موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٣١ يناير / كانون الثاني ٢٠١٧
رسائل أميركية مربكة لمسيحي سورية

دمشق – وكالات :

أربكت الرسائل المتضاربة التي أرسلتها واشنطن للمسيحيين السوريين بشأن تأثير قيودها على اللاجئين والمسافرين من دول عدة ذات أغلبية مسلمة مما دفع بعضهم إلى فقدان الأمل.

ووقع الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمرًا تنفيذيًا الجمعة الماضي يعلق السماح للاجئين بدخول الولايات المتحدة لمدة أربعة أشهر ويمنع المسافرين من سوريا وست دول أخرى مؤقتًا من الدخول. ويسعى الأمر التنفيذي أيضًا لوضع الأولوية للاجئين الفارين من الاضطهاد الديني في خطوة قال عنها ترمب في تصريحات منفصلة إنها تهدف لمساعدة المسيحيين في سوريا على المغادرة.

لكن الآمال تحطمت بالنسبة لأسرة سورية مسيحية واحدة على الأقل أعيدت من مطار فيلادلفيا الدولي إلى لبنان. حيث قالت مصادر في مطار بيروت، الأحد 30 كانون الثاني، إن أسرة سورية مسيحية من الكنيسة الأرثوذكسية أعيدت إلى بيروت تطبيقًا للأوامر الصارمة الجديدة التي أصدرها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخرًا بشأن الهجرة.

وكان ترامب قد أعلن، في ـ27 كانون الثاني، أنه يعتزم منح الأولوية خلال النظر في طلبات اللجوء في أراضي الولايات المتحدة للمسيحيين من سوريا. وقال خلال مقابلة مع "شبكة البث المسيحية": "نعم، إنهم (المسيحيون) يتعرضون لمعاملة سيئة جدًا، من المستحيل، أو من الصعب جدًا على الأقل، أن تصل إلى الولايات المتحدة حال كونك مسيحيًا من سوريا، وإذا كنت مسلمًا لكان ذلك بإمكانك، لكن إذا كنت مسيحيًا فهذا كان أمرًا مستحيلاً تقريبًا".

وقال مسيحيون في دمشق إن الوعود بإعطاء الأولوية للأقليات لا تشكل كثيرًا من الفارق لهم. وقال يوسف توما (34 عامًا) أثناء حضوره لقداس في كنيسة في دمشق الأحد إن "الحصول على تأشيرات دخول للولايات المتحدة كان حلمًا لكل المواطنين في الدول النامية بغض النظر عن دينهم".

وأضاف "السوريون من كل الأديان كانوا معتادين على الاصطفاف أمام بوابات السفارة الأميركية. لكن الحصول عليها كان شبه مستحيل وأصبح أصعب منذ بدء الحرب". تابع "ما سمعته هو أنه سيكون هناك استثناءات للمسيحيين من الحظر وليس تسهيل سفر المسيحيين وبالتالي هذا يعني أن ذات الصعوبات قائمة للحصول على تأشيرة".

وقالت نورما (30 عامًا) وتعمل في مجال تكنولوجيا المعلومات وكانت حاضرة في الكنيسة ذاتها وطلبت عدم ذكر اسم عائلتها إن السفر للولايات المتحدة حلم بعيد ووهمي. وأضافت "لا أعرف ولا لدي أي شخص في الولايات المتحدة. لو كان هناك شخص أعرفه هناك، عمة أو خال، فقد أفكر في الذهاب إلى هناك بالطبع، وسيكون من الأفضل أن أقوم برحلة آمنة إلى أميركا بدلاً من رحلة خطرة بالقارب للوصول إلى ألمانيا".

وقال مسيحيون يودون مغادرة سوريا إن تفضيل الولايات المتحدة للأقليات الدينية سيخدم أفكار التشدد الإسلامي أو على الأقل لن يكون له تأثير حقيقي، وقال جوزيف معماري وهو أحد سكان دمشق عبر الهاتف "أعتقد أن المتشددين (الإسلاميين) هنا يودون لنا أن نغادر ليتخلصوا منا".

فيما عاد توما ليشير إلى أن تصريحات ترامب لا تشكل فارقًا. وأضاف "الأقليات مستهدفة على الدوام من المتشددين وتصريحات ترمب لن تزيد أو تقلل من ذلك". وتابع "كانوا مستهدفين من قبل تولي ترمب الرئاسة، غادر المسيحيون في معلولة (قرب دمشق) البلاد قبل أن يفكر ترمب حتى في تولي الرئاسة. المسيحيون في ريف دمشق مثل حرستا ودوما أجبروا على ترك منازلهم قبل خمسة أعوام".