موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ٢٦ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠٢٠
رئيس أساقفة الموصل للكلدان ميخائيل نجيب موسى: الحقد ليس الحلّ، والحرب ليست الحلّ
يسعى العراق اليوم إلى استعادة حياته الطبيعية، بعد حوالي عشرين عامًا من التطورات الجيوسياسية المطبوعة بالصراعات المسلحة.
المطران ميخائيل نجيب موسى ميخائيل، رئيس أساقفة أبرشية الموصل وعقرة الكلدانية

المطران ميخائيل نجيب موسى ميخائيل، رئيس أساقفة أبرشية الموصل وعقرة الكلدانية

فاتيكان نيوز :

 

مما لا شك فيه أن العملية العسكرية التي قادتها الولايات المتحدة ضد العراق في العام 2003 من أجل الإطاحة بالرئيس الراحل صدام حسين، قد طبعت بداية مرحلة طويلة من العنف المسلح، بدءًا من التدخلات الأجنبية ووصولاً إلى الحرب الأهلية المذهبية، ثم القتال بين الجيش العراقي وتنظيم داعش بين عامي 2014 و2017. وقد تركت تلك السنوات أثرها المادي والسيكولوجي على المجتمع العراقي، في وقت تحدّث فيه صندوق الأمم المتحدة للطفولة اليونيسيف عن وجود زهاء أربعة ملايين ومائة ألف شخص يحتاجون إلى المساعدات الإنسانية في العراق، نصفهم أطفال.

 

وأثناء تقدم مقاتلي الدولة الإسلامية (المعروف إعلاميًا باسم داعش) في العراق في شهر آب أغسطس 2014، سهّل رئيس أساقفة الموصل للكلدان، المطران ميخائيل نجيب، هروب المسيحيين السريان والكلدان باتجاه كوردستان العراق، كما أنقذ أكثر من ثمانمائة مخطوطة قديمة تعود إلى ما بين القرنين الثالث عشر والتاسع عشر. لذا قرر الاتحاد الأوروبي ترشيحه لجائزة ساخاروف 2020 التي تُمنح سنويًا لشخصيات أو منظمات تناضل في سبيل الدفاع عن حقوق الإنسان والحريات الأساسية.

 

وفي حديثٍ لموقع "فاتيكان نيوز" الإلكتروني، قال رئيس أساقفة الموصل إن تنظيم داعش لم ينته بعد، لافتًا إلى أن الدعوات إلى العنف، التي وصلت من الشرق الأوسط إلى أوروبا، ما تزال مستمرة، كما أن هذه الأيديولوجية لم تمت. ولفت في هذا السياق إلى أن المواطنين العراقيين ملتزمون في بناء السلام الحقيقي. وقد تم الإعلان عن إلحاق الهزيمة بداعش في كانون الأول ديسمبر 2017، بعد سقوط البوكمال، التي كانت تُعتبر معقلا للتنظيم على الحدود السورية–العراقية، وهذا ما سمح بعودة الأمل إلى المواطنين، بعد سنواتٍ طويلة من القصف والتفجيرات وأعمال العنف.

 

وفيما يتعلق بترشيحه لجائزة ساخاروف الأوروبيّة، قال سيادته إن هذا الأمر كان مدعاة فرح له، لأنه لم يشكل اعترافًا بشخصه وحسب، بل بجميع المسيحيين الذين تعاونوا معه وكل من رفضوا العنف، خصوصًا ذلك الممارس على يد داعش. وذكّر بأنه سعى إلى إنقاذ أرواح الناس، وفكّر أيضا بتراث الشعب العراقي ومدينة الموصل، منقذا الكتب التي تحتوي على الثقافة والقيم.

 

وشدد الأسقف العراقي على أن الحقد ليس الحلّ، والحرب ليست الحلّ، مضيفًا أن المسيحيين عانوا من الاضطهاد والإبادة في الموصل. ولفت إلى أن بعض المسلمين اعتذروا عن الممارسات التي قام بها داعش، خصوصًا وأن الخوف منعهم من الوقوف في وجه المعتدين الذين كانوا يقتلون ويخطفون الزوجات والبنات. وأوضح سيادته أن مقاتلي داعش كانوا يقولون إنهم مسلمون، لكن لا يوجد دين على الإطلاق يدعو إلى العنف، بل يُستخدم الدين لغايات أخرى. وأشار في هذا الإطار إلى أن العديد من المسيحيين الذين نزحوا عن الموصل وعن سهل نينوى لم يعودوا لغاية اليوم، لأنهم خائفون.

 

وفي ختام حديثه لموقع فاتيكان نيوز الإلكتروني، تطرّق رئيس أساقفة الموصل إلى جائحة كوفيد، ولفت إلى أن الفيروس متفشٍ جدًا في الموصل وقد حصد العديد من الضحايا في سهل نينوى تحديدًا. وأكد المطران ميخائيل نجيب موسى أن الكهنة يحتفلون بالقداس عبر الإنترنت، وهم يخرجون من بيوتهم فقط ليمنحوا المناولة في بعض البيوت وبعض القرى.