موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٢٧ يونيو / حزيران ٢٠١٧
رجاء جديد يتجدد من القامشلي السورية

القامشلي - رافي سايغ :

رجاء جديد يتجدد من القامشلي السورية.. هنا في هذه المدينة الجميلة والتي تتمتع بحضور مسيحي غني من كافة الكنائس.. قالت الشبيبة كلمتها: ’الله معنا‘، بمشاركة أكثر من 200 شاب وشابة من الجزيرة السورية عُقد يوم الشبيبة..

تجمعت الشبيبة من القامشلي والحسكة والمالكية، وكعائلة واحدة تقاسمت كل شيء في هذا اليوم.. يوم مسكوني بامتياز اختبرناه مع الشبيبة.. حضر الجميع وفي قلوب الجميع عم الفرح والسلام.. السلام الذي افتقدناه جراء الحرب التي تعصف بالبلاد منذ أكثر من 7 سنوات..

كان عنوان اليوم ’الله معنا.. أنت مع مين‘، وتضمن الموضوع ثلاثة أسئلة شرعت أبواب الحوار العميق مع الشبيبة "علاقتي مع الله ومع الآخر ومع ذاتي".. قدم الموضوع النائب الأسقفي للكنيسة الكلدانية بالجزيرة والفرات الأب نضال توماس، وبحضور كهنة الكنائس المسيحية الأخرى وبمشاركة من قبل سيادة المطران جورج اسادوريان، المعاون البطريركي للأرمن الكاثوليك، ومطران السريان الكاثوليك للجزيرة والفرات مار بهنان هندو..

منذ بدء الأزمة السورية كان توجه لجنة لقاء الشبيبة المسيحية بإحياء لقائات ونشاطات متنوعة للشبيبة تهدف متابعتهم روحيًا واجتماعيًا.. وهنا أتحدث شخصيًا عن ما اختبرته مع الشبيبة طوال هذه اللقاءات خلال السنوات الماضية..

كل مرة نجتمع مع الشبيبة تعلمنا الشبيبة فن الامل بالحياة رغم كل شيء.. أحيانًا جراء ما يجري بالمدينة من مشاكل وتخوف من تدهور في الأوضاع نكاد أن نفقد سلامنا الداخلي ونفقد أيضًا الأمل.. لكن دائمًا في كل لقاء نلمس تدخل العناية الإلهية في أبسط تفاصيل حياتنا، ويحيا فينا الأمل من جديد..

كان من المقرر أن يكون موضوع اللقاء غير الذي تم تحضيره ..وكنت أبحث عن آيه تناسب اليوم.. ليتصل بي لاحقًا الكاهن الذي حضر الموضوع ويقول لي تم تبديل الموضوع، عنوان اللقاء: ’الله معنا.. أنت مع مين‘.. والآية ’لا تخف لأني معك وأباركك‘.

توقفت للحظة وانا أفكر بالعنوان ’الله معنا‘.. نعم الله معنا.. الله معنا وسط كل ما يجري في البلاد من قتل وخراب وتدمير هنا وهناك، لا نزال نستطيع القيام بيوم للشبيبة وليس هذا فقط بل بمشاركة من مدن أخرى.. ما هذه الدعوة الغريبة التي خصنا بها الله!

لقد أعاد لنا هذا اليوم سلامنا الداخلي.. وكان كافيًا لنقرر القيام بيوم للشبيبة من جديد خلال الأشهر القادمة.. يوم كامل تقاسمنا فيه كل شيء مع بعضنا البعض بمحبة: الطعام، والألعاب، والحوار، وكل شيء.

ساعات وساعات من النشاط والحيويه والفرح.. ليصل البرنامج إلى الختام، والتعب سيد الموقف بعد كل هذه الفقرات التي حضرناها مع بقية المشرفين.. ودعنا الشبيبة القادمة من الحسكه والمالكية، وقبل مغادرته تحدث لي كاهن ’شكرًا لكم، شعرنا وكأننا بيوم الشبيبة العالمي‘.

رحلت الوفود المشاركة ورغم بساطة العمل الذي قمنا به بقيت كلمات الكاهن محفورة بقلبي وشعرت حينها فعلاً أن الله معنا. وكان الله معنا عندما اجتمعنا باسمه وصلينا لعودة السلام لربوع بلدنا المتألم سوريا وكل المشرق المضطرب. لقد كانت هذه رسالة شبيبة الجزيرة السورية لكل العالم بأن ماضينا كان هنا، وحاضرنا نحياه اليوم، والمستقبل نحن عنوانه لأننا رسل السلام والمحبة.