موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٣ سبتمبر / أيلول ٢٠١٩
جماعة المحبة والفرح.. محبة وفرح!

الأب ألبير هشام نعّوم :

أقدّم لكم اليوم نصيحة روحيّة بامتياز: لابدّ أن تتعرفوا على جماعة المحبة والفرح في العراق أو على أيّ جماعة تهتم بالأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصّة في محيطكم! إنها خبرة مميّزة واستثنائية تجدّد اللقاء بالربّ يسوع وخاصّة لمن فقد الشعور بروعة هذا اللقاء!

كان لي خبرة خاصّة مع "محبة وفرح" هذه الجماعة الأسبوع الماضي، فالتقيت بثالوثهم: 1) الإخوة والأخوات، وهكذا يسمّون ذوي الاحتياجات الخاصّة، 2) عوائل الإخوة، 3) الكادر العامل في خدمة الإخوة، وذلك في لقائهم السنوي بقرقوش قرب الموصل. وتميّز اللقاء هذا العام بمرور 33 سنة، عمر ربّنا يسوع، على تأسيس الجماعة، أولاً في مدينة الموصل ثم انتشرت في العراق وبلدان الخارج. واحتفلوا هذا العام بتأسيس فروع جديدة للجماعة في بلدان أخرى، من الكادر الذي خرج من العراق ومن متطوعين جدد.

لم تكن المرة الأولى التي ألتقي فيها بهذا الثالوث، ولكن خبرة المعايشة معهم ليومين متتاليين أعطتني شعورًا مختلفًا. اقتربتُ أكثر من روح الإخوة والأخوات واكتشفتُ من خلالهم جمال الحياة من جديد، جمال الله الذي يبدع في خلقه، جمال دعوتنا وخدمتنا في الكنيسة.

اكتشفتُ أننا نحن من نحمل حاجاتٍ خاصّة وليسوا هم، نحن الذين نحتاج إليهم وليسوا هم، نحن الذين نحتاج إلى الابتسامة وليسوا هم، نحن الذين فقدنا الرجاء وليسوا هم.

لم أشهد لحظةً واحدة غابت فيها ابتسامتهم عن وجوههم، إنهم يحبّون بكلّ صدق، لا يجاملون، لا يعتبون، يعيشون عاطفةً بريئة نحو الجميع، لا يكذبون، يقولون ما يخالج قلوبهم النظيفة، يحملون الفرح في قلوبهم، يرقصون ويرتّلون ويغنون بكلّ عفوية، لا يفكرون في الغد بل يعيشون اللحظة مع الله الحيّ... إنّهم شهودٌ حقيقيون لقيامة المسيح من بين الأموات، لأنهم يعيشون الألم بفرحٍ عظيم!

الخبرة الروحية التي تحملها الخدمة في مثل هذه الجماعة تحملُ المحبة والفرح في القلوب، وتعيدنا إلى حالتنا الأصلية التي خلقنا الله عليها، إلى حالة البراءة، براءة الأطفال الذين منحهم ربّنا حقّ الدخول إلى ملكوت السموات، وإلى كلّ من يعود ويصير مثلهم.

لا زال الله إلى اليوم يظهر في الأضعف من بيننا، في الأكثر ألمًا، فيمن يعانون الصعوبات، فهل نتعلّم؟!