موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٧ فبراير / شباط ٢٠١٩
رئيس الوزراء اليوناني يقوم بزيارة تاريخية إلى آيا صوفيا في اسطنبول

أ ف ب :

زار رئيس الوزراء اليوناني الكسيس تسيبراس الأربعاء متحف آيا صوفيا، المعلم البارز المثير للجدل في اسطنبول، ومعهداً دينياً مغلقاً في مؤشر على انفراج في العلاقات المتوترة بين البلدين.

وأثارت آيا صوفيا التي كانت كنيسة تم مسجدا قبل تحويلها إلى متحف، مرات عدة التوترات بين المسيحيين والمسلمين بسبب الطقوس الإسلامية التي كانت تقام فيها ومن بينها تلاوة القرآن وصلاة الجماعة. ومع تحويلها إلى متحف علماني، بات بإمكان أتباع جميع الأديان زيارة هذا الموقع الذي يعتبر من أهم معالم التراث الإنساني والاستمتاع بجمال أسلوبه المعماري. إلا أن دعوات صدرت من أجل استخدام هذا المتحف مجددا كمسجد أثارت غضب المسيحيين وصعدت التوتر بين تركيا واليونان، العدوين التاريخيين العضوين في حلف شمال الأطلسي.

وتأتي زيارة تسيبراس لآيا صوفيا في اليوم الثاني من أول زيارة يقوم بها تسيبراس إلى تركيا منذ أربع سنوات. وكان المتحدث باسم الرئاسة التركية ابراهيم كالين في استقبال تسيبراس في المتحف. وصرح تسيبراس لفرانس برس "يمكنك هنا أن تشعر بثقل التاريخ". واستمع تسيبراس لدليل رافق الوفد شارح له تاريخ المتحف.

وشُيّدت كنيسة آيا صوفيا في القرن السادس في عهد الامبراطورية البيزنطية المسيحية وكانت مقرا لبطريركية القسطنطينية، الاسم السابق لاسطنبول. وعندما غزت القوات العثمانية المدينة في 1453 أمر السلطان محمد الثاني بتحويل كنيسة آيا صوفيا إلى مسجد، وبنيت المآذن الاسلامية حول قبتها البيزنطية. وبقيت آيا صوفيا مسجدا إلى ما بعد انهيار الامبراطورية العثمانية، وفي منتصف الثلاثينات أمرت السلطات التركية الجديدة في عهد مؤسسها العلماني مصطفى كمال أتاتورك بتحويل المسجد إلى متحف مفتوح للجميع.

ومنذ تولي حزب العدالة والتنمية بزعامة الرئيس رجب طيب اردوغان الحكم، يخشى مؤيدو العلمانية من أن تكون لدى الحكومة أجندة خفية لإعادة تحويل آيا صوفيا إلى مسجد. إلا أن محكمة تركيا العليا رفضت في أيلول الماضي طلبا بفتح آيا صوفيا للمسلمين للصلاة فيه. وأعربت اليونان التي تتابع عن كثب مستقبل التراث البيزنطي في تركيا، مرار عن قلقها بشأن جهود تبديل وضع المتحف.

واتسمت العلاقات بين اليونان وتركيا بالتوتر على مدى عقود، ودارت بينهما خلافات حول قضايا مختلفة من بينها بحر ايجة والمسألة القبرصية وحقوق الأقليات وأزمة المهاجرين وفرار عسكريين أتراك إلى اليونان بعد المحاولة الانقلابية في 2016. واتفق اردوغان وتسيبراس الثلاثاء على حل الخلافات بين بلديهما عبر الحوار، وصرح اردوغان أن "عمل السياسي ليس كسب الأعداء بل الأصدقاء".

وشارك تسيبراس في قداس مع بطريرك القسطنطينة الارثوذكسي برثلماوس في معهد هالكي الديني الارثوذكسي الواقع في جزيرة هيبيلي قبالة اسطنبول. وكان المعهد يستخدم لإعداد كهنة القسطنطينية. وبعد أن أشعل شمعة، شارك في القداس إلى جانب البطريرك. وهذه أول زيارة للمعهد يقوم بها رئيس وزراء يوناني منذ أن أغلقته الحكومة التركية في 1971 خلال توترات بين اثينا وأنقرة بسبب المسألة القبرصية. وصرح تسيبراس "عندما آتي المرة المقبلة آمل أن اعيد فتح المدرسة مع اردوغان". واضاف أن "الأقليات في اليونان وتركيا ليست سببا للنزاع، بل هي هنا لبناء الجسور".

وصرح برثلماوس "ندعو أن يستمر الزخم ويأتي اليوم المهم قريبا عندما يفتح هذا المعهد الذي يقدم التعليم اللاهوتي أبوابه من جديد". وفي السنوات الأخيرة قامت تركيا، البلد الذي تدين غالبية سكانه بالاسلام، بإعادة الأراضي التي صادرتها من هالكي في 1943 إلى الدير، لكن من غير المقرر إعادة فتحه. وكان اردوغان صرح في السابق أن إعادة فتح المعهد تعتمد على خطوات مماثلة تتخذها اليونان لتسحين حقوق الأقلية التركية.