موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٣١ مارس / آذار ٢٠٢٠
رئيس أساقفة شيكاغو: يمكننا تحويل الأزمة الحالية إلى فرصة تحمل معها نظرة إيجابيّة
رئيس أساقفة شيكاغو الكاردينال بليس كوبيتش

رئيس أساقفة شيكاغو الكاردينال بليس كوبيتش

فاتيكان نيوز :

 

شدد رئيس أساقفة شيكاغو الكاردينال بليس كوبيتش على ضرورة أن تتمتع العائلات المنغلقة في منازلها، خلال فترة الوباء الحاليّة، ببعض الإبداع لإدارة الوقت الذي يقضيه أفرادها معًا، مشيرًا إلى أن التبعات الاقتصادية لانتشار الفيروس يبرز خطر في فقدان الأشخاص عملهم وموارد دخلهم، ولهذا من الأهمية أن نكون جميعًا متحدين، وأن نعمل على ألا يُنسى أحد.

 

نظرة إيجابيّة

 

وحول ما يمكن أن يكون إيجابيًا في هذا الوضع، قال الكاردينال كوبيتش أن هناك في المقام الأول وحدة العائلات وتمضية أفرادها الوقت معًا. وتحدّث عن عيش الإنسان في مجتمع لاهث، وغالبًا ما يرى أعضاء العائلة بعضهم يدخلون ويخرجون بدون تمضية أي وقت معًا. ومن وجهة النظر هذه، يمكن للوضع الحالي أن يكون فرصة لتقاسم أكبر، يمكن لهذه أن تكون فترة تتباطأ فيها حياة الجميع، وتابع أن لدينا وقتًا أكثر ما يمكن أن يمنحنا فرصة التأمل حول حياتنا.

 

الكنيسة في زمن الوباء

 

وأشار إلى أن الكنيسة تدعو الأشخاص إلى الصلاة، وهي تبحث دائمًا عن طرق لجعلهم متحدين، لافتًا إلى أنها تعمل على نقل الاحتفال بالقداس الإلهي عبر شبكة الانترنت في الأبرشية بأكملها، كما وتوفّر إحدى الشبكات التلفزيونية فرصة بث قداس الأحد، حيث يترأس هو القداس الإلهي في الكاتدرائية.

 

وأضاف: تقرع كنائس الأبرشية 5 مرات يوميًا، ففي التاسع صباحًا تُوجّه دعوة لتذكر المتألمين جراء المرض، وخاصة فيروس كورونا، وفي منتصف النهار يُدعى المؤمنون إلى الصلاة من أجل العاملين الصحيين، وفي الثالثة من بعد الظهر إلى الصلاة من أجل عناصر الإسعاف والعاملين في الخدمات الأساسية، وفي الساعة السادسة مساءً تُرفع الصلاة من أجل قادة البلاد وشعوب الدول كافة، وأخيرًا تُرفع الصلاة في الساعة التاسعة مساءً من أجل ضحايا اليوم.

 

زمن للشفاء

 

وأعرب رئيس أساقفة شيكاغو عن قناعته بضرورة التعامل مع هذه اللحظة باعتبارها زمنًا يدعونا فيه الله إلى أن نشفى. وذكّر في هذا السياق بليتورجيا الأحد الماضي حيث حدثنا الإنجيل عن شفاء يسوع لرجل أعمى منذ مولده، وقال إن هذا يعلمنا أن الله يشفي بالاقتراب من الأشخاص، وقد كانت هذه لحظة حميمية جدًا حيث شفى يسوع الرجل بطين جبله من تفاله.

 

وقال: إننا حتى وإن كنا في هذه الفترة غير قادرين على أن نقترب من بعضنا البعض جسديًا فيمكننا أن نكون قريبين أحدنا من الآخر في قلوبنا، وحين يحدث هذا فيكون الشفاء. ثم عاد إلى شفاء الأعمى، فقال: إن يسوع يُذكرنا بانحنائه ليجبل الطين بأنه خلقنا على صورته وشكَّلنا لنكون جميعا بشرًا.

 

كما شدد على ضرورة استغلال هذا الوقت من أجل استعادة حس الجماعة، لكي نبدأ رؤية أن هذا يوحدنا جميعًا. وأعرب عن رجائه أن تستمر هذه التأملات عقب انتهاء هذه الأزمة، كي نتمكن من مواجهة تحديات الأمراض الأخرى التي تصيب المجتمع، كعدوى العنف والانتقام وآفات العنصرية والكراهية والفقر الذي يصيب الكثير من الأشخاص. وختم الكاردينال بليس كوبيتش مشددًا على أهمية ألا نُضيع ما تعلمناه خلال هذه الأيام حول إنسانيتنا المشتركة وضعفنا المشترك، وأننا نحاسَب جميعًا بالطريقة ذاتها من الله.