موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٣ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠١٩
بيتسابالا: الحاجة للحوار بعد 800 عام على زيارة فرنسيس للأرض المقدسة

القدس – أبونا :

تستمر الفعاليات التي تنظمها حراسة الأراضي المقدسة بمناسبة يوبيل 800 عام على حج القديس فرنسيس إلى الأرض المقدسة، من بعد إحياء اللقاء التاريخي بين القديس فرنسيس وسلطان مصر، الملك الكامل الأيوبي.

وقال رئيس الأساقفة بييرباتيستا بيتسابالا، المدبر الرسولي للبطريركية اللاتينية في القدس: "كان القديس فرنسيس حاجًا وشاهدًا للسلام في الأرض المقدسة، حيث تغلّب على منطق صراع الحضارات، لإيمانه بإمكانية اللقاء الأخوي مع كل مخلوق"، لافتًا إلى أنه كان "يملك لغة وروح هي اليوم ضروريتان على نحو متزايد".

وأضاف لموقع فاتيكان نيوز: "إنّ الصورة التي تجمع القديس والسلطان هي ما نحتاجها لاستئناف الحوار، اليوم أكثر من أي وقت؛ سواء في الكنيسة، أو بين العالم المسيحي والعالم الإسلامي. فالهجرات والتغيرات والمشاكل الاجتماعية الكبيرة الحاليّة تجعل من الحوار ضروريًا أكثر فأكثر، ولا يعني ذلك أن يكون الحوار سياسيًا فقط"، مشددًا على أن صورة القديس فرنسيس مع السلطان ’قوّية‘، شأنها صور البابا فرنسيس في أبوظبي هذا العام.

وفي إشارة إلى الاحتفال بعيد القديس فرنسيس، في 4 اكتوبر، في حدائق الفاتيكان، بحضور البابا، حيث ستزرع شجرة، مذكرة بالشجرة التي زرعها كل من شمعون بيريس ومحمود عباس عام 2014، أوضح المدبر الرسولي بأن غرس شجرة هي علامة شائعة اليوم إلى حدٍ ما، لكنها مهمّة: فهي تشير إلى أننا نزرع بذرة، ثم تنمو الأشجار ببطء، وتتجذر، وتصبح قوية وغير قابلة للتدمير. والإشارة هي هذه: نحن نرمي البذرة التي تحتاج إلى وقت للنمو. ولكي تعيش، تحتاج الشجرة إلى العناية، وبالتالي فهي بحاجة إلى الماء، وإلى الرعاية. لهذا، يجب أن نبدأ هذا المسار، ونعتني بالعلاقات فيما بيننا، حتى تنمو هذه الأشجار بقوة متزايدة.

وحول ثمار زيارة القديس فرنسيس إلى الأرض المقدسة، لفت المطران بيتسابالا إلى أنّ القديس ترك إرثًا مهمًا متمثلا بحضورٍ فرنسيسكاني عمره 800 عام، كما ربط حياة الكنيسة بهذه الأرض. فإذا تذكرنا تاريخ الخالص، فعلينا أن نتذكر أيضًا الأماكن التي شهدت تاريخ الخلاص، وجغرافيا الخلاص، وهي الأرض المقدسة. بالتالي، سمح لنا القديس فرنسيس بأن نجعل الرسالة المسيحية ليست رسالة فحسب، إنما حقيقة يمكن أن نعمل على تحقيقها.

وعن ثمار زيارة فرنسيس آخر، هو البابا فرنسيس، إلى الأرض المقدسة، أوضح المدبر الرسولي للبطريركية اللاتينية بأنه "ترك العديد من البذور: اللقاء مع البطريرك المسكوني برثلماوس، واللقاء مع الكنائس، واللقاء مع القادة الدينيين غير المسيحيين من يهود ومسلمين". وخلص إلى القول: "لقد زرع البذور، وحان الوقت لرعاية هذه الشجرة".