موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٣ ابريل / نيسان ٢٠١٤
بمشاركة "أبونا"... مركز اللقاء في بيت لحم ينظم ندوة حول الزيارة البابوية
بيت لحم - تقرير وتصوير عماد فريج :

نظم مركز اللقاء للدراسات الدينية والتراثية في الأرض المقدسة، يوم الأربعاء، ندوة بعنوان "خمسون عاماً على زيارة البابا بولس السادس... وزيارة البابا فرنسيس للأراضي المقدسة"، في بيت لحم. وافتتح الندوة البطريرك فؤاد طوال، بطريرك القدس للاتين، في كلمة أكد فيها على أهمية زيارة الحج التي سيقوم بها قداسة البابا فرنسيس الى الأراضي المقدسة في أيار المقبل، مشيراً الى الهدف الرئيسي من هذه الزيارة هو إحياء ذكرى اللقاء التاريخي بين البابا بولس السادس والبطريرك أثيناغورس، الذي تمّ قبل خمسينَ عاماً، حيث سيتجدد هذا اللقاء بالمعانقة المنتظرة بين قداسة البابا فرنسيس وبطريرك القسطنطينيّة الأرثوذكسي برثلماوس.

وأستذكر غبطته زيارة البابا بولس السادس وقال ان "البابا بولس السادس عاش علامات أزمنة كبيرة. وأولها العمل على المصالحة والتصافي. وكم يحتاج عصرنا اليوم إلى أشخاص كفوئين كبولس السادس، قادرينَ على العمل اليومي من أجل المصالحة. وأن أرضنا المقدسة لا زالت عطشى إلى نداء البابا بولس السادس في الأمَم المتحدة في (4/10/1965) (لا حربَ بعد اليوم... في الحرب لا خاسر ولا رابح، الكلّ خاسر)".

وتابع: "هذا النداء هو ذاته الذي تكرَّرَ على لسان الحبر الأعظم البابا فرنسيس في قيادته لأكبر حملة تاريخية مناهضة للحرب والدمار في سوريا. حيث كرّر ذات الكلمات التي نطق بها الحبر الأسبق بولس السادس. نعم، ما زال عالمنا، وما زالت منطقتنا، بحاجة يوميّاً إلى المحبّة والعدل والمصالحة بين الشعوب وقبل ذلك بين القلوب".

وأضاف: "إن استذكار الأرض المقدّسة لزيارة حجٍّ تاريخية للبابا بولس السادس، وعقبها زيارتان مشابهتان، والثالثة على الأبواب، هي دعوة للمزيد من التنسيق والتعاون من أجل تجديد النداء إلى كلّ شعوب الأرض، بقياداتها السياسيّة والدينيّة، وبمواطنيها، لزيارة الأرض المقدسة، والتعرّف على حجارتها الحيّة، قبل حجارتها الصمّاء. نعم، إنّ أرضنا المقدّسة، مثلما هي عطشى إلى المحبّة والوحدة والسلام والعدالة والتحرر، هي كذلك عطشى لرؤية كل المؤمنين في زيارة حجّ وصلاة".

وشكر البطريرك طوال مركز اللقاء والقائمين عليه، على تنظيمهم هذه الندوة المهمة، مشيداً بالأنشطة والندوات التي يقوم بها المركز.

من جانبه، أكد مفتي بيت لحم الشيخ عبد المجيد عطا على ترحيب القيادة والشعب الفلسطيني كافة بزيارة قداسة البابا فرنسيس الى بيت لحم، مستذكراً الزيارة التي قام بها البابا الراحل يوحنا بولس الثاني وزيارة البابا بندكتس السادس عشر، ومشدداً على العلاقات الأخوية والوحدة الاسلامية المسيحية في فلسطين.

بدوره، تحدث القاصد الرسولي في القدس المطران جوزيف لاتزاروتو، على الهدف المسكوني لزيارة قداسة البابا فرنسيس المرتقبة، مشيراً الى قداسته سيرفع صلواته في بيت لحم والقدس من أجل السلام في العالم أجمع. ولفت الى أن الترتيبات مع كافة الأطراف تجري على قدم وساق من أجل انجاح الزيارة.

وتمنى مدير مركز اللقاء د. جريس خوري، أن تحقق زيارة البابا فرنسيس الأول كل الأهداف المرجوة منها على كافة الأصعدة الدينية والمسكونية والسياسية.

وفي الجلسة الأولى من الندوة، قدم الأب د. رفيق خوري ورقة حول "الظروف التاريخية لزيارة البابا بولس السادس"، أشار فيها الى أن تلك الزيارة التي جرت عام 1964 كانت تركز على الجانب المسكوني والديني بشكل أساسي، وعلماً أنها جرت في فترة سياسية حساسة على مستوى العالم حيث شهدت تلك الفترة بوادر الحرب الباردة بين القوى العظمى. ولفت الى أن وسائل الاعلام لم تكن متوفرة بصورة كبيرة كما في يومنا هذا، مشيراً الى أن وسائل الاعلام باتت تصنع الحدث ولا تكتفي بنقل وقائعه.

وتواصلت الجلسة، بعرض مميز للأب رفعت بدر، مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والاعلام في الأردن، والذي لبى دعوة مركز اللقاء وحضر خصيصاً من عمان للمشاركة في الندوة. وقدم الأب بدر قراءة في الخطابات التي ألقاها البابا بولس السادس خلال زيارته، مستعرضاً مجموعة من الصور القديمة والتاريخية التي قام بجمعها من مصادر مختلفة. وأشار الى أن المركز الكاثوليكي للدراسات والاعلام بصدد اصدار كتاب بمناسبة زيارة قداسة البابا فرنسيس الى الأراضي المقدسة، موضحاً أن الكتاب سيتضمن كلمة للعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني وكلمة للرئيس الفلسطيني محمود عباس، الى جانب توثيق لمعلومات وصور تتعلق بالزيارة.

واختتمت الجلسة التي أدارها د.جريس خوري، بورقة للأب فرانس بوين تناول فيها الأهمية المسكونية لزيارة البابا بولس السادس، متطرقاً الى اللقاء التاريخي الذي جمع البابا ببطريرك القسطنطينية، والمعاني التي حملها هذا اللقاء.

وفي الجلسة الثانية التي أدارها الاستاذ موسى درويش، قدم الأب د. جمال خضر ورقة بعنوان "النظرة الكنسية لزيارة البابا فرنسيس"، مؤكداً على أهمية هذه الزيارة في بعدها الكنسي والمسكوني والديني، حيث سيصلي قداسة البابا مع مؤمني الأرض المقدسة، وخاصة خلال القداسين الإلهيين اللذين سيحتفل بهما في عمان وبيت لحم.

من جانبه، تناول د. برنارد سابيلا النظرة السياسية والاجتماعية لزيارة البابا، مشيراً الى أن الشعب الفلسطيني يعلق كثير من الآمال على هذه الزيارة، حيث أن قداسته سيشاهد معاناتهم عن قرب من خلال رؤية الجدار الفاصل، وزيارة مخيم اللاجئين.

واختتمت الجلسة، بورقة قدمها د. ذياب علوش حول "زيارة البابا فرنسيس من منظور العلاقات الإسلامية المسيحية"، أكد فيها أن هذه الزيارة ستعكس الترابط والأخوّة بين المسيحيين والمسلمين في فلسطين، وستسهم في توطيد هذه العلاقة وتعزيزها.

يذكر أن مركز اللقاء هو مركز أكاديمي يعنى بالأبحاