موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ١٧ مايو / أيار ٢٠١٧
ترميم وإحياء لوحة الفسيفساء من جديد في كنيسة لاتين الحصن
الحصن – الأب فراس نصراويين :

تحت إشراف كادر متخصص من معمل الفسيفساء في مادبا، قام فريق مشروع "الفسيفساء الحيّة" بتنفيذ جدارية فسيفسائية أحيت رسومات قديمة في كنيسة الحصن.

بنيت كنيسة الحصن في نهاية القرن التاسع عشر بفضل جهود سيادة المطران أدريان سميتس، كاهن الرعية آنذاك. وفي عام ١٩٠٦، كان قد رغب سيادته في تزيين جدران الكنيسة بالرسومات والرموز المقدسة، الأمر الذي دفعه إلى استدعاء الرسام الهولندي “بيت غيريتس Piet Gerrits “، الذي قام برسم رسومات مميزة في الكنيسة حملت في طياتها الطابع الشرقي لبلاد الشرق الأوسط، حيث ازدانت منطقة الهيكل برسومات مميزة رمزت إلى الخلق كأشجار النخيل والملائكة والحمام والأشجار ونهر ماء.

وفي الثمانينات من القرن الماضي وبسبب عوامل الطبيعة والرطوبة وتسرّب المياه من سطح الكنيسة، التي أدت إلى تلف الرسومات وزوال ألوانها في بعض المناطق، قام الأب ناصر يوسف، كاهن الرعية آنذاك، بدهان جدران الكنيسة وطمس الرسومات.

وفي بداية الألفية الثانية قام الأب عماد طوال بمحاولة إعادة إحياء الرسومات من خلال عملية ازالة الدهان، وهي عملية كانت تكلفتها باهظة جدا وصلت إلى ما يقارب مئة ألف دولار وذلك بسبب وجود مادة الزرنيخ في الألوان وضرورة توفر معدات خاصة لتنفيذ المشروع. هذا وأدت التغيّرات المستمرة على الكنيسة وأرضيتها وتغير نظام الهيكل إلى رفع مستوى الأرضية. كما أدى وضع بيت القربان في وسط الجدار إلى إزالة أجزاء كبيرة من اللوحة المرسومة.

وهذا العام تمت إعادة إحياء الرسومات القديمة من خلال تنفيذ جدارية فسيفسائية تحمل كامل تفاصيل الرسومات القديمة مع إضافات بسيطة لإعطاء جمالية خاصة ومميزة للكنيسة. وقد قام بتنفيذ هذا العمل فريق مشروع “الفسيفساء الحيّة” والمكوّن من اللاجئين العراقيين المهجّرين، تحت إشراف كادر متخصص من معمل الفسيفساء في مادبا تحت رعاية صاحبته الأخت رغدة زوايدة.

وقد قام أبناء الرعية في الحصن بالتبرع بكلفة تنفيذ المشروع والتي بلغت نحو ١٤ ألف دينار أردني.