضها لقرون عديدة ماضية. أدعو الجميع للعودة الى الجذور والدعوة والعمل الجاد من خلال البرامج اللامنهجية والتثقيقية والتوعوية التي من شأنها المساهمة في خلق جيل يؤمن بقيم الحرية والعدالة والسلام ومفاهيم العيش المشترك وتقبل الاخر وفهمه والعيش معه والاقتناع بأن في التنوع غنى وأن الله سبحانه تعالى لو أراد لجعل الناس كلهم من عرق واحد أو دين أو لون أو جنس. ولكنها ارادة الله ان نعيش مختلفين ولكن نعيش معاً وهنا يأتي اهمية دور التربية والتعليم في زرع هذه القيم والمفاهيم لدى الطلاب وبالتالي المساهمة في خلق مستقبل جديد نستطيع ان نبشر به أبناءنا وبناتنا ولنعقد العزم منذ البداية ان نجعل هذا العام عاما دراسيا متميزا بالجد والاجتهاد عامرا بالنشاط والعزيمة ولنجعل من مدارسنا خلية نحل، عسلها علم ومعرفة وشهدها نشاط وانجاز.

نقول كل عام واتم بخير لكل المعلمين والمعلمات والمديرين والمديرات وكل العاملين في مدارسنا ممن تقاعدو هذا العام الذين افنو زهرة شبابهم في خدمة طلبتنا ومدارسنا. وايضا لمن انضم للاسرة التعليمية هذا العام.

كل عام وانتم بخير أيها المديرون والمديرات، المعلمون والمعلمات والعاملون والعاملات، الاباء والأمهات، واخيرا كل عام وأنتم بخير لمن هم هدف وجودنا وجوهر عملنا لطلابنا وطالباتنا الذين نقول لهم تذكروا دائما نعمة الله عليكم واشكروا واعملوا بكد وجهد لنصل جميعا وبنعمة الله الى بر الامان لنفاخر بكم العالم بأنكم من عليهم نعتمد في التغيير للوصول الى الحياة الكريمة والعادلة والحرة والواعدة.

كل عام وانتم بخير