موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ٤ يوليو / تموز ٢٠٢٠
حارس الأرض المقدّسة: دم المسيح الثمين هو عطيّة تغذّي حياتنا الأرضيّة
جانب من احتفال هذا العام بعيد دم المسيح الثمين في بازيليك الجسمانيّة بالقدس، 1 تموز 2020 (تصوير: نديم عصفور)

جانب من احتفال هذا العام بعيد دم المسيح الثمين في بازيليك الجسمانيّة بالقدس، 1 تموز 2020 (تصوير: نديم عصفور)

فاتيكان نيوز :

 

"دم المسيح الثمين" هو عطيّة تغذّي حياتنا الأرضيّة وتجعلنا قادرين على اتباع خطوات يسوع. هذا ما قاله حارس الأرض المقدّسة الأب فرانشيسكو باتون الفرنسيسكانيّ في عظته مترئسًا القداس الإلهي في بازيليك الجسمانية في القدس، بمناسبة عيد دم المسيح الثمين. وأضاف إن عطيّة الذات التي قدّمها يسوع مرّة واحدة وللأبد هي عطيّة تُقدّم لنا باستمرار، وهي عطيّة نحن مدعوون لكي نقبلها وننالها وهي ترافق حياتنا المسيحية بأسرها وليس فقط احتفالنا بسرّ الإفخارستيا.

 

وتوقف حارس الأرض المقدسة في عظته عند ثلاثة أفعال التذكار والاحتفال والأخذ. قال الأب فرانشيسكو باتون إن فعل الذكرى يرتبط بعطية الحياة التي قدّمها يسوع لنا جميعًا، إن دم يسوع وحياته التي بذلها هما ما يحوّل حياتنا، وهما ما يحقق الحريّة الحقيقية والكاملة لكلِّ فرد منا وللبشريّة بأسرها. أما الاحتفال فهو فعل شكر تصبح الذكرى من خلاله آنيّة وتصبح فعّالة وتسمح للمؤمنين أن يشاركوا فعليًّا في عشاء الفصح وتضحية الصليب والقيامة التي تنتصر على الموت.

 

أما الكلمة الأخيرة التي سلّط عليها الضوء حارس الأرض المقدسة في عظته فهي الأخذ وإذ ذكر في هذا السياق أنّه وعند لحظة تقديس يسوع نفسه هو الذي يقول لنا: " خذوا فاشربوا منها كلكم: هذي هي كأس دمي، دم العهد الجديد الأبدي، الذي يراق عنكم وعن الكثيرين، لمغفرة الخطايا"؛ لذلك وفي هذا المكان المميّز نحتفل اليوم بالذكرى وننال بإيمان عطيّة دم ربنا يسوع المسيح الثمين. إنه عطية تغذي حياتنا الأرضيّة وتجعلنا قادرين على اتباع خطوات يسوع ولكنّه أيضًا عطيّة تنقلنا منذ الآن إلى الحياة الأبديّة وتجعلنا نتذوّق منذ الآن عربون المجد الذي ينتظرنا.
 

جانب من الاحتفال بعيد دم المسيح الثمين في بازيليك الجسمانيّة 1 تموز 2020 (تصوير: نديم عصفور)

عيد دم المسيح الثمين

 

تجدر الإشارة إلى أن تاريخ هذا العيد يعود إلى ما قبل الإصلاح الليتورجي الذي جاء به المجمع الفاتيكاني الثاني، حيث كانت الكنيسة الرومانية تحتفل بعيدين متميزين، الأول، هو عيد جسد المسيح، وكان يحتفل به في شهر حزيران، والثاني هو عيد دم المسيح، وكان يحتفل به في شهر تموز. ومنذ الإصلاح المجمعي، أصبح يحتفل بعيد واحد، هو "عيد جسد المسيح ودمه"، ويعود الفضل في ذلك الى قرار حكيم لتوحيد العيدين في عيد واحد.

 

إلا أن الاحتفال بعيد "دم المسيح الثمين"، كعيد منفرد، بقي حيًا في القدس، في بازيليك الجسمانيّة، كما يروي لنا إنجيل القديس لوقا حول نزاع المسيح حيث: "صار عرقه كقطرات دم متخثرة تتساقط على الأرض"، على صخور بستان الزيتون. وما يميز هذه الليتورجية خلال القداس هو نثر أوراق الورد الحمراء على الصخرة، رمز قطرات دم يسوع وقت نزاعه، لحظات صمت وتأمل أمام عظمة سر الفداء والخلاص.