موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ١٨ سبتمبر / أيلول ٢٠٢٠
حراسة الأراضي المقدسة ترفع الصلاة على نيّة جميع المحسنين إلى أرض السيد المسيح
حارس الأراضي المقدسة الأب فرانشيسكو باتون (تصوير: نديم عصفور)

حارس الأراضي المقدسة الأب فرانشيسكو باتون (تصوير: نديم عصفور)

حراسة الأراضي المقدسة :

 

في الصباح الباكر من يوم الأحد الموافق 13 أيلول الحالي، احتفل حارس الأراضي المقدسة الأب فرانشيسكو باتون الفرنسيسكانيّ بالقداس الإلهي في كنيسة القبر المقدس (القيامة) على نية جميع المحسنين إلى أرض المسيح، وذلك في اليوم المخصص للمّة لصالح الأراضي المقدسة التي من أجلها دعي جميع المسيحيين من جميع أنحاء العالم لإبداء تعاونهم.

 

شارك في القداس عدد من الرهبان المقيمين في كنيسة القيامة.

 

وقال الأب باتون في عظة القداس: "في هذا الاحتفال، هنا في كنيسة القيامة، في المكان الأكثر قُدسية للمسيحيين؛ في المكان الذي انتصر فيه يسوع على الخطيئة والموت، وأعطانا أملاً أكيدًا لا يقهر، نريد أن نصلي مرة أخرى للمرضى، ولجميع من يقدم لهم المساعدة، ومن أجل الكثير من الفقراء الذين يفتقرون إلى الوسائل للعناية بأنفسهم، وأيضًا للرعاة والمسؤولين الذين يجدون أنفسهم مضطرين لإتخاذ القرارات الصعبة لخير المؤمنين والأشخاص والفقراء".

 

وأضاف: "نريد الصلاة بشكل خاص إلى المحسنين إلى الأرض المقدسة الذين يجعلوننا بكرمهم وإحسانهم نستمر في مهمتنا في هذه الأرض التي تجسد فيها ابن الله وأصبح إنسانًا في شخص يسوع الناصري، الذي ضحى بحياته من أجل حبه لنا وخلاصنا". وتابع: "ليكافئكم الرب بجزاء ملؤه كل خير، وقبل كل شيء نعمة المصالحة والسلام لكل واحد وواحدة منكم ولعائلاتكم".

 

وفي حديث لمركز الإعلام المسيحي، أوضح حارس الأراضي المقدسة: إنّ "الصلاة هي المهمة الأولى التي أوكلت إلينا عندما أصبحنا حُرّاس الأماكن المقدسة من قبل البابا عام 1342. طلب منا قبل كل شيء العيش في هذه الأماكن المقدسة وإقامة القداديس الإلهية الاحتفالية المرتلة. نحن نعلم أن ذبائح التسبيح هذه، والصلاة التي تُرفع إلى الله، هي أقوى شفاعة يمكن أن تمنح للبشرية جمعاء، وبالتالي فإننا نشعر بالامتنان تجاه جميع المسيحيين الذين يجعلوننا نستمر في عيش مهمتنا. وبهذا فإننا هنا في كنيسة القيامة، عندما نحتفل بالذبيحة الإلهية أمام القبر الفارغ، فإن ذبيحة القداس تُرفع إلى الرب، ففي تلك اللحظة تصل هذه الذبيحة أيضًا إلى أولئك الذين يعيشون في الأمازون، وأيضًا الذي يعيشون في أستراليا، والذين يبعدون عنا آلاف الكيلومترات، وليس فقط المؤمنين الحاضرين في هذه اللحظة حول المذبح".

 

وأوضح بأنّ "اللمة لصالح الأرض المقدسة ستسمح للرهبنة الفرنسيسكانية المتواجدة في الأراضي المقدسة منذ 8 قرون، بالاستمرار في عملها الرسولي. في كل عام يتم نشر حساب هذه اللمة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي". وقال: "إنهم يأخذون بعين الإعتبار الأعمال التي تقام في مختلف المزارات، الأعمال في رعايانا، المهام الرسولية المرهقة. ويدركون أيضًا أهمية هذا العمل الرائع الذي يتمثل بالمدارس التي تتمتع بهذه القدرة التعليمية، والتي تضمن مستقبلاً لعشرات الآلاف من الشباب. يأخذون بعين الإعتبار هذا الالتزام الذي نعيشه عادةً مع المهاجرين، العمال، وأيضًا مع اللاجئين. إنهم يدركون أيضًا أهمية عملنا في أكثر المناطق صعوبة التي انهكتها الحروب، مثال على ذلك سورية، أو كما هو الحال في الآونة الأخيرة، في تلك المناطق التي انهكتها الحالة الاقتصادية المأساوية، ثم تفاقمت بسبب حوادث من أنواع مختلفة، كما هو الحال في لبنان".

 

وخلص الأب فرانشيسكو باتون حديثه لمركز الإعلام المسيحي في القدس: "بعد إنتهاء الوباء، نأمل بأن يعود الحجاج، وبالتالي يمكننا الاهتمام ليس فقط بالقطيع الصغير الذي يعيش هنا في الأراضي المقدسة، بل وأيضًا بالملايين من الحجاج الذين يشكلون هذا الرابط بين الكنيسة المحلية والكنيسة الجامعة، ويجعلوننا نشعر بأننا جزء من العائلة الكبيرة الواحدة، ألا وهي الكنيسة".