موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ٢٥ سبتمبر / أيلول ٢٠٢٠
رئيس أساقفة الموصل مرشحًا لجائزة سخاروف لحريّة الفكر، التابعة للبرلمان الأوروبي
أنقذ المطران ميخائيل نجيب موسى أكثر من 800 مخطوطة قديمة

زينيت :

 

أعلن البرلمان الأوروبي عن قائمته الطويلة للمرشحين لنيل جائزة سخاروف 2020، والتي تمنح كل عام لتكريم الأفراد والمنظمات الذين يعملون في حقل الدفاع عن حقوق الإنسان والحريات الأساسية. وقد تمّ ترشيح رئيس أساقفة الموصل المطران ميخائيل نجيب موسى الدومينيكي لهذه الجائزة.

 

وبحسب بيان البرلمان الأوروبي، فقد سهّل المطران "إجلاء المسيحيين السريان والكلدان نحو كوردستان العراق، وأنقذ أكثر من 800 مخطوطة تاريخيّة تعود للفترة الممتدّة بين القرن الثالث عشر والتاسع عشر. وهذه المخطوطات تمّ لاحقًا ترقيمها وعرضها على الجميع خلال معارض في فرنسا وإيطاليا. ومنذ 1990، ساهم المطران أيضًا في الحفاظ على أكثر من 8000 كتاب و35000 وثيقة خاصّة بكنيسة الشرق.

 

وشرح رئيس أساقفة الموصل قائلاً "إنّ الأمر كان يتعلّق بعمليّة إنقاذ شيء ثمين مِن بين أيدي الجهاديّين"، مُشيرًا إلى أنّ الترشيح بحدّ ذاته يُمثّل شرَفًا يودّ مشاطرته مع شعوب العراق وسوريا ولبنان واليمن "التي تعيش زمنًا صعبًا، لأنّه لواجب أن يتمّ إنقاذ الشعب، وليس فقط الإرث".

 

واعتبر المطران ميخائيل ترشيحه لجائزة سخاروف "كتوقيع على كلّ صفحة من صفحات المخطوطات، بالإضافة إلى تذكير للضحايا الأبرياء، خاصّة اليزيديّين الذين يشعر أنّه على صلة بهم، وهم شعب مُسالِم واجه مأساة حقيقيّة. كما ويمثّل الترشيح أيضًا تشجيعًا لجميع العراقيّين الذين يعانون، لكنّهم يودّون متابعة العيش".

 

وأوضح بأنّ شبابًا ساعدوه خلال إنقاذ الناس والمخطوطات، إذ "لزم الأمر الكثير من الأيدي والأرجل". وأضاف: "في تلك اللحظات، طلبت من الله أن يكون لديّ 10 أيدي و10 أرجل لإنقاذ الناس والكتب، فأجابني بأن أرسل لي عونًا عبر العديد من الشباب الذين ساعدوني في هذه المهمّة… وبوجه المأساة المشتركة، رأوا جميعًا جوابًا مشتركًا، بمن فيهم المسلمين الذين أنجزوا عملاً مذهلاً لمساعدة العائلات المسيحية وإنقاذ إرثها الثقافيّ".

 

وأشار إلى أنّ العراقيّين "بحاجة إلى سلام حقيقيّ اليوم أكثر من قبل، لمتابعة العيش كمجتمع يتأسّس على مبدأ المواطنة، مع تخطّي الحدود التي يُشكّلها العِرق والدين والإثنيّة… هذا هو الحلّ الوحيد الممكن للمستقبل". وختم بالقول إنّ "كرامة الإنسان يجب أن تترافق بقيمة الثقافة والتعليم في المدارس والكنائس والمساجد حيث يجب مواجهة الحقد بجميع الوسائل وتشجيع الخطاب الإيجابي الخاصّ بالسلام والأخوّة. ويبقى التعليم السلاح الأفضل لمواجهة الظلاميّة وشرّ زمننا".

 

تجدر الإشارة هنا إلى أنّ البرلمان الأوروبي يكافىء كلّ سنة شخصيات تناضل ضدّ التعصّب وعدم التسامح والقمع، عبر تقديم "جائزة سخاروف لحرية الفكر". إنّها "جائزة حقوق الإنسان" الخاصّة بالبرلمان الأوروبي، والرمز الأبرز في مجال هذا العمل.