موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٢٣ مايو / أيار ٢٠١٧
حفل تخريج روضة راهبات الوردية في المصدار
عمان – أبونا :

تحت رعاية معالي وزير المياه والري السيّد حازم الناصر، أقامت مدرسة راهبات الوردية في المصدار، وسط عمان، حفل تخريج لأطفالها، وذلك على مسرح المدرسة، بحضور الأخت مادلين دبابنة، المنتدبة الإقليمية لراهبات الوردية، وعدد من الراهبات والكهنة وأهالي الخريجين. وقد أبدع أطفال المدرسة في تقديم فني راقي للسيدة فيروز وأغانيها الخالدة.

وفيما يلي نص الكلمة الترحيبية التي ألقتها مديرة الروضة الأخت كارولين:

مساء وردي بعبق فيروزي في شهر عريق كشهر أيار.. أيار الاستقلال.. أيار المحبة.. أيار القدسية: معـالي الدكتور من أي أبواب الثناء سندخل، وبأي أبيات القصيد نعبر، وفي كل لمسة من جودكم وأكفكم للمكرمات نسطر، روحكم التي فطرت على حب الوطن وقيادته وخدمة أمته، رسمتها أنامل الملائكة بحبر من ذهب تتسم بمسحة من عاطفة تعشق الوطن حد الهيام به، تثور عند الحق لإحداث التغيير بكل حزم، نهجكم وسلوككم رفيع المستوى يوازن بين الأخلاق والتضحية والبطولة في زمن أصبح المنصب بالنسبة للبعض موقعا، والانتماء وظيفة يغيبان إذا ما غاب المنصب وتركت الوظيفة.

لكم وجه مشرق يتلألأ بأنوار المودة، إذا صمت جلله الوقار وإذا تكلم نطق بالحكمة، صادق كريم الشمائل صامت إلا عن الحق، بارع الذهن، باني لمجد الأمة، جميل الابتسامة، لكم عينان واسعتان ترى فيهما الأمل وسط دياجير الظلمة والفساد.

هنيئا لكم بحجم غيرتكم وعطائكم الذي لا ينضب بخصال الخير التي تزينكم، هنيئا لكم إنسانيتكم التي تختبئ بشخص رجل يحمل بين جوانحه صفات الرجولة المتناهية، رجل دائما ما يغاور الرجال على المعاني السامية بتواضعه وحلمه وسعة علمه، كيف لا وقد صنعت منكم مواقفكم المشرفة أنموذجا وطنيا أردنيا يصعب تكراره.

الأهل الأعزاء؛ أطفالكم وأحفادكم يحملون كل صباح حقائبهم بحماسة، ويشقون طريقهم إلى أحلامهم الوردية، وفي أعينهم لمعة الشوق للقاء معلمات يجسدن العطاء، ويبذلن قصارى جهودهن في محاكاة ذكاء هذا الجيل، بل ويطورن من أنفسهن دوما لتبقى المعلمة منهن الرادف الأقوى والأساسي لتعليم الطالب وتثقيفه وصقل شخصيته بما يتناسب مع طموحاته التي حتما سيحققها إذا ما رافقته الإرادة، هؤلاء الأطفال الذين يبحرون معنا في رحلة تغذي طفولتهم وحواسهم عطشى نحو المستقبل الذي نريده لهم دون خوف أو خجل على مدى اثني عشر عاما، هذا هو استثمارنا واستثماركم الأهم ورأس مالنا ومالكم الأعظم "تنشئة أجيال عالمية مداركها، أردنية هويتها".

فالوردية تزوّد عاما بعد عام صروحها التربوية بالتكنولوجيا وأدوات التعليم الإلكتروني ليصبح طلبتها طلقاء بلغة العصر، وتطور مناهجها وتحدثها وتدرب معلميها، ليقفوا مؤهلين بما لديهم من أبجديات العلم والمعرفة والمهارات التكنولوجية الحديثة لتعليم هذه الأجيال. إن التزام الوردية بمسؤولية تسليح أبنائكم بالعلم والمعرفة وتجهيزهم لمواكبة العصر، هو بحجم الالتزام والتفاني الذي ننتظره منكم فلكل منا دور وعلى عاتق كل منا مسؤولية وما أعظم تأثيركم على مستقبلهم.

ولن نغفل عن دور رئيسة هذا الدير الأخت ماري جان السلايطة، هذه الأخت العظيمة التي لم تتوانى عن مدّ يد العون الممزوجة بالمحبة، وقفتها في ورديتنا وقفة عطاء متجسد في ثوب راهبة مخيط من الوقار، لك منا أيتها الأخت الأم جل التقدير وأسمى مرادفات الشكر، أنت وكل الأخوات الراهبات الفاضلات اللاتي نعمل وإياهن يدا بيد لخدمة صرحنا الوردي وإعلاء شأنه.

