موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ١ ديسمبر / كانون الأول ٢٠٢٠
بيت لحم تستعد للاحتفال بعيد الميلاد وسط ظروف غير معهودة فرضتها الجائحة
مقابلة مع حارس الأرض المقدسة مع بداية زمن المجيء
دخول حارس الأرض المقدسة الأب فرنشيسكو باتون إلى بيت لحم، 28 تشرين الثاني 2020 (بلدية بيت لحم)

دخول حارس الأرض المقدسة الأب فرنشيسكو باتون إلى بيت لحم، 28 تشرين الثاني 2020 (بلدية بيت لحم)

فاتيكان نيوز :

 

مع بداية زمن المجيء، الأحد، بدأت الاستعدادات في مختلف أنحاء العالم للاحتفال بعيد الميلاد. ومما لا شك فيه أن مدينة بيت لحم تشكّل في هذه الفترة محط أنظار العالم، على الرغم من المشاكل الناجمة عن جائحة كوفيد-19 التي أفرغت الأرض المقدسة من الحجاج والسياح.

 

وقد تمكنت هذه الجائحة من وقف الاحتفالات الدينية في الأرض المقدسة، واستطاعت أن تفعل ما لم تفعله سنوات طويلة من الصراع المسلح في المنطقة. وتعيش مدينة بيت لحم وباقي الأراضي الفلسطينية مرحلة صعبة ليس فقط بسبب فيروس كورونا المستجد إنما أيضًا نتيجة الأزمة الاقتصادية الخانقة والمرتبطة بتوقف زيارات الحج وجمود القطاع السياحي.

 

والمدينة التي وُلد فيها السيد المسيح ما تزال تخضع للاحتلال الإسرائيلي، وقد أُقفلت فيها المتاجر التي تبيع التذكارات والأغراض الدينية، في وقت يعاني فيه الاقتصاد المحلي من الانهيار التام. وتؤكد السلطات الكنسيّة المحلية أن التحدي الأكبر يتمثل اليوم في إقامة الاحتفالات الميلادية، وذلك في إطار الإجراءات المتبعة لاحتواء تفشي فيروس كورونا المستجد. وقد جرى يوم السبت الفائت الاحتفال التقليدي الذي يتم عشية بداية زمن المجيء، ألا وهو دخولُ حارس الأرض المقدسة الأب فرنشيسكو باتون، إلى بيت لحم.
 

تصوير: بلدية بيت لحم

للمناسبة أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع الأب باتون الذي أوضح أنه هذا الاحتفال تستقبل جماعة المؤمنين في بيت لحم حارس الأرض المقدسة ويرافقه الناس سيرًا على الأقدام حتى وصوله إلى كنيسة المهد، حيث يُلقي التحية على السلطات المحلية، قبل أن يترأس الاحتفال ببداية زمن المجيء. وأضاف أنه تُضاء الشمعة الأولى من الشمعة المضاءة والموجودة داخل مغارة المهد.

 

ولفت إلى أن هذا الاحتفال لم يتم هذا العام بحضور الحجاج، كما جرت العادة سنويًا، إذ اقتصر الحضور على الجماعة المسيحية المحلية. وقال إن هذه الجماعة هي عبارة عن رعية بيت لحم، والتي تَعُد زهاء خمسة آلاف مؤمن يتبعون الطقس اللاتيني، ويضاف إليهم مسيحيون ينتمون إلى كنائس أخرى، مع العلم أن العلاقات المسكونية في الأرض المقدسة متينة جدًا، إذ يعتبر المؤمن نفسه مسيحيًا قبل أي شيء آخر.

تصوير: نديم عصفور

وسلط حارس الأرض المقدسة الضوء على احتفال آخر سيجري في الرابع والخامس من كانون الأول ديسمبر مع دخول بطريرك أورشليم للاتين بيرباتيستا بيتسابالا إلى مدينة القدس، وبالتحديد إلى كنيسة القبر المقدس، وهو الدخول الأول له كبطريرك، وسيتم استقباله في أقدس الأماكن المسيحية على الإطلاق، على أن يحتفل في اليوم التالي بالقداس في تلك الكنيسة.

 

وفي الرابع والعشرين من كانون الأول ديسمبر، أي عشية عيد الميلاد، سيدخل البطريرك بيتسابالا مدينة بيت لحم، حيث من المرتقب أن يحتفل بقداس منتصف الليل في كنيسة القديسة كاترينا. وأضاف الأب باتون أن السلطات الكنسية طلبت وتطلب من المؤمنين أن يتقيدوا بالإجراءات المتبعة لاحتواء وباء كوفيد-19، لاسيما وضع الكمامات وتطهير اليدَين والحفاظ على التباعد الاجتماعي.

تصوير: بلدية بيت لحم

في سياق حديثه عن الأوضاع التي تعيشها اليوم الأرض المقدسة في ظل جائحة كوفيد وما نتج عنها من مشاكل وأزمات، قال الأب باتون إن الوضع صعب للغاية خصوصًا فيما يتعلق بالمواطنين المقيمين في منطقة بيت لحم، لأن أولئك المقيمين في الأراضي الإسرائيلية يمكنهم الإفادة من الخدمات الاجتماعية، خصوصًا من أصبحوا عاطلين عن العمل. أما المواطنون المقيمون في الأراضي الفلسطينية عمومًا فهم يفتقرون إلى هذه الخدمات، نظرًا للإمكانات الاقتصادية المحدودة للسلطة الفلسطينية، ولأن معظم أهالي بيت لحم يكسبون لقمة العيش من زيارات الحجاج والسياح.

 

وأشار حارس الأرض المقدسة إلى أنه يشعر بالحزن الشديد عندما يسير في شوارع بيت لحم أو مدينة القدس العتيقة ويرى المتاجر التابعة للمؤمنين المسيحيين مقفلة، وهي ليست أسواقًا كبيرة كمحال السوبرماركت إنما عبارة عن متاجر صغيرة تُباع فيها الأغراض الدينية. كما أُقفلت كل الفنادق التي كانت تستقبل الحجاج والوضع بات مؤلمًا جدًا بالنسبة للعديد من أبناء المنطقة المسيحيين.

 

وتوقّع الأب باتون أن يعود الحجاج إلى المنطقة، لكن ليس قبل شهر حزيران المقبل، وهذا الأمر يؤثر سلبًا على حياة العديد من العائلات التي تعتمد على زيارات الحج والسياحة لتكسب لقمة العيش. ولفت في هذا السياق إلى أن حراسة الأرض المقدسة تضمن نسبة خمسين بالمائة من رواتب موظفيها المتوقفين عن العمل على أمل أن تمر هذه الأزمة الصحية وتعود زيارات الحج كي يعيش الناس بكرامة.