موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ١٨ يوليو / تموز ٢٠٢٠
تطويق حريق في كاتدرائية نانت التاريخية بغرب فرنسا، والسلطات تفتح تحقيقًا
السلطات ترجح فرضية "حريق مفتعل"، و"خسائر لا تقدر بثمن"

وكالات :

 

أعلنت فرق الإطفاء، صباح السبت، أنّ الحريق الذي نشب في كاتدرائية نانت التاريخيّة، غرب فرنسا، ذات طراز العمارة القوطي، "تمّ تطويقه"، موضحة أنّ الأضرار لا تقارن بتلك التي لحقت بكاتدرائية نوتردام "السيدة العذراء" في العاصمة باريس.

 

وقال مدير قسم الإطفاء الجنرال لوران فرلاي خلال إحاطة إعلامية أمام الكاتدرائية التي سبق أن أغلقت عام 1972 بسبب اندلاع حريق فيها وأعيد فتحها في 1985، إنّ "الأضرار تركزت على الأرغن الكبير الذي يبدو أنه دمّر بالكامل"، موضحًا أن "المنصة التي يقع عليها غير مستقرة إطلاقًا وقد تنهار".
 

وأظهرت الصور الأولية في الصباح ألسنة الدخان منبعثة من داخل الكاتدرائيّة، في حين كان يسعى رجال الإطفاء جاهدين للسيطرة على الحريق. وبث التلفزيون الفرنسي صورًا لدخان أسود يخرج من نوافذ زجاجية رئيسية بين برجي الكاتدرائية التي تعود إلى القرن الخامس عشر، التي عانت أيضًا حريقًا كبيرًا في السابق.

 

ويأتي هذا الحادث بعد عام تقريبًا على حريق ضخم التهم كاتدرائية نوتردام التاريخية في وسط باريس، والتي تعتبر إحدى أبرز الأيقونات التاريخية في العاصمة الفرنسية. وليست هذه المرة الأولى التي تتعرض فيها كاتدرائية نانت للحريق. ففي العام 1972، التهم حريق شب في المكان سقف المبنى، الأمر الذي تطلب إقفال الكاتدرائية لمدة ثلاث سنوات أخضعت خلالها للترميم.

السلطات ترجح فرضية "حريق مفتعل"

 

هذا وأعلن مدعي عام الجمهورية في مدينة نانت بيار سينيس فتح تحقيق حول "حريق مفتعل" في الكاتدرائية، موضحًا أنّه تم اكتشاف "ثلاث نقاط مختلفة للنيران".

 

وقال "في هذه المرحلة، فإنّ تحقيقًا فتِح حول حريق مفتعل، لا وجود لاستنتاجات يمكن استخلاصها الآن، إذ يتوجب علينا القيام بعمليات مسح عدة من شأنها الإتيان بعناصر جديدة".

"خسائر لا تقدر بثمن"

 

وقال الأب فرنسوا رونو، المسؤول عن الكاتدرائية والذي تمكن من دخول المبنى مع عناصر الإطفاء إن "الأرغن الكبير دمر بالكامل"، وأضاف أن ذلك يمثل "خسارة لا تقدر بثمن". وتابع أن "المنصة التي تحمل الأرغن التهمتها ألسنة اللهب، وكذلك المقاعد الخشب المجاورة. خلف الأرغن الكبير زجاج ملون أصلي تحطم. (لقد دمر) زجاج السقف الذي يعود إلى القرن السادس عشر".

 

ويزور رئيس الوزراء جان كاستيكس الكاتدرائية بعد ظهر السبت برفقة وزير الداخلية جيرالد دارمانين، ووزيرة الثقافة روزلين باشلو. أما الرئيس إيمانويل ماكرون فعبر على تويتر عن "دعم رجال الإطفاء الذي يتحملون جميع المخاطر لإنقاذ هذه الجوهرة القوطية".

وتواصل تشييد كاتدرائية القديسين بطرس وبولس من 1434 حتى 1891 مع إضافة أبراج عام 1508 بعلو 63 مترا. ويرد في الموقع الإلكتروني للكاتدرائية أنه "خلال الحرب العالمية الثانية، تعرضت لقصف من طرف الحلفاء في حزيران 1944 أدى إلى تدمير غرفة تقديس القرابين وجزء من الممر الجنوبي".

 

وأثارت الحادثة خشية من تكرار سيناريو نوتردام التي تضررت بشدة عام 2019 نتيجة حريق تطلب اخماده خمسة عشر يوما. ورجّح وكيل الجمهورية في حزيران أن يكون الحريق نتيجة حادث، وأشار إلى إحتمال أن يكون سببه سيجارة أو احتكاك كهربائي داخل كاتدرائية نوتردام.