موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٥ أغسطس / آب ٢٠١٤
تنصيب المطران جورج بقعوني رئيساً لأبرشية الجليل للروم الملكيين الكاثوليك

حيفا – أبونا :

عشية الاحتفال بعيد التجلي، نصّب اليوم الثلاثاء، في كاتدرائية مار الياس الحي في مدينة حيفا، المطران جورج وديع بقعوني رئيساً لأساقفة عكا وحيفا والناصرة وسائر الجليل للروم الملكيين الكاثوليك، بعد أن أعلن الفاتيكان عن مصادقته لانتخابه من قبل سينودس الكنيسة الملكية في حزيران الماضي.

وشارك في احتفال التنصيب المطران موسى الحاج، النائب البطريركي للموارنة في الأرض المقدسة والمدبر البطريركي السابق للكنيسة الملكية، والمطران بولس ماركوتسو، النائب البطريركي للاتين في الجليل ممثلاً عن البطريرك فؤاد الطوال، والمطران جوزيف لاتساروتو، القاصد الرسولي في القدس، وأساقفة الكنيسة الملكية في الأرض المقدسة من بينهم المطران المتقاعد الياس شقور، ولفيف من الكهنة والرهبان والراهبات من مختلف الكنائس، وشخصيات إسلامية وعامة، وحشد من المؤمنين.

وفي كلمة له خلال الاحتفال، شكر المطران الحاج البابا فرنسيس على تعيينه مدبر بطريركي للكرسي الشاغر منذ كانون الثاني الماضي، كما قدم شكره الجزيل للكنيستين الملكية والمارونية على التعاون طيلة هذه "الخبرة الإضافية التي اكتسب من خلالها الكثير على الصعيدين الروحي والراعوي".

وخاطب المطران بقعوني قائلاً: "إني أسلمكم الأمانة التي عهدت لي، وهي أبرشية غنية برعاياها الثلاث والثلاثين، ومؤسساتها ومدارسها المنتشرة من الساحل إلى الجليلين الأوسط والأعلى. وأنتم الآتون من لبنان، بلد الأرز، ولكن لكم جذور عميقة في حيفا حيث ولد جدكم وجدتكم، وهذا يعني بأنكم لستم غرباء عنها لا بالحسب أو بالنسب". مختتماً كلمته بالقول: "وفقكم الله في مهمتكم الجديدة، وهي قيادة السفينة إلى شط الأمان".

من جانبه، نقل المطران لاتساروتو تحيات البابا فرنسيس والكاردينال ليوناردو ساندري، رئيس المجمع الحبري للكنائس الشرقية، قائلاً إن "تعيين المطران بقعوني في رسالته الجديدة هي عطية من الله، ليس لأجل الكنيسة الملكية بل لكنيسة الأرض المقدسة"، مستلهماً كلمات البابا فرنسيس في أن خطر اليوم يكمن في الداخل أكثر مما هو في الخارج.

وخاطب القاصد الرسولي المطران بقعوي بالقول: "تأتي كرجل للسلام، في وقت يصعب التحدث فيه عن السلام، خصوصاً في أيامنا هذه. لكن لكن يجب علينا كمسيحيين أن نعلن السلام بشجاعة قولاً وفعلاً"، مضيفاً أن السلام يجب أن يبنى في القلوب أولاً من خلال الحوار والتعاون"، مشدداً على أن صنعه هي من مسؤولية الجميع.

وفي خطابه الأول كرئيس لأساقفة أبرشية الجليل للروم الكاثوليك، قال المطران جورج بقعوني: "سأسهر على الاهتمام بجميع أبناء هذه الأبرشية، إكليروساً وعلمانيين، ساعياً لأكون على مثال ابن الإنسان الذي لم يأتي ليُخدم بل ليَخدم ويبذل نفسه في سبيل الكثيرين"، راجياً من الجميع خاصة الإكليروس معاونته على خدمة خلاص النفوس وخدمة المحبة".

وتوقف المطران بقعوني عند الإرشاد الرسولي "فرح الإنجيل" الذي أصدره البابا فرنسيس منذ حوالي العام، وخصوصاً حول التحديات التي تواجه العاملين في الحقل الراعوي، من أساقفة وكهنة ورهبان وراهبات، وكل العلمانيين الملتزمين من أخويات وحركات رسولية، ومن بينها الدنيوية الروحية التي تختبىء وراء مظاهر التدين وحب الكنيسة، وتقوم على البحث على المجد البشري والرفاهية الشخصية بدلاً من مجد الرب.

وتابع المطران حول الإرشاد الرسولي: إن "الدنيوية الروحية تحمل بعض المسيحيين على محاربة مسيحيين آخرين يصدونهم عن السعي للسلطة والجاه واللذة والضمان الاقتصادي"، ومردداً كلمات البابا فرنسيس "يؤلمني في بعض الجماعات المسيحية، وحتى بين المكرسين، يفسح المجال لأشكال مختلفة من الحقد والانقسام والنميمة والتشهير والثأر والحسد والرغبة في فرض الآراء الخاصة بأي ثمن.. لنسألنّ الرب أن يفهمنا شريعة الحب".

وحول دور العلمانيين، تابع المطران بقعوني: "لا لإكليروسية مفرطة، ولا علمانية ملتزمة مستقلة لا تتعاون مع الإكليروس.. إن البحث عن مجد الرب وليس المجد الذاتي، وعيش المحبة الأخوية بين الإكليروس، وبينهم وبين أبناء الأبرشية، وبيننا وبين جميع مكونات مجتمع حيفا وسائر الجليل يشكلان جزءاً أساسياً من خطة عملي للفترة القادمة، وستكون مرجعيتها الكتاب المقدس وتعليم الكنيسة الكاثوليكية والإرشاد الرسولي فرح الإنجيل".

وختم المطران بقعوني بالقول: "المحبة لا تسقط أبداً.. المحبة في الحقيقة، وأرجو أن أكون عاملاً للوحدة والسلام".

وسيتقبل المطران بقعوني التهاني يوميّ الخميس والجمعة، من الساعة 4:00 بعد الظهر وحتى 8:00 مساءً. ويوم السبت 9 آب من الساعة 10:00 صباحاً حتى الساعة 1:00 ظهراً، ومن الساعة 4:00 بعد الظهر حتى 8:00 مساءً، في دار المطرانية بحيفا.