موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
عدل وسلام
نشر السبت، ٢٥ يوليو / تموز ٢٠٢٠
دراسة: السجون الأوروبية بها عدد غير مسبوق من المساجين في قضايا إرهاب
حارس أمن أمام السجن المركزي في بلغراد، صربيا ، 13 تموز 2020

حارس أمن أمام السجن المركزي في بلغراد، صربيا ، 13 تموز 2020

أ ف ب :

 

"لم يوجد سابقًا هذا العدد من المساجين المدانين على خلفية جرائم مرتبطة بالإرهاب منذ بداية الألفية" هذا ما خلصت إليه دراسة حديثة تم تطبيقها على 10 دول أوروبية.

 

ووفق هذا البحث، الذي أنجزه المركز الدولي لدراسة التطرف، التابع لجامعة كينغ، في لندن، وساهم فيه خبراء معروفون في المجال، "لم يوجد سابقًا هذا العدد من المساجين المدانين على خلفية جرائم مرتبطة بالإرهاب منذ بداية الألفية".

 

وبيّن التحليل أن المساجين متنوعون، ويشملون كثيرًا من النساء، وعددًا متزايدًا من نشطاء اليمين المتطرف، وهي نتيجة تتماشى مع ما خلصت إليه دراسة للمركز نفسه عام 2010. ويمثل الجهاديون 82 بالمئة من إجمالي المساجين المعنيين.

 

تأتي فرنسا على رأس هذه الدول بثلثي المساجين (549 من إجمالي 1405)، تليها إسبانيا (329) ثم بريطانيا (238) وبلجيكا (136). أما بقية الدول، ففيها أعداد من رقمين فقط (السويد، هولندا، النروج، الدانمارك) أو لا توجد فيها إحصائيات مكتملة (ألمانيا واليونان).

 

وأقرّت هذه الدول بأنها تواجه صعوبة في معرفة ما يحدث فعلا في ثنايا السجون. وأفادت الدراسة أن "أدوات تقييم التهديدات الخاصة بالتطرف صارت مستعملة في أغلب الدول التي شملتها الدراسة"، وأشارت إلى أن بعض الأدوات لا يمكن تقييمها لحداثة عهدها.

 

هل يجب عزلهم؟

 

هل يجب تجميع الموقوفين؟ هل يجب توزيعهم على الوحدات العامة؟ هل يجب عزلهم؟ يوجد مدافعون عن كل خيار، لكن توجد نزعة لتنويع طرق التعامل، وفق الباحثين، مع إيلاء اهتمام خاص بالمساجين الأكثر خطورة (يتم تجميعهم أو فصلهم باختلاف الدول)، في حين يتم تفريق المساجين الأقل خطورة.

 

وتعترف كل الدول في هذا الصدد بأن "فكّ الارتباط يتطلب وقتًا ولا يكون ناجحًا في جميع الحالات".

 

والدور الذي يلعبه السجن كحاضنة للتطرف ليس أمرًا جديدًا. فقبل عقود، اكتشف الإسلاميون المصريون واليمين المتطرف الألماني والاستقلاليون الإيرلنديون أهمية السجن في تدعيم حركاتهم. ويذكّر التقرير أنه "قبل وقت طويل من تشكل قيادة تنظيم ’الدولة الإسلامية‘ في سجن بوكا في العراق، مثلت السجون مركز ثقل لكل الجماعات الإرهابية تقريبًا في الحقبة الحديثة".

 

احتوت الدراسة بعض التوصيات أيضًا، تدفع جميعها لجعل السجون على رأس الأولويات.

 

وعلى الرغم من "الوعي بأن إنفاق المال على السجون مسألة لا تحظى بشعبية كبيرة"، دعا الباحثون الحكومات والرأي العام إلى "تفهّم أن الحفاظ على النظام والأمن في السجن يمثلان استثمارًا مهمًا لمكافحة الجريمة والإرهاب". وشددوا في دراستهم على أنه "لا يوجد برنامج ناجح، أو أداة تقييم تعوّض غياب عدد كاف من الموظفين، والفضاء والموارد الضرورية".