موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ١٩ فبراير / شباط ٢٠٢٠
رئيس أساقفة إيطاليا: نفتخر بأن نكون "كنائس شهداء" و"كنائس تطويبات"
خطاب الكاردينال غوالتييرو باسيتي الافتتاحي للقاء "منطقة المتوسط.. حدود للسلام"، في مدينة باري الإيطالية
الكاردينال غوالتييرو باسيتي يلقي كلمته الافتتاحية

الكاردينال غوالتييرو باسيتي يلقي كلمته الافتتاحية

وكالة آكي الإيطالية :

 

في خطابه الإفتتاحي لاجتماع "منطقة المتوسط.. حدود ​​للسلام"، في مدينة باري الإيطالية، الأربعاء، حدد رئيس مجلس الأساقفة الإيطاليين الكاردينال غوالتييرو باسيتي، السياق المشترك المدعوة لتعيشه كنائس منطقة المتوسط كرسالة مشتركة.

 

وقال: إن "خصوصية هذا الاجتماع لا تتمثل في أنه مؤتمر ثقافي أو قمة ما، بل تعبير عن أصدق طرق عيشنا ووجودنا ككنيسة، الذي يعبّر عن صعوبات وتساؤلات الشعوب المطلة على البحر الأبيض المتوسط​​، في لحظة مثيرة حقًا بالنسبة لكثير منها"، موضحًا أن هذا الاجتماع هو لقاء أخوّة في مسار أوسع، ومبادرة تدعو الجميع إلى استقبال ما يمكن أن يثيره الروح القدس من مقارنة ومناقشة، ونحن متأكدون من أنها ستحدث بصراحة".

 

ولخّص الكاردينال باسيتي هدف الإجتماع في سلسلة من الضرورات "للرسالة المشتركة" لكنائس منطقة المتوسط​​، بدءًا من الانتماء المشترك للمنطقة، لـ"كوننا كنائس تستقي باستمرار من مصدر إيماننا، ولنقل جمال وفرح المسيح القائم للشباب والأجيال المتوسطية المستقبلية".

 

وأشار إلى "أننا كنائس نبوية أيضًا ضد أي نظام للسلطة والإثراء يولّد الظلم والقمع والحروب والجرائم ضد الإنسانية واللامبالاة والمخاوف والإنغلاق". وقال: "نفخر أن نكون كنائس شهداء منطقة المتوسط التي تجيد قراءة علامات الأزمنة، قادرة على الحوار لإسقاط أي تجديف لاسم الله يُستغل لبث الكراهية ضد الأخوة". وأردف "أننا كنائس تطويبات تسهم في إنبات ثقافة منطقة المتوسط ​​الجديدة، مع ثراء تقاليدنا التعددية، والتي لا يمكنها ألا تكون ثقافة لقاء وضيافة، تحت طائلة الاضطراب غير المنضبط وتدمير الحضارات بأكملها".

 

ثقافة اللقاء والسلام في منطقة المتوسط

 

ولفت رئيس مجلس أساقفة إيطاليا إلى أن "ثقافة اللقاء والسلام في منطقة المتوسط ​​ليست نيّة طيبة لأشخاص سذّج، بل هي إمكانية واقعية لرفاهية ورخاء شعوبنا، وطريقة وحيدة التي تضمن بقاءها حقًا"، محذرًا من أن "الحرب هي مهزلة مأساوية على حساب الفقراء".

 

وذكر باسيتّي أنه "في عصر القنابل النووية، في الحقبة التي نكتشف فيها للمرة الأولى حقيقة أن موارد الأرض ليست أبدية، والتي ربطت فيها العلوم والتكنولوجيا العالم ووضعت الإنسان أمام شرط تدمير أو إنقاذ الكوكب، ليس هناك أمام شعوب الأرض عامة وشعوب منطقة المتوسط خاصة، بديلاً للحل السلمي للنزاعات والتعاون".

 

وأشار إلى أن "حماية البيئة وسلامة الإنسان تتطلب درجة عالية من التعاون والتبادل المستمر والقائمة على الشفافية وصدق المعلومات والثقة، مبينًا أن "التضامن بين الشعوب والقدرة على إرساء قواعد مشتركة لحماية وتعزيز السلام، البيئة، كرامة العمل والصحة، ليست أحلامًا، بل شرط لضمان بقاء منظم وسلمي لكوكب الأرض".

 

وأوضح بأن هذه "أهداف في متناول الإنسانية المعاصرة، وهي في الوقت نفسه انعكاس للحقيقة العميقة للإنسان التي كشفها المسيح وحافظ عليها"، لافتًا إلى أنه "في سياق منطقة المتوسط بشكل خاص​​، التي تتقارب فيها توترات وتعارضات العالم بأسره، فإنّ البديل الوحيد للسلام يكمن في خطر الفوضى الخارجة عن أية سيطرة"، وأنه "من السهل إدراك أنه إن لم يتم تجاوز الحد الأقصى حتى الآن، فذلك يرجع إلى الاتفاقات التي أبرمها لاعبون دوليون، لم تتم في وضح النهار دائمًا، حتى عندما تعلق الأمر بمحاربة التنظيمات الإرهابية وداعش".

 

ونوّه رئيس مجلس أساقفة إيطاليا بأنه "في غضون ذلك، تجلب الصراعات العسكرية الموت والمعاناة بشكل لا يوصف للسكان العزل"، بينما "يجهد المجتمع الدولي والمنظمات الأممية في إدارة الأزمات الإنسانية الناجمة عنها"، وذلك "في ظل التسامح مع انتهاكات حقوق الإنسان غالبًا"، مشددًا على وجوب أن نقول كفى لهذه السياسة القائمة على سفك دماء الشعوب، فـ"على شعوبنا أن تطالب بمعالجة النزاعات الدولية وحلها في إطار القانون والصالح العام، ومن خلال عمل أكثر فاعلية وحسمًا وقوة من جانب الأمم المتحدة".