موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ٢٦ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠١٧
رئيس أساقفة دكا يأمل في عودة الروهينغا إلى بورما، ولا يخفي تشاؤمه

دكا - أ ف ب :

أكد الكاردينال باتريك دروزاريو، رئيس أساقفة العاصمة دكا، أنه في أن يعود الروهينغا إلى بورما بعد توقيع اتفاق ثنائي، لكنه يتخوف من البؤرة القابلة للانفجار التي يشكلها مخيم اللاجئين الكبير في جنوب بنغلادش.

وفي مقابلة مع وكالة فرانس برس، أضاف دروزاريو أن "بروتوكول اتفاق وقع بين حكومتي بورما وبنغلادش وترغب فيه الأسرة الدولية، وسيحضر مجيء البابا فرنسيس النفوس والقلوب على هذا الصعيد".

وينتظر رئيس الأساقفة بفارغ الصبر وصول البابا الذي عينه كاردينالا في 2016. وشكل تعيينه سابقة تاريخية في بنغلادش المسلمة التي تضم مجموعة صغيرة من 380 ألف كاثوليكي. وينتظر وصول البابا الاثنين الى بورما، ثم في 30 تشرين الثاني الى بنغلادش. وسبقت الزيارة جائزة دبلوماسية تتمثل باتفاق وقع بين البلدين يتمحور حول عودة اقلية الروهينغا المسلمة عديمة الجنسية "في غضون الشهرين المقبلين" الى بورما.

لكن المفوضية العليا للامم المتحدة لشؤون اللاجئين اعتبرت ان الشروط لم تتوافر في الوقت الراهن لضمان عودة "آمنة ودائمة" الى ولاية راخين، جنوب بورما التي يواصل اللاجئون الفرار منها مدينين التجاوزات وعمليات الاغتصاب.

وقال الكاردينال الذي يشاطر البابا تخوفه على مصيرهم أن "صرخات الروهينغا هي صرخات الإنسانية". وأضاف "إنهم كائنات بشرية تتألم، ويتعين علينا الاستجابة لنداءاتهم"، معربًا عن "سعادته لإقدام بنغلادش على فتح قلبها من أجل استقبالهم".

وفر حوالى 620 ألفًا من الروهينغا منذ نهاية آب. وقد انضموا إلى حوالى 300 ألف آخرين وصلوا في وقت سابق، ليرتفع عددهم الإجمالي إلى 900 ألف يتكدسون في مخيم جنوب بنغلادش التي تواجه واحدة من أخطر الأزمات الإنسانية في بداية القرن الحادي والعشرين في آسيا.

وقد أمضى هو نفسه يومين في المخيم، والتقى عائلات في ملاجئهم البائسة واستمع إلى "الفظائع" التي يتعرضون لها. وأوضح الكاردينال أن "المهم هو أن نقول لهم إننا إلى جانبهم"، مستوحيًا تعبيرًا أثيرًا للبابا: "الكنيسة مستشفى ميداني".

وأطلقت منظمة كاريتاس الخيرية الكاثوليكية برنامج مساعدة غذائية قيمته 5.3 ملايين يورو، للاهتمام بـ40 ألف عائلة غالبًا ما تكون كثيرة الأفراد أي حوالى 300 ألف شخص. وبفخر، أضاف الكاردينال "تخيلوا قليلاً، كنيسة صغيرة مثل كنيستنا، تعمل مع الروهينغا وتهتم بثلث اللاجئين". لكن هذا السبعيني الذي تكسو محياه ابتسامة فرحة، لا يخفي تشاؤمه العميق. وقال إن "المستقبل قاتم جدًا".

وقال "أعتقد أن بنغلادش ليست قادرة على الاهتمام بالروهينغا على المدى البعيد. يجب أن يعودوا إلى بلادهم، لكنهم لن يفعلوا ذلك من دون ضمان سلامتهم ومواطنيتهم وحقهم في الأرض والمسكن". واعتبر أن "المساعدة الدولية كافية، لكن إلى متى؟ تدفق السخاء لن يستمر، كما كان يحصل في المراحل الأولية".

وفي بنغلادش مكتظة أصلاً بالسكان وتخلت حتى الآن عن أراضٍ لاستقبال تدفق اللاجئين الذين يعيشون في ظروف مأساوية "سيشعر الناس بالحرمان ويتحولون أشخاصًا يؤمنون بالعنف، فلن يبقى لديهم ما يكفي من المواد الغذائية"، كما يرى.

وأوضح الكاردينال أن ثمة "كثيرًا من التوترات لدى القبائل المحلية في المنطقة"، لأن الروهينغا "بدأوا الاستقرار في التلال التي تعيش فيها قبائل. في الماضي، أخذ الروهينغا أراضي في القرى المسيحية". وأكد "أنا معجب بالسكان المحليين الذين تضاعف عددهم. وقد تأثر الاقتصاد والبيئة. ومن خلال القطع الكثيف للأشجار من أجل بناء الملاجىء، ستحصل انزلاقات للتربة لدى هطول الأمطار الغزيرة. المشاكل ستتزايد".

ولن يزور البابا المخيم الذي يبعد ساعة بالطائرة عن دكا. لكن المونسنيور دروزاريو سيستقدم إلى العاصمة مجموعة صغيرة من اللاجئين الروهينغا، بمساعدة من وزارة الداخلية وكاريتاس. وقال "اقترحنا على الحكومة أن تختار لاجئين وصلوا أخيرًا إلى بنغلادش، وأطفالاً ونساءً ورجالا". وسيتيح اللقاء الذي تنتظره وسائل الإعلام بفارغ الصبر، للبابا أن "يكشف عن محبته" لهذه الاتنية المحرومة من الجنسية والتي دافع عنها مرارًا من ساحة القديس بطرس.