المعلمات الفاضلات؛ لن نجامل إن قلن عنكن أنكن بطلات هذا العصر، فلا شيء يضاهي كبرياء ونبل عمل المعلم، لا شيء ينصف صبره وتفانيه، ابتسامتكن وإخلاصكن للعمل معنا وقودنا ودافعنا للارتقاء بكن، دوركن محوري. فأنتن صاحبات المهنة التي تنبثق عنها جميع المهن، أفكاركن خلاقة وأحلامكن وطموحاتكن وابتكاراتكن في تطوير روضنا كانت ولا زالت تلد حلولا من رحم الحاجة ومن عمق التحدي، هنيئا للوردية وأطفالها بكن، ستبقى هاماتنا مرفوعة بكبرياء الإيمان والعطاء الذي يلح علينا وعليكن بالعمل الجاد المخلص ودوركن المحوري في التربية والتعليم الذي إن آمنتن به تستطعن أن تغيرن مجرى التاريخ، لعل الله يهبكن القوة على قدر هذا العطاء.

الحفل الكريم؛ جاءت فكرة هذا الحفل تكريما لصوت تربع على عرش القلوب منذ عقود، وما انفك سحره يوقع في الأرواح لمسة الأمل، صوت قادم من الجنة، يروي كيف أنّ للبساطة والفخامة أن يجتمعا معا فيكون الناتج قمرا يغني فتثور الكمنجات غيرة، صوت عزز فينا حب الوطن، ولا يليق التعبير عن هذا الحب إلا من خلال تلك الحنجرة التي تشدو للسلم والحب والحياة الملونة بالأمان والسكينة، تلك السكينة التي أصبحنا نفتقدها في خضم حياة سريعة تلهث بنا، فيحدث أن تتسلل لحظة استثنائية نطرب فيها بالفيروز العريق، لحظة يتوقف فيها الزمن، وتتحد حواسنا إصغاء وإحساسا بروعة وأصالة صوت خالد كصوت فيروز، نسأل أنفسنا: كيف استطاع هذا الصوت أن يزاحم الزحام ويستمر في البقاء لأجيال تالية؟ فتأتي الإجابة من أرواحنا التي سكن فيها هذا الصوت إنّ الأصالة تعني فيروز والأصالة باقية ببقاء الحياة.

ولأن الوردية تحرص على تنشئة جيل مثقف واع محافظ على أصالته وشرقيته بل ومعتز بها، ارتأينا أن تكون فيروز -وهي كذلك- نموذجا فنيا وطنيا حسيا لأجيال يحافظون على رمزيته وشرقيته، ويفاخرون الثقافات الأخرى باعتباره من أعمدة الغناء العربي و مدرسة خاطبت الناس بكافة مستوياتهم.

الوردية هي جزء من وزارة عريقة كوزارة التربية والتعليم، نعمل تحت مظلتها ونسير على نهجها، فوزارة التربية والتعليم الأردنية لم تتوان عن تعليم الأجيال القيم الاجتماعية المرتكزة على الإيمان بالمثل العليا للأمة العربية، كما وتهتم وزارتنا بتذوق الجوانب الجمالية في الفنون المختلفة وفي مظاهر الحياة وهي من الأهداف العامة للوزارة.

ولن ننسى تقديم شكر من ذهب إلى كل القائمين على هذا الحفل ابتداء من الأيدي التي سكبت على الورق أجمل الكلمات ولتلك الوجوه المشعة بالأمل التي دربت ولتلك التي أشرفت على التفاصيل ليتجلى الهدف بأبهى صوره، وتلك الأيدي التي صهرت صوت أطفالنا مع موسيقى فيروزية ليكون الناتج مقطوعات أصيلة بطعم الطفولة. لكل من ساهم في أي مشاركة أو تفصيل أو كلمة لإقامة هذا الحفل لكم منا الشكر الذي يليق بعطائكم.

أيها الحفل الكريم؛ نجدد الترحيب بكم، وبكل وسائل الإعلام التي تنير مسرحنا اليوم وعلى رأسها موقع أبونا دوت أورغ وقناة نورسات الفضائية المتميزتان في سماء الإعلام المحلي. أمدنا الله وإياكم بالقوة والقدرة على تنشئة هذا الجيل وتعليمه وتثقيفه والحفاظ على هويتنا العربية الجميلة بظَّلّ صاحب الجلالة الهاشّمي الملك عبدالله الثاني ابن الحسين أطال الله بعمره. كل عام والوطن والوردية بألف خير.