موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٣١ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠١٩
بوتين وأوربان يبحثان مسألة الحضور المسيحي مع عدد من بطاركة الشرق

بودابست - أبونا ووكالات :

عقد مساء الأربعاء في العاصمة الهنغارية بودابست، لقاء جمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس وزراء المجر فيكتور أوربان بعدد من بطاركة الشرق، حيث تم بحث الأوضاع العامّة في منطقة الشرق الأوسط ومسألة الحضور المسيحي فيها.

وفي مؤتمر صحفي مع رئيس وزراء المجر، قال الرئيس بوتين إن "المسيحيين في الشرق الأوسط يعيشون وضعًا كارثيًا ويتعرضون للاضطهاد والسرقة"، مشيرًا إلى أن بلاده "تبذل قصارى جهدها لدعمهم". وأوضح: "يعلم الجميع أن الشرق الأوسط هو مهد المسيحية"، متابعًا: "أن المسيحيين اليوم في محنة إنهم يتعرضون للاضطهاد والقتل والاغتصاب والسرقة". وشدد على أن "روسيا تبذل كل ما في وسعها لدعم المسيحيين في الشرق الأوسط".

وشارك في اللقاء كل من بطريرك أنطاكية للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي، وبطريرك أنطاكية للسريان الأرثوذكس إغناطيوس أفرام الثاني، وبطريرك أنطاكية للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي، وبطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي إغناطيوس يوسف الثالث يونان.

وخلال اللقاء، حيث كانت هناك مداخلات عدّة من الآباء البطاركة تناولت هذا الموضوع.

فتحدّث البطريرك يونان بإسهاب عن الحالة العامة في منطقة الشرق الأوسط، متناولاً بشكل خاص ما يجري حاليًا في العراق من مظاهرات ومشاحنات وعدم استقرار، وكذلك الوضع في سوريا وبخاصة في شمال شرق البلاد بعد التطوّرات الأخيرة فيها، وما يحصل في لبنان بعد الحراك الشعبي واستقالة الحكومة، منوهًا إلى تأثير كلّ هذه الأوضاع على الحضور المسيحي في هذه البلاد.

ونوّه إلى ما يتعرّض له المسيحيون ولا يزالون يعانونه من جراء أعمال العنف والخطف والتطرّف والإرهاب، وما نتج عنها من تهجير قسري وتشتُّت لمسيحيي الشرق في مختلف أنحاء العالم، مشدّدًا على ضرورة العمل وتضافر الجهود من المجتمع الدولي والدول الكبرى، وفي مقدّمتها روسيا، من أجل استتباب الأمن والسلام في بلدان الشرق الأوسط، والقضاء على الإرهاب، وإحلال المصالحة، والعودة الآمنة للنازحين والمهجَّرين إلى أرضهم.

بدوره، شكر البطريرك إغناطيوس أفرام الثاني رئيس وزراء المجر على دعم بلاده المستمرّ للمسيحيين في الشرق الأوسط، لاسيما في العراق وسورية، عبر دعم الكنائس المحلية والمشاريع التي تقوم بها لتثبيت حضورها الفاعل في الشرق. كما توجّه بالشكر للرئيس الروسي فلاديمير بوتين للدور الإيجابي الذي تقوم به روسيا في سورية، لاسيما من جهة محاربة الإرهاب عبر التدخل العسكري للمحافظة على وحدة الأراضي السورية.

وأشار إلى ضرورة الاستمرار في تقديم المساعدات الإنسانية للنازحين والمتضررين من الأزمة السورية، لاسيما عبر برنامج التعاون الإنساني الذي تقوم به اللجنة الرئاسية الروسية بالتعاون مع الكنيسة الروسية الأرثوذكسية. وأمل أن تنال قضية مطراني حلب المخطوفين الدعم اللازم فيتحرّك المجتمع الدولي وأصحاب النوايا الحسنة لما يؤول إلى عودتهما. كذلك، أثار غبطته موضوع ضرورة رفع العقوبات عن سورية، والتي يعاني منها الشعب وتؤثر عليه.

أما البطريرك يوسف العبسي فتحدّث عن السؤال الرئيسي المطروح اليوم وهو مستقبل منطقة الشرق الأوسط، وأوضح أن المسيحي المشرقي لا يمكنه إلا أن يكون في خدمة مجتمعه من خلال المؤسسات الكنسيّة والشهادة للإيمان. وأكد أن واجب المسيحي اليوم أكثر من قبل في محاربة الفكر الانعزالي والتشرذمي، مشيرًا إلى أن كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك أخذت على عاتقها العمل على بناء أجيال جديدة متأصّلة في هويتها ومنفتحة على الآخر للإسهام ببناء الأوطان التي نحلم بها.