موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الجمعة، ٥ ابريل / نيسان ٢٠١٩
جائزة مصباح السلام اضاءة من أجل أرض السلام

عبدالله كنعان :

يمثل فكر الوئام والاخوة الانسانية ركيزة أساسية في فكر الهاشميين على مدار تاريخهم، فقد رعى الهاشميون العديد من المبادرات والانشطة بهذا الخصوص سواء برعاية ملكية أو أميرية منذ عهد الشريف الحسين بن علي والملك الشهيد عبد الله الأول والملك طلال والملك الحسين بن طلال وسمو الامير الحسن بن طلال الذي اطلق مبادرة حوار الاديان وأنشأ المعهد الملكي للدراسات الدينية، وها هي اليوم جائزة مصباح السلام العالمية والتي تسلمها جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله نظير جهده الانساني المبذول من أجل خدمة البشرية ونشر قيم الاخاء والتعايش بينها تدلل على أصالة هذا الفكر وعالميته، هذا الفكر المتمسك برسالة السماحة يرتبط في جذوره في جدهم الأعظم سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام حامل لواء هداية البشرية وباعث المحبة والسلام بين أبناء حضاراتها.

وقد حرص جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين على أن يوضح للعالم كله أن رؤيته ورسالته الانسانية يؤازره في مضامينها الشعب الأردني، وهذا يشكل لحمة حقيقية فكرية وانسانية بين شعب واع يؤمن بقيادته وقائد فذ يبحث عن الافضل لشعبه وأمته، ويتحدث بوجدان شعبه لذا تصدرت عبارات خطاب جلالته عند تسلمه جائزة مصباح السلام قوله: ((باسم شعبيَ الأردني، مسلمين ومسيحيين، وهم الذين يقدمون التضحيات كل يوم في سبيل مستقبل أفضل للجميع))، دعوات ورؤى نبتت في أرض الأردن المباركة التي احتضنت أرضها العديد من المواقع المقدسة الاسلامية والمسيحية، وعلى ترابه الطاهر خطت اقدام أولو العزم من الرسل ممن كان لهم الفضل في نشر السلام بين الأمم، كذلك منها أطلق جلالته العديد من المبادرات التعايشية مثل رسالة عمّان وكلمة سواء واسبوع الوئام الذي تبنته هيئة الأمم المتحدة، ليكون مناسبة عالمية لها معناها وهدفها النبيل، ولأن القدس حاضرة الوئام في فكر جلالته ومحور دبلوماسيته وجهوده في كافة المحافل فإنها لم تغب روحاً ولفظاً عن خطاب تسلمه للجائزة، حيث ركز على أنها عنوان واسع وحافل للتعايش الانساني وركيزة متينة لضمان حالة السلام في المنطقة والعالم، لذلك وبصفته ممثل الوصاية الهاشمية عليها يوليها الاهتمام، وفي ذلك يقول جلالته :((وليس هناك ما هو أهم في يومنا هذا من العمل من أجل حماية القدس، وكوني صاحب الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، فإنني ملتزم التزاماً خاصاً وشخصياً بواجبي تجاه أمن ومستقبل المدينة المقدسة. ويساهم الأردن بشكل فاعل في عمليات الترميم التاريخي لأهم الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية، بما في ذلك كنيسة القيامة. كما تربط أواصر المحبة والحرص مليارات المسلمين والمسيحيين حول العالم بالمدينة المقدسة؛ ولا بد أن تكون القدس كمدينة مقدسة رمزاً للسلام يجمعنا ويوحدنا)).

ان اللجنة الملكية لشؤون القدس والشعب الاردني والعربي (الاسلامي والمسيحي) وكل محبي السلام في العالم، ليشعروا بالفخر والاعتزاز على نيل جلالته هذه الجائزة العالمية، والتي يشكل معناها دفعة قوية لجهود السلام بوصف جلالته طرفاً في تحقيقه، كما أن هذه الجائزة تجسد رسالة قوية للعالم حول فاعلية الدور الاردني البارز في نشر التعايش والدعوة للسلام بين هذه الشعوب والأجيال التي تحيي هذه الأيام ذكرى يوم الأرض، ولكنها في الوقت نفسه رسالة تحتاج من الدول الكبرى أن تقف معها من أجل دعوة اسرائيل وقف ممارساتها التعسفية وانتهاكاتها اليومية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل وضد القدس ومقدساتها، فقد حان الوقت أن تتكاتف الجهود في الزام اسرائيل بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية والتمسك بمبادرة السلام العربية والإعتراف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، لكي يعم الوئام والامن العالم أجمع ويتحقق السلام الذي تستحقه الأجيال.

امين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس

(الرأي)