موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الأربعاء، ٨ ابريل / نيسان ٢٠٢٠
حكمت ميشيل بدر يكتب: علمني، أعني، ابحث عني... (مزمور 119)
كاتب المقال يتقرّب من المناولة المقدسة على يد قداسة البابا بندكتس السادس عشر في القداس التاريخي في ستاد عمان بالأردن، أيار 2009

كاتب المقال يتقرّب من المناولة المقدسة على يد قداسة البابا بندكتس السادس عشر في القداس التاريخي في ستاد عمان بالأردن، أيار 2009

حكمت ميشيل بدر :

 

تذكر اليوم وكل يوم أن لديك النصر والشفاء والحماية والخلاص بسبب موت المسيح ودفنه وقيامته. لا تدع الشيطان يسرق فرحك في الحياة أو في الموت، لأنه في يوم من الأيام سيتم تدمير الشيطان وهذا النظام الدنيوي بالكامل، وهذه الحقيقة قد تكون من أوضح الأمور التي وردت في إنجيل الرؤيا: "فَطُرِحَ التِّنِّينُ الْعَظِيمُ، الْحَيَّةُ الْقَدِيمَةُ الْمَدْعُوُّ إِبْلِيسَ وَالشَّيْطَانَ، الَّذِي يُضِلُّ الْعَالَمَ كُلَّهُ، طُرِحَ إِلَى الأَرْضِ، وَطُرِحَتْ مَعَهُ مَلاَئِكَتُهُ" (رؤ 12: 9).

 

يعتقد البعض بأن النبؤات قد تحققت جميعها بمجيء سيدنا ومخلصنا يسوع المسيح، وبحياته وموته وقيامته وصعوده الى السماء.. وهناك من يعلم بأن نبوءات الله لم تتحقق كاملةً بعد، وأن هناك من النبوءات ما سيتحقق عند اقتراب عودة السيد ليدين العالم، وهذه النبوءات وعلى الرغم من قساوة بعضها لدرجة تجعلنا أحيانًا نرتبكُ من قراءتها وتأملها، ولكن الإنجيلي متى في الاصحاح 24 لا يتوانى عن ذكر وتوضيح بعضها. لأولئك الذين يخشون قراءتها، وأولئك الذين مرت على اسماعهم مرور الكرام أو قرأؤها على عجلٍ، هيّ دعوة مُلّحة اليوم كي نقرأ هذه النبوءات التي لم يحققها الله بعد. ونتأمل بها لأنها كما ذكرتُ سابقًا مرتبطة بعودة المخلص وبينما تنتظر عودة، تلك العودة التي لا نعرفُ متى ستكون، ولكن ما يا لها من فرصة عظيمة أن هناك لدينا متسعٌ من الوقت ولو كان قليلا، إلا أنه سيكون وقتًا مناسبًا لترتيب حياتنا وعلاقاتنا وطلب الغفران، كي نكون أهلاً لخوضِ ما ينتظرنا من جهادٍ دفاعًا عن ايماننا.

 

تبلغُ عظمةُ هذا السفر الإنجيلي في كونه يحوي ويمنحنا أجوبةً شافية لأسئلةٍ لطالما حسبنا أنه من الصعب الإجابة عليها، وخصوصًا أنّ السفر يمنحنا القدرة على تصورِ مستقبلنا ومصيرنا الذي لطالما سلّمنا من باب الجهل أو قلة الإيمان بفرضية  أن الله لا يعطينا الحرية الكاملة وبأننا نعيش كعبيد لا خيار لهم في حياتهم. ولكن من رحمة الرب علينا بأن منحنا الحرية والوقت وأعظم من ذلك انهُ يرشدنا الي الطريق الصحيح الذي فيه خلاصنا وخلودنا.

 

ما بين يوحنا ونبوءته بفناء ابليس واتباعه، وما بين الإصحاح التاسع للإنجيلي متى الذي يرشدنا إلى طريق الخلاص، تستمرُ محبةُ الله وشوقهِ لخلاص جميع ابنائه، وحضوره الدائم في حياتنا، ولكن حذارَ فمتى حضرت الساعة لن يجد الخروف الضال من يبحثُ عنهُ.