موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الإثنين، ٢٧ مايو / أيار ٢٠١٩
دعاء ديني مختلف

محمد داودية :

استمع العَالمُ باهتمام شديد وبفرح غامر، الى دعاء خطيب مغربي مستنير مجدد، خرج فيه عن المعتاد والمكرر والمألوف في خطب الجمعة والأدعية الدينية السائدة منذ 1440 عاما، الى دعاء رقيق رفيق، ميسّر لا مُعسّر، يجمع معا، الديني والحياتي والمدني بعيدا عن التهديد والوعيد والإرعاب والإرهاب.

وللأهمية، فإنني أُدرج ، نصَّ الدعاء الذي نأمل ان يكون فاتحة تجديد وتغيير في محتوى ومضمون الخطاب الديني، ليتحول من «الدعاء على» فيصبح «الدعاء إلى».

استمعنا من الخطيب المغربي الى دعاء مليء بقيم الإسلام والإنسانية والحضارة والحياة والتقدم.

يقول صاحبنا: «اللهم نَمِّ فينا ملكَة النقد الذاتي. وارفعنا إلى مستوى النفس اللوامة. اللهم ابعد عنا روحَ التقليد، وازرع فينا روح الابتكار.

اللهم ارحمنا من نار التعصب وألهمنا روح التسامح. اللهم حررنا من ربقة الجمود والتحنط العقلي، وعلمنا ترقية عقولنا وإحكام تفكيرنا، وأن لا نخاف من العلم.

اللهم علمنا النظافة وروح الجمال ودقة المواعيد واتقان العمل والذوق الرفيع في قيادة السيارات.

اللهم علمنا أن لا نُلقي على الأرض العلبَ الفارغة وأكياسَ البلاستيك وأن نحافظ على بيئتنا نظيفة من التلوث.

اللهم علمنا الأناقة في كل عمل وحسن الأداء والألفاظ الكريمة والتعامل الحسن مع كل عباد الله، وعدم أكل الديون.

اللهم حبب إلينا الحوار والبعد عن الصدام، وعلمنا فن الإصغاء إلى الآخرين والصبر على مخالفينا في الأفكار.

اللهم لا تجعلنا فيمن يتسرع في التفكير، ويتورط في إلقاء أحكام الزندقة على الناس، وحبب إلينا احترام الاختلاف والتعددية.

اللهم حبب إلينا زراعة الورد والعناية بالشجر وكراهية الوسخ والغبار والقذارة والفوضى والتسيب الوظيفي واحتقار الآخرين.

اللهم علمنا احترام الوقت والثقة بالإنسان والرحمة بالناس والتقدير للمرأة والشغف في العلم وعشق الكتاب.

اللهم ازرع فينا الروح السلامية وأبعد عنا روح العنف وعقلية الانقلابات العسكرية والاغتيالات الفردية، وما قرّب إليها من قول وعمل.

اللهم امنحنا قدرة ضبط النفس عند شدة الانفعال، ونار الغضب وكسرة الحزن وانهيار الخوف وضباب الشهوة. آمين».

في المقابل فإنّ العديد من خطباء مساجدنا المجددين المستنيرين، يربطون الدعاء الديني بالحياة وشؤونها وشجونها، ربطا مليئا بالحكمة والموعظة الحسنة. وقد اسهموا اكبر اسهام، في تعرية وكشف ايدولوجيا الخوارج الجدد، الذين حاولوا تسخير الدين لاغراضهم السياسية الإرهابية.

(الدستور الأردنية)