موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ١٨ يناير / كانون الثاني ٢٠١٩
توقعات إحصائية: توقف التراجع الديموغرافي للسكان المسيحيين في لبنان

فيدس ، ترجمة موقع أبونا :

تظهر دراسات علمية دولية معتمدة حول التغيرات الديموغرافية في لبنان، أن تراجع المكوّن المسيحي سيتوقف خلال العقود المقبلة. وقد قوبلت هذه التوقعات الإحصائية من قبل الدوائر الكنسية اللبنانية بالارتياح، بحسب ما نقلته وكالة فيدس الفاتيكانية للأنباء.

ووردت هذه الإحصائيات ’المطمئنة‘ المتعلقة بالحجم الديموغرافي للمسيحيين في لبنان في "الكتاب السنوي للديموغرافية الدينية الدولية 2018"، حتى أن وزير الداخلية والبلديات في الحكومة اللبنانية المؤقتة نهاد المشنوق قد قدّم المجلد إلى البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي خلال زيارته إلى بكركي مهنئًا بعيد الميلاد.

ويعود آخر إحصاء رسمي في لبنان إلى العام 1932. وفي ذلك الوقت بلغ عدد سكان بلد الأرز 875252 نسمة، وكانت نسبة المسيحيين تبلغ 53 بالمئة. وقد استندت جميع الإحصائيات اللاحقة بشأن تكوين المجتمع اللبناني من وجهة نظر دينية مبنية على دراسات وتقارير تعتبر غير رسمية، حتى عندما تم وضعها على أساسٍ بحثيّ تحمل درجة عالية من الموثوقية العلمية.

وفي كل عام يقدم كتاب الإحصاء الديني الدولي نظرة عامة عالمية حول تكوين سكان الدول من وجهة نظر الانتماءات الدينية المختلفة للسكان، مع وضع تصورات مستقبلية حول التغيرات في النسب المئوية للمكونات الدينية المختلفة في كل دولة. وفيما يتعلق لبنان، فيأخذ الكتاب الإحصائي بعين الاعتبار التغيرات في النسبة المئوية لمختلف المكونات الدينية اللبنانية على أساس تدفقات الهجرة والتغيرات في معدل الخصوبة في كل مجتمع ديني.

وتشير الأرقام الواردة في كتاب الإحصاء لعام 2018 إلى أن لبنان تميّز بمعدلات هجرة عالية للسكان اللبنانيين خلال السنوات الـ35 الماضية، تبعًا لأسباب اقتصادية، ولصراعات محلية وإقليمية تأثر بها السكان. وخلال الفترة مابين 1975-2011، بلغ عدد المغتربين اللبنانيين أكثر من مليون و567 ألف شخص، ومن هؤلاء 46.6 بالمئة كانوا من المسيحيين، و53.4 بالمئة من المسلمين.

وبحسب البيانات التي يقدمها الكتاب، فخلال الفترة 1971-2004 كان هنالك انخفاض في معدل الخصوبة، حتى في السكان المسلمين. علاوة على ذلك، فمنذ بداية الحرب اللبنانية عام 1975، وحتى منتصف الثمانينات، كان معدل هجرة المسيحيين أعلى بكثير، لكن هذا الاتجاه قد توّقف خلال فترة 1984 إلى 2011. ونتيجة لذلك، وعند تقسيم المهاجرين على أساس ديني في الفترة 1975-2011، وجد أن 46 بالمئة كانوا من المسيحيين و54 بالمئة من المسلمين.

واستنادًا إلى هذه النتائج، يمثّل المسيحيون حاليًا (الموارنة وغيرهم) 38 بالمئة من الذين يحق لهم التصويت في الانتخابات البرلمانية في لبنان. وبحسب خبراء الاتجاهات الديموغرافية، فإن هذا سيتوقف، وسيكون هناك انعكاس طفيف. وتشير التقارير أيضًا بأن السكان المسيحيين ظلوا مستقرين خلال العامين الماضيين، ومن المتوقع أن تزداد نسبتهم من 38 بالمئة إلى 40 بالمئة خلال السنوات الـ19 المقبلة، ولتصل إلى 41 بالمئة في السنوات الـ34 المقبلة.

وبحسب البيانات التي تم الوصول إليها حول عدد السكان في بلد الأرز، يبلغ عدد سكان لبنان 3 ملايين و334 ألف و691 نسمة عام 2011 (38.22 بالمئة من المسيحيين، و61.62 بالمئة من المسلمين). ومن المتوقع أن يتجاوز عدد اللبنانيين عام 2030 حاجز الـ4 ملايين و486 ألف نسمة (منهم 40.18 بالمئة من المسيحيين، و59.71 بالمئة من المسلمين). أما في عام 2045، فتشير التقديرات بأن عدد السكان قد يتجاوز 5 ملايين و386 ألف نسمة (41.12 بالمئة من المسيحيين، و58.87 بالمئة من المسلمين).