موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ٢٨ فبراير / شباط ٢٠١٨
حوار مع الأب د. يعقوب رفيدي، رئيس المعهد الإكليريكي اللاتيني في بيت جالا

حاوره لمكتب إعلام البطريركية اللاتينية، ساهر قوّاس :

 

في شهر آب 2017، عيّن رئيس الأساقفة بييرباتيستا بيتسابالا الأب يعقوب رفيدي رئيساً للمعهد الإكليريكي في بيت جالا. خلال مقابلة معه، تكلم الأب يعقوب عن خبرته الجديدة والتحديات التي تواجهه في هذه الرسالة. كما وقام بالقاء الضوء على الأطروحة التي دافع عنها في الجامعة الغريغورية في روما في شهر تشرين الثاني 2017.

 

ما كان شعورك عندما سمعت بتعينك رئيساً للمعهد الاكليريكي في بيت جالا؟

 

شعرت بداية بالرهبة لجسامة المسؤولية وفي نفس الوقت اختلجتني مشاعر الطاعة والثقة. العمل في المعهد تكليف وليس تشريف. والطاعة على مدار سنين كهنوتي كانت لي مصدر فرح وتعزية، والثقة نابعة من أن الذي اختارني ودعاني لا يتركني وحدي انما يعمل معي ومن خلالي ومن خلال الذين وضعهم معي في حمل المسؤولية. فطرق الرب عظيمة والتجاوب معها سر النجاح.

 

ماذا يعني أن تكون رئيساً للمعهد الاكليريكي في بيت جالا؟

 

أن أكون رئيساً للمعهد الإكليريكي يعني لي الكثير، فالمعهد هو قلب الأبرشية النابض. إنها مسؤولية كبيرة. والثقة التي ومنحت إلي كبيرة وأملي بالذي يقويني: “تكفيك نعمتي” كما يقول مار بولس في الرسالة الثانية إلى أهل قورنتوس. من جهة أخرى، من الأمور التي يجب إبرازها في هذا المضمار أن المعهد لا يقوم على فرد إنما يقوم على تعاون وتكاتف الجماعة وخاصة مجلس كهنة المعهد. وعليه تتمثل رسالة الرئيس في تحفيز أجواء العائلة والحرص على التناغم والتجانس في سبيل جعل المعهد جواً عائلياً فرحاً ملائماً لنمو وتنشئة الدعوة، تماماً كما يعمل قائد الاوركسترا في قيادة الفرقة الموسيقية.

 

ما هي التحديات التي واجهتك في بداية هذه الرسالة؟

 

هنالك تحديات كثيرة، منها غيابي الطويل عن أجواء المعهد الاكليريكي لمدة ٢١ سنة قضيتها في رعايا البطريركية وفي الدراسة في روما. لقد دهشت أيضاً بالتطور الكبير الذي وصل إليه المعهد الاكليريكي على كل المستويات والمسؤولية التي تقع على عاتقي بأن أواصل الرسالة على نهج أسلافي. هناك أيضاً أمل وتطلعات الكنيسة المحلية والتي تتمثل بهذا السؤال: من هو الكاهن الذي نريد؟ وهذا يضعنا أمام تحد كبير ومسؤولية عظمى ويدعونا الى الاستفادة من غنى الارث القديم والاستعانة بالأدوات الجديدة لتنشئة الدعوة على محبة الله والقريب وعلى الخدمة والشهادة للإنجيل بالقول والعمل بحيث يبقى يسوع حاضراً بقوة في كنيسته وفي عالم اليوم. من هنا تأتي أهمية التنشئة الانسانية والروحية والثقافية والرعوية التي تنادي بها الوثائق الكنسية.

 

هل تستطيع أن تحدّثنا عن أعداد الطلاب والدعوات في المعهد الإكليريكي في بيت جالا؟

 

يبلغ عدد طلاب الاكليريكية الصغرى 36 والاكليريكية الكبرى 22. ومن بين الطلاب الكبار اثنان ينتمون الى كنيسة الروم الكاثوليك في الجليل. ويجدر الاشارة بأن 11 طالبًا التحق بالاكليريكية الكبرى بعد الدراسة في الصغرى، بينما التحق 11 طالبًا بالاكليريكية الكبرى مباشرة بعد الدراسة أو العمل.

 

نشكر الله دائمًا على نعمة الدعوات في الابرشية فهي جيدة ويتطلب منا دائما العمل والسهر من أجل رعايتها ومتابعتها. لذلك يوجد ضمن مجلس كهنة المعهد كاهنين للاهتمام بالدعوات في الأبرشية، فمسؤول الدعوات في الأردن هو الأب جوني بحبح، أما الأب بشار فواضلة فهو مسؤول الدعوات في فلسطين وإسرائيل. إننا نشكر الله لوجود 5 رسامات كهنوتية هذا العام تمثل الثلاثة أجزاء من الأبرشية وهذا غنى كبير ونعمة عظيمة لكنيسة القدس.

 

لقد حصلت على الدكتوراة في تاريخ الكنيسة من الجامعة الغريغورية في روما في شهر تشرين الثاني 2017. هل تستطيع أن تخبرنا عن هذه الدراسة؟

 

لقد درست مادة تاريخ الكنيسة في الجامعة الغريغورية في روما لمدة 5 سنوات، حيث حصلت على البكالوريوس والماجستير والدكتوراة في تاريخ الكنيسة. قمت بتاريخ 15 تشرين ثاني 2017 بالدفاع عن الأطروحة أمام الهيئة المختصة وكان العنوان: "الحج الكاثوليكي إلى الأرض المقدسة (1799-1914). دراسة تاريخية: منذ الإحياء حتى العصر الذهبي“. ويتمثل الجديد في هذه الدراسة بشقين:

 

الأول هو تتبع وكتابة تاريخ الحج الكاثوليكي إلى الأرض المقدسة في الفترة الواقعة ما بين 1799 و1914. وهي فترة مركزية في تاريخ فلسطين الديني والسياسي وانفتاحه على العالم. في هذه الحقبة لعبت الكنيسة المحلية دوراً مميزاً في تنشيط الحج خاصة بعد إعادة تأسيس البطريركية اللاتينية في عام ١٨٤٧ ودعوتها للكثير من الجمعيات الرهبانية الكاثوليكية للمجيء إلى القدس وباقي الأراضي المقدسة، ومعها تم بناء الكثير من نزل الحجاج واستقطاب الألوف من الذين أحبوا زيارة الأماكن المقدسة والسير على خطى الرب للحصول على نعمته وبركته بهدف التجديد الروحي.

 

أما الشق الثاني فهو إبراز العلاقة والتأثير المتبادل ما بين الحج الكاثوليكي والكنيسة الأم وما بين الحجاج والمسيحيين المحليين: لقاء مثمر ولدت منه علاقة غنية أثرت كلا الجانبين. وقد ركّزت على خبرة الحاج نفسه في هذه المغامرة. كما تم ابراز خبرة اللقاء في الأرض المقدسة: الالتقاء مع الذات والالتقاء مع الأماكن المقدسة وجغرافية تاريخ الخلاص والالتقاء مع الكنيسة المحلية والكنائس الشرقية والديانات الأخرى. كما تم إظهار الدور المميز الذي تقوم به كنيسة القدس تجاه الحجاج الذي يتضمن الاستقبال والضيافة المجانية ومرافقة الحجاج في الأماكن المقدسة والدعم الروحي والمعنوي من خلال تقديم الأسرار والليتورجيا. ففي الحج يتم الغنى المتبادل: الكنيسة الأم ترحب وتستمع إلى أبنائها الحجاج الضيوف، معربة عن الروح “الكاثوليكية“، بينما يعبر الحجاج عن امتنانهم للكنيسة الأم من خلال الدعم المعنوي والمادي.

 

وأخيرًا تم إغناء هذه الدراسة بملاحق وثائقية قيّمة من الأرشيفات التي تم زيارتها في القدس وروما.