موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
حوار أديان
نشر الأربعاء، ٨ ابريل / نيسان ٢٠٢٠
تفعيل صور التكافل الاجتماعي ضرورة لمواجهة آثار كورونا

عمان - بترا :

 

أكد عدد من علماء الدين الإسلامي، ورجال الدين المسيحي، وخبراء في علم الاجتماع واقتصاديون، ضرورة تفعيل صور التكافل الاجتماعي، ومضاعفة أعمال الخير، بالوقوف الى جانب الأشخاص الذين لم يعودوا يتمكنون من إيجاد قوت يومهم في هذه الظروف الاستثنائية التي يمر بها الاردن بسبب فيروس كورونا.

 

ودعوا خلال حديثهم لوكالة الأنباء الأردنية، الجميع بالوقوف وقفة واحدة مع من يحتاج العون من الاقارب، والجيران، وأبناء القرية والمدينة والوطن، مؤكدين أن تكاتف وتعاضد الأردنيين قيادة وحكومة وجيشًا وشعبًا، كان السبيل للسير بخطوات ثابتة وواثقة في مواجهة خطر جائحة كورونا، والتخفيف من أثرها السلبي على الاقتصاد.

 

وفي هذا الشأن قال أستاذ الفقه الإسلامي وأصوله الدكتور خالد البزايعة، إن شريعة الإسلام تفرض على المسلمين أن يَسُود بينهم التعاون والتآزر والتكافل في الحاجات والمادِّيات. وتابع، إن التكافل الاجتماعي في الإسلام ليس معنيًا بالمسلمين فقط، بل يشمل الأفراد الذين يعيشون داخل الوطن، لاسيما وأن أساس التكافل هو كرامة الإنسان، مؤكدًا أن المجتمع الإسلامي لا يعرف الفردية أو الأنانية أو السلبية، وإنما يعرف عنه الإخاء الصادق، والعطاء والتعاون على البِر والتقوى دائما.

 

وفي السياق ذاته، حث مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام الأب رفعت بدر، على القيام بأعمال المحبّة والرحمة والعطاء المجاني، تجاه القريب والجار والمحتاج، وبالأخص تجاه من هم أكثر عوزًا وفقرًا، مؤكدًا أن التضامن والقيام بأعمال الخير والإصغاء لتوجيهات المسؤولين، يعد واجبًا حضاريًا وإنسانيًا ووطنيًا ودينيًا، ورافدا لمعنويات المؤسسات الرسمية والأهلية.

 

وفي أثر التكافل الاجتماعي اقتصاديًا قال الخبير الاقتصادي الدكتور نوح الشياب، إن للتكافل انعكاسا ايجابيا خاصة من بعض القطاعات غير المنظمة من قبل الدولة، مضيفا أن التعاون والتكافل يسهم في تخفيف العبء الاقتصادي عن المواطن، ويوفر فرصا اقتصادية تساعده على تلبية احتياجاته الحياتية الضرورية. وأكد ضرورة شيوع روح المساعدة بين الناس في هذا الظرف الاستثنائي، وهذه المرحلة الصعبة التي يمر بها الاردن والعالم، وألا نفكر فقط بأنفسنا، بل علينا ان نتعاون ونفكر بمن هم حولنا من اخ وجار وقريب وصديق، لنتجاوز هذه الضائقة الصعبة، مبينا ان التكافل الاجتماعي يمكّن الطبقة الفقيرة من الحصول على الموارد الأساسية لاستمرار حياتهم، وسد حاجاتهم اليومية.

 

من جهته قال أستاذ علم الاجتماع في الجامعة الأردنية الدكتور حسين الخزاعي، إن من أهم آثار التكافل الاجتماعي على الفرد، تعزيز تمسكه بمجتمعه ووطنه، وعكس الصورة الايجابية عنهم جميعا. وقال، إن الإنسان المتكافل يعتبر قدوة حسنة للآخرين، إلى جانب ما يشعر به ذات الشخص المتكافل من ارتياح نفسي وسعادة لقيامه بعمل إنساني وديني واجتماعي نبيل، مثلما يعمل التكافل على إثبات وجود الإنسان وقدراته حتى لو كان لا يملك المال.

 

وأضاف، إن أهم أنواع التكافل في الفترة الحالية، التكافل الصحي من خلال الابتعاد عن مخالطة الناس وعدم نقل العدوى للآخرين، لا سيما وأن هذا الأمر مقدم الآن على أي تكافل آخر بالرغم من حاجتنا الماسة للتكافل الاجتماعي، والمادي والمعنوي. وفيما يخص التكافل المعنوي، أوضح أن هذا النوع يأتي عن طريق عدم الاستهزاء بالمصابين بالمرض والانتقاص منهم، أما التكافل المادي فيأتي من خلال تقديم المساعدات العينية وهي واجبة علينا جميعا ولا يجوز التقاعس في تقديمها من قبل المقتدرين.