موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ٩ ديسمبر / كانون الأول ٢٠١٨
تولية جورج بقعوني راعيًا لأبرشية بيروت للروم الكاثوليك

الوكالة الوطنية للإعلام :

ترأس بطريرك الروم الكاثوليك يوسف العبسي احتفال تنصيب وتولية راعي أبرشية بيروت وجبيل وتوابعهما للروم الملكيين الكاثوليك الجديد المتروبوليت جورج بقعوني في كاتدرائية النبي ايليا في ساحة النجمة، بمشاركة المطران كيرلس بسترس.

ووسط حضور حشد من الشخصيات الدينية والرسمية، دخل المطران بقعوني يرافقه كهنة الأبرشية والمطران بسترس على وقع نشيد "والدة الإله إنه واجب حقًا". ورنم نشيد القديس النبي ايليا شفيع الكاتدرائية، فنشيد القديس جاورجيوس، ثم تلي فصل من رسالة القديس بولس الى العبرانيين، فالإنجيل المقدس الذي تلاه المطران بسترس.

وألقى البطريرك العبسي كلمة قال فيها: "يطيب لي أن أضع المتروبوليت جورج وديعة بين أيدي أبنائنا الكهنة والرهبان والراهبات والمؤمنين، طالبًا منهم أن يلتفوا حوله، أن يحملوه في قلوبهم وصلواتهم. فالراعي يتقوى ويطمئن ويفرح بالتفاف الرعية حوله. كما أنني أضعهم هم أيضًا وديعة بين يدي سيادته لأن الرعية أيضًا تتقوى وتطمئن وتفرح بسهر راعيها عليها. نجاح العمل الرعوي مرهون بوحدة الراعي والرعية معًا، فلنحافظ على هذه الوحدة التي وصى بها وصلى من أجلها الرب يسوع المسيح".

وتابع: "الراعي هو للجميع، كله لكل واحد من أبنائه، للفقير والغني، للخاطىء البار، للضعيف والسليم، للبعيد والقريب. لا يستطيع الراعي أن يكون لهذا من دون ذاك، رغم أنه في وقت من الاوقات يذهب في طلب الخروف الضال ويذبح العجل المسمن للابن الضال ويبحث عن الدرهم الضائع. في المقابل، لا يستطيع أحد، فردًا كان أم جماعة، أن يحتكر الراعي لنفسه. الفئوية من اي طرف كانت تخرب الرعية". وأردف: "عندما نتكلم عن الراعي، نتكلم أيضًا عن الذين يشاركونه في الرعاية، أولادنا الكهنة المحبوبين في الرب الذين لهم كل التقدير والشكر. إنهم يؤلفون مع الراعي جسما واحدا متناسقا ومتضامنا، منيعا على أي اختراق، من الداخل كان أم من الخارج، لعلمنا بأن تصدع الرعية وانهيارها من تصدع الجسم الاكليريكي وانهياره، ولعلمنا بأن الايجابية تبني، والسلبية تهدم".

وبعد قراءة مرسوم التولية، ألقى المطران بقعوني كلمة قال فيها: "أعبر عن تقديري وامتناني لحضوركم جميعًا هنا في كاتدرائية مار الياس في بيت إلهنا ومخلصنا يسوع المسيح، الذي تجسد وعاش بيننا وصلب وقام ليحررنا ويخلصنا. لقد ائتمن الرب يسوع شخصا ضعيفا مثلي لمتابعة هذا العمل الخلاصي في حقله، وسلمني اليوم مسؤولية خدمة هذه الأبرشية المباركة. منذ رسامتي الأسقفية عام 2005 اتخذت شعارا: يا سمعان بن يونا أتحبني؟ ارع خرافي، فالمسيح قد اسرني بمحبته ودعاني لخدمة شعبه. يومها وضع الراسمون ايديهم علي، سائلين الله ان يمنحني روحه القدوس لأكون راعيا على مثال ابنه الراعي الصالح. هذه هي دعوة الأسقف الأساسية، وهذا ما صلوا لأجله، وهذا ما ترمز إليه آخر قطعة من اللباس الليتورجي التي ترمز الى الخروف الضال، الذي سأجد في البحث عنه، وهذا ما يعنيه منحي اليوم عصا الرعاية".

أضاف: "شاركت أخيرا في أعمال السينودوس الأخير في الفاتيكان حول موضوع الشبيبة، وكرر هؤلاء على مسامعنا أنهم يريدون أن يكون الإكليروس قريبا منهم ويرافقهم بمسيرتهم ويصغي إليهم، هذا ما سمعته أيضا من العائلات أثناء السينودوس العادي، الذي عقد منذ ثلاث سنوات في المكان نفسه. الشباب، العائلات، المرضى، ذوو الحاجات الخاصة، الفقراء، والمهجرون، الكل يتوقع من الأسقف والكهنة أن يكونوا بجانبهم وبقربهم، وباختصار أن يكونوا رعاة صالحين".

وتابع: "تعود بي الذاكرة إلى أوائل التسعينيات، يوم كنت طالبا إكليريكيا، والتقيت واخوتي الطلاب مع راعي الأبرشية في حينه المثلث الرحمة المتروبوليت حبيب باشا، فكان يحدثنا عن أهمية المحبة الرعوية التي تتجلى بالرعاية. وأثناء خدمتي مع المطران يوسف كلاس، لم يكف سيادته عن القول إن الكاهن ليس أجيرا ولا موظفا، بل هو راع، هذا ما ورد في الإنجيل الذي تلي على مسامعنا منذ قليل، وهذا ما علمني إياه ايضا سلفي سيادة المتروبوليت كيرلس بسترس أثناء فترة دراستي اللاهوتية". وأردف: "في إرشاده الرسولي "فرح الإنجيل" يقول البابا فرنسيس: "لننطلق كي نقدم للجميع حياة يسوع المسيح. أكرر هنا للكنيسة جمعاء ما قلته مرارا، أفضل كنيسة مصابة ومجرحة وملوثة لأنها سلكت الطرقات على كنيسة سقيمة بسبب الانغلاق ورفاهة التمسك بإيمانها الخاص". ويتابع قداسته: لا أريد كنسية منشغلة بأن تكون المحور فيؤول بها الأمر الى الإنغلاق في تشابك تحديدات واجراءات. وإذا كان هناك شيء مقدس يجب ان يشغلنا ويقلق ضميرنا هو ان العديد من اخوتنا يعيشون محرومين من قوة صداقة يسوع المسيح ونوره وتعزيته، محرومين من جماعة مؤمنة تتقبلهم، ومن افق معنى وحياة". وإن الخوف هو أن ننغلق على ذواتنا في هيكليات حماية وهمية خاطئة وأنظمة وعوائد نشعر خلالها بالطمأنينة، بينما يعج الخارج بجموع جائعة، ويسوع يردد لنا من دون انقطاع، أعطوهم أنتم ليأكلوا".

وقال: "سأتعاون مع الجميع لتحقيق شعار أرعى خرافي، وتطبيق ما سمعته ممن سبقني في خدمة هذه الأبرشية، وخصوصا ما يطلبه منا قداسة البابا فرنسيس. سأتابع الخدمة مع صاحب الغبطة وجميع آباء المجمع المقدس وكهنة الأبرشية، مع رئيس مجلس البطاركة الأساقفة الكاثوليك في لبنان وكل الرهبانيات في كنيستنا الملكية. كما سنسعى إلى تفعيل العمل المسكوني لما فيه خير النفوس، وهذا العمل المشترك سيضم مختلف العاملين الرعويين أي كل الجماعات الكنسية والحركات الرسولية والجمعيات والمنظمات والمجالس الرعوية وجميع الذين لديهم أي نوع خدمة في الكنيسة. سأذكر نفسي دائما بما قاله الرب لنا على لسان النبي حزقيال: الويل لرعاة شعبي الذين يرعون أنفسهم. ألا حماني الله ومعاوني من السقوط في هذه التجربة".

وختم المطران بقعوني: "إن يدي ممدودة لجميع المسؤولين الروحيين والمدنيين والعسكريين والقضاة، لما فيه خير لبنان، وجميع المواطنين والمقيمين في ربوعه. أشكر صاحب الغبطة البطريرك يوسف على محبته وخدمته لكنيستنا وخدمته مراسم هذه التولية. كما أشكر أخي صاحب السيادة المتروبوليت كيرلس الذ يعمل على رأس هذه الأبرشية بتفان ومحبة وسهر على اعداد هذا الإحتفال. وأشكر أيضا سيادة المتروبوليت يوسف راعي الأبرشية الأسبق، والذي خدمت معه ككاهن وكنت أحد معاونيه، فقد تعلمت منه الكثير. أشكر جميع الذين تم الترحيب بهم فردا فردا، أشكر عائلتي التي رافقتني وترافقني في خدمتي. وختاما، أصلي على نية إكليرس وابناء ابرشية الجليل التي انتقلت منها، وأشكر الآب السماوي وأصلي من أجل أن يبارك جميع الحاضرين من إكليروس وأبناء أبرشية بيروت وجبيل وتوابعهما".