موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الأحد، ٣١ مارس / آذار ٢٠١٩
جائزة مصباح السلام.. لماذا منحت للملك عبدالله الثاني؟

أحمد الحوراني :

مسألة أن يقع الاختيار على جلالة الملك عبد الله الثاني ليتسلم جائزة رفيعة الشأن هي جائزة مصباح السلام للعام 2019 خلال فعالية نظمتها الرهبنة الفرنسيسكانية الكاثوليكية في كاتدرائية فرنسيس الأسيزي الإيطالية، تبعث على الفخر والاعتزاز بالمستوى العالمي والمكانة الدولية المرموقة التي يحظى بها جلالته، ولكنها تدعو بالوقت نفسه للتوقف مطولاً للبحث في المبررات والمسوغات والدوافع التي كانت سبباً كافياً لقناعة هذه المؤسسة وغيرها بأن يكون الملك هو صاحب هذا التقدير المشرّف ليس لشخصه فقط بل لكل مواطن أردني وعربي ينوب وناب عنه الملك الهاشمي في إجلاء معالم الصورة الحقيقية للإسلام وتقديمه للعالم كدين منفتح وغير منغلق، ودين سلام يرفض العنف والإرهاب ويلفظ الكراهية ويدعو للحوار.

ميزة هذه المؤسسات العالمية أنها تعترف بالجهد الإنساني والدبلوماسي والسياسي المكثّف الذي نهض به جلالة الملك وهو يعيش في منطقة تعج بالمشاكل والاضطرابات التي فرضتها تبعات وتطورات قضايا الشرق الأوسط وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وأنها قد تتبعت الدور العظيم الذي لعبه جلالته في تعزيز قيم ومبادئ الحوار والعيش المشترك والوئام بين الأديان، وشجاعته وجرأته في دعواته المستمرة لتوحيد الجهود العالمية لمواجهة أصحاب الفكر المتطرف، وكذلك تكراره الحديث عن أهمية أن يعم السلام جميع أنحاء العالم وأن نخلق جيلاً ينبذ الطائفية والإقليمية والعنصرية وأن تتاح له فرصة العيش بأمان وبمنأى عن الحروب والنزاعات والاقتتال.

كما يمثل جلالة الملك صوتاً عربياً هاشمياً معتدلاً وموقفاً عاقلاً متزناً اقرب ما يكون إلى الواقعية والإحساس بالمسؤولية والالتزام المناط به لخدمة الإنسانية جمعاء من خلال بذل كل جهد ممكن لتعظيم القواسم المشتركة بين بني البشرية من أتباع مختلف الأديان، وهو ما تمت ترجمته عبر سنوات حكم جلالته بخطوات عملية كانت لها آثارها الكبيرة كرسالة عمان، ومبادرة كلمة سواء، وأسبوع الوئام بين الأديان هذا في الوقت الذي لم يخل فيه أي خطاب من خطابات جلالته من تبيان وتقديم الأدلة والبراهين ونقاط التلاقي التي يتفق عليها أتباع الأديان السماوية الثلاثة.

وغني عن القول أن جائزة مصباح السلام هي واحدة من بين سلسلة من الجوائز العالمية التي حصل عليها جلالة الملك خلال العقدين الماضيين من حكمه المديد تقديراً لدوره وشجاعته في جهود تعزيز السلام والعيش المشترك وأنه مستمر منذ توليه مسؤولياته ملكا للأردن ببذل جهود تحقيق الوئام داخل الإسلام وبين الإسلام وغيره من الأديان، وأنه لم يسبقه في هذا المضمار أي زعيم سياسي آخر على قيد الحياة، ولنا في جائزة مؤسسة جون تمبلتون، وجائزة ويستفاليا، وجائزة الطبق الذهبي، والجائزة السنوية لشجاعة جلالته ورؤيته لمستقبل الشرق الأوسط،والدكتوراه الفخرية في الأدب والإنسانيات من جامعة جورج تاون، والدكتوراه الفخرية من جامعة القدس خير دليل على مكانة جلالته وتقدير العالم له بصورة مختلفة ومغايرة عمن سواه.

(الرأي الأردنية)