موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ٢٦ يناير / كانون الثاني ٢٠١٩
تنصيب المطران نجيب ميخائيل ’منقذ الكنوز الثقافية‘ أسقفًا جديدًا للموصل
الموصل - أ ف ب :

<p dir="RTL">نصّب المطران نجيب ميخائيل (63 عامًا)، من رهبنة الدومينيكان، أمس الجمعة رئيسًا جديدًا لأساقفة الموصل للكلدان، بعد أكثر من ثلاث سنوات على إنقاذه كنوزًا ثقافية كانت على وشك الوقوع في أيدي &quot;تنظيم الدولة الإسلامية&quot; (داعش).</p><p dir="RTL">وكان ميخائيل، الذي سمي من البابا فرنسيس في كانون الأول ونصب رسميًا الجمعة، قد غادر في آب 2014 من بلدة قرقوش المسيحية الواقعة على بعد 30 كيلومترًا إلى شرق الموصل. فعند حلول الظلام ليل السادس من آب 2014، وفيما كان الجهاديون على أبواب قرقوش، قام بتكديس مخطوطات نادرة وكتب تعود إلى القرن السادس عشر ووثائق غير منشورة في سيارته وتوجه بها إلى إقليم كوردستان المجاور.</p><p dir="RTL">وبالتعاون مع رجلي دين آخرين من رهبنة الدومينيكان، قام المطران الذي اختص بداية حياته في الحفر في قطاع النفط قبل أن يصبح رجل دين في الرابعة والعشرين من عمره، أيضًا بنقل مركز ترقيم المخطوطات الشرقية إلى أربيل. ويعمل المركز الذي أنشىء عام 1990، على استعادة المخطوطات وحمايتها، وتمكن من ترقيم ثمانية آلاف مخطوطة بينها كلدانية وآشورية وأرمينية الموجودة في الكنائس وقرى في شمال البلاد التي تعرضت للرطوبة وللضرر. ومذ ذاك الحين، عمل الأب ميخائيل على تدريب نازحين وجامعيين مسيحيين ومسلمين خسروا وظائفهم حين فروا من منازلهم، على حفظ هذا التراث الإنساني وحمايته.</p><p dir="RTL">وخلال قداس ترأسه البطريرك الكلداني الكاردينال لويس روفائيل ساكو، في كنيسة مار بولس في منطقة المجموعة الثقافية بشرق الموصل، أعلنت أبرشية الموصل، تنصيب ميخائيل أسقفًا جديدًا لها على الموصل. وبحضور أساقفة وشيوخ عشائر ومسؤولين محليين وقادة أمنيين، قال البطريرك ساكو، إن &quot;مشاركة أساقفة من خارج العراق في هذه المناسبة جاء لدعم مسيحيي الموصل وتشجيعهم على العودة إلى المدينة، والمساهمة مع بقية المكونات في إعمارها&quot;.</p><p dir="RTL">وغصت قاعة الكنيسة التي أعيد ترميمها، بمئات المؤمنين، وشهدت احتفالية دينية تخللتها تراتيل وزغاريد. وأكد المطران ميخائيل لوكالة &quot;فرانس برس&quot; أن &quot;رسالتنا للعالم أجمع، ولأهالي الموصل من خلال هذه الاحتفالية، هي رسالة نشر مفاهيم التعايش والمحبة والسلام بين مختلف مكونات مدينة الموصل، وإنهاء الأفكار التي جاء بها تنظيم داعش&quot;.</p><p dir="RTL"><strong>وفيما يلي النص الكامل لكلمة البطريرك ساكو خلال حفل التنصيب:</strong></p><p dir="RTL">يطيب لي اليوم أن أضع المطران الجديد، ميخائيل نجيب ميخائيل بين أيدي أبناء الموصل وعقرة، مسيحيين ومسلمين، كما أضعهم أيضًا وديعة بين يديه.</p><p dir="RTL">من الجدير بالذكر، أن الرعية تطمئن وتتقوى بسهر راعيها عليها. نجاح الراعي مرهون بوحدة الرعية. والراعي هو للجميع، من دون ان يكون لهذا الشخص أو ذاك. الانتقاء والفئوية تخرب الجماعة، كما خربت الطائفية والمحاصصة العراق. عندما نتكلم عن الراعي، إنما نتكلم أيضًا عن المؤمنين الذين يؤلفون معه جسمًا واحدًا ويشاركونه الخدمة في الرعايا.</p><p dir="RTL">اُدرك تمامًا صعوبات أبرشية الموصل المنكوبة، وأيضًا التحديات التي ستواجهها، لكني واثق من أنك ستعمّق فرح التحرير وترسّخ رجاء العودة، وبناء الثقة بين مكونات الموصل وتعزيز العيش المشترك. ببركة الله وبتعاون المطرانين الجليلين يوحنا بطرس موشي، للسريان الكاثوليك، ونيقوديموس داود شرف، للسريان الأرثوذكس، ومع الموصليين الطيبين الكُثر.</p><p dir="RTL">إن التطرف والعنف يهدمان ولا يبنيان، لذا من المهم أن نسعى لرصّ الصف، ولبناء علاقات جيدة مع ذوي الإرادة الطيبة، لغرض تفكيك ما افرزه تنظيم الدولة الإسلامية من فكر وعادات وتقاليد.. اذكر هنا موقف الشهيد المرحوم الدكتور محمد العسلي ابان غزو تنظيم الدولة الإسلامية للمدينة وكيف دافع عن المسيحيين فاردُيَ قتيلاً، إنه علامة مضيئة لتتمسكوا&nbsp; ببعضكم البعض يا أهالي الموصل.</p><p dir="RTL">لذا من هذا المنبر أدعو المسيحيين والمسلمين، وبخاصة السياسيين منهم ورجال الدين أن يتحملوا مسؤوليتهم التاريخية ويفتحوا صفحة جديدة من الثقة والعلاقات الصادقة ويكونوا متحدين الى الابد لإنقاذ مدينتهم المنكوبة وتطويرها، وإلاّ بقي الخراب على حاله وازداد.</p><p dir="RTL">الموصل معروفة بالتعددية والتنوع وهذه سِمتها، كما إن للكنيسة ومسيحيي الموصل صفحات ناصعة من الاسهامات الوطنية والثقافية والمهنية. لذا اشجعهم على العودة والتواصل والسعي لبناء مساحة مشتركة توفر لهم ولمواطنيهم الطمأنينة والسلام والاستفرار. ففي الموصل تاريخهم وتراثهم واقدم كنائسهم وتقاليدهم. نسأل الله ان تكون للموصل ولادة جديدة سليمة.</p><p dir="RTL">وبهذا المناسبة لا يسعني إلا أن أذكر الأساقفة الأجلاء الذين&nbsp; سبقوك في خدمة الموصل وقد عاصرتهم شخصيًا: عمانوئيل ددي، كوركيس كرمو، بولس فرج رحو &quot;رحمهم الله&quot;، واميل نونا الذي يخدم حاليًا في استراليا.</p><p dir="RTL">سيدنا نجيب ويا أهالي الموصل، أتينا بعدد كبير من الأساقفة لكي نعبّر لكم عن دعمنا ووقوفنا إلى جانبكم في جميع مساعيكم الطيبة من أجل الموصل.</p><p dir="RTL">اشكر السيد المحافظ وقائد عمليات نينوى وكل المسؤولين، لهم كل التقدير.</p>