موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ١٧ مايو / أيار ٢٠١٩
تشييع الراحل جان فانييه في فرنسا، بحضور الجماعات التي أحبها وأحبته

تروسلي - أبونا وزينيت :

تم يوم أمس الخميس مراسيم جنازة جان فانييه، في بلدة تروسلي برويل الفرنسية، بنصوص من الكتاب المقدس اختارها هو، وبحضور ممثلين عن ٣٣ دولة، من رسميين ومن الجماعات التي أحبها وأحبته، وبالأخص من الأشخاص من ذوي الإعاقة الذين صرف جلّ اهتمامه على ادماجهم في المجتمع وعلى تدريب الأهل على كيفية محبتهم والتعامل معهم بشكل طبيعي.

وترأس القداس الإلهي ورتبة المراسيم الجنائزية الأسقف الفرنسي المرافق لجماعة لارش المطران بيير دورنلا، بحضور لفيف من الإكليروس من مختلف الكنائس. وعلى كتيّب الجنازة الذي وزع على الحضور، وضعت صورة الراحل جان فانييه، من تحتها كلمات لغاندي: "إن عظمة الإنسان لا تكمن في رأسه، بل في قلبه".

وقرأ المونسنيور دورنيلاس، أسقف رين الفرنسية، الرسالة التي وجهها البابا فرنسيس، في بداية المراسم، ومن أبرز ما جاء فيها: "لم يكفّ جان فانييه عن العمل لكي يتمّ تقبّل الأشخاص الأكثر ضعفًا والأشخاص المُبعَدين، وكي يتمّ الاعتراف بهم كإخوة وأخوات".

وأضاف: "عبر البحث عن العيش متّحدًا بالمسيح الذي مِن خلاله أخذ الله ضعفنا، أراد جان فانييه أن يتمّ تقبّل المهمّشين والضعفاء ضمن احترام الاختلافات الدينيّة والاجتماعيّة". وتابع: "أطلب من الله أن يحمي عائلة لارش الكبيرة والجميلة"، متمنيًا أن "تتابع الجماعات كونها أمكنة احتفالات ومسامحة وتعاطف وفرح" وأن تُظهر أنّ "كلّ شخص، مهما كانت إعاقته، محبوب من الله ومدعوّ ليشارك في عالم أخوّة وعدل وسلام".

وتوفي جان فانييه، مؤسس جماعات L’Arche، مطلع أيار الحالي، في العاصمة الفرنسية باريس، عن عمر يناهز 90 عامًا. وقد غادر فانييه الحياة الأرضية بعد حياة حافلة بالمحبّة اليومية، تميزّت باللقاءات ومشاركة الروح الإنجيلية، المكرسة بشكل خاص للأشخاص الأكثر هشاشة.

وكانت الثمرة الأساسية للراحل هي مؤسسة L’Arche، أي سفينة نوح، والتي أسسها في بلدة تروسلي برويل الفرنسية، عام 1964، وانتقلت من مؤسسة متواضعة إلى اتحاد دولي ينتشر اليوم في 38 دولة، وتضم حوالي 10 آلاف شخص. وتحتضن جماعات L’Arche العديد من بيوت الحياة المشتركة بين الأشخاص ذوي الإعاقات العقلية والعاملين أو المتطوعين في مرافقتهم.

وفي عام 1971، شارك الراحل جان فانييه في تأسيس حركة ’إيمان ونور‘، وهي مؤسسة دولية تعمل على جمع الأشخاص من ذوي الإعاقة الذهنية وعائلاتهم وأصدقائهم. ولم يتوقف ’صانع السلام ومُحب الإنجيل‘ أبدًا عن الشهادة لثراء الحياة المشتركة والأخوّة مع أكثر الناس هشاشة، كما ورغبته لإعادة كرامة هؤلاء الأشخاص ومكانتهم في المجتمع.

للمزيد من الصور:
https://www.facebook.com/pg/www.abouna.org/photos/?tab=album&album_id=2…