موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
ثقافة
نشر الأربعاء، ٢٩ يوليو / تموز ٢٠٢٠
رحيل «طبيب الغلابة» بمصر.. بعد أن وهب علمه وحياته لخدمة الفقراء

القبس الكويتية :

 

«عاهدت الله ألا آخذ قرشًا واحدًا من فقير أو مُعدم، وسأبقى في عيادتي أساعد الفقراء إلى أن يتوفاني الله».. كانت هذه آخر كلمات قالها الطبيب المصري محمد مشالي في آخر ظهور له، والتي دومًا كان يرددها بعد تخرجه من كلية الطب وحتى آخر أنفاسه.

 

تلك الكلمات التي عاش ومات وأفنى جل عمره في سبيلها، وبقي على العهد حتى غادر عالمنا الثلاثاء عن عمر ناهز الـ76 عامًا قضاها كما أحب دومًا أن يكون.. «خادمًا» وطبيبًا للفقراء والمحتاجين، قضاها بين أروقة عيادته الصحية المتواضعة الكائنة في أحد الأحياء الشعبية بمصر، والتي أوقفها ووهبها لخدمة المرضى طوال سنين عمره، واستحق عن جدارة لقب «طبيب الغلابة».

 

طبيب الفقراء

 

عرف الناس «طبيب الغلابة» عونًا وسندًا للفقراء تنفيذًا لوصية أوصاه إياه والده حيث وهب علمه ليكون طبيبًا للمحتاجين حيث يدفع المريض مبلغًا رمزيًا لا يتجاوز الجنيهات ولا يأخذ أي مقابل ممن لا يستطيع أن يدفع هذه الجنيهات القليلة، كما كان يشتري لهم العلاج والأدوية في كثير من الأحيان، ليكون سببًا في علاج الملايين الذين لا يقدرون على مصروفات الكشف والأدوية.

 

وكشف مساعد الراحل الدكتور محمد مشالي عن آخر وصية للفقيد قبل وفاته بأيام، مؤكدًا أنه كان دائمًا يحدثه بأنه تمنى أن يلقى ربه وهو واقفًا على قدميه، وهو يخدم الغلابة المترددين على عيادته، مشيرًا أن هذه الأمنية كان يطلبها من الله دائمًا وحقق الله له أمنيته التي طلبها، وفق ما ذكرت صحيفة اليوم السابع المصرية.

 

رفضه ملايين الجنيهات من التبرعات

 

يذكر أن الطبيب المصري الراحل رفض قبول ملايين التبرعات من أحد البرامج التلفزيونية، ووجههم إلى التبرع بها لغير القادرين أو للأطفال بلا مأوى، أو الأطفال الأيتام، مؤكدًا حينها على أنه «لا يحتاج لأي تبرعات»، مشيرًا إلى أنه رفض العديد من التكرمات من جهات عديدة.

 

تجدر الإشارة إلى أن مشالي من مواليد محافظة البحيرة المصرية عام 1944 لأب يعمل مدرسًا، وانتقل بعدها والده إلى محافظة الغربية وانتقل معه، واستقر مع أسرته هناك.

 

وتخرج مشالي من كلية طب قصر العيني في القاهرة 5 حزيران 1967، وتخصص في الأمراض الباطنة وأمراض الأطفال والحميات، ليعمل في عدد من المراكز والوحدات الطبية بالأرياف التابعة لوزارة الصحة المصرية في محافظات مختلفة.

 

وفي عام 1975 افتتح عيادته الخاصة في طنطا، وتكفل برعاية أخوته وأبناء أخيه الذي توفي مبكرًا وتركهم له، ولذلك تأخر في الزواج، ولديه 3 أولاد تخرجوا جميعًا من كلية الهندسة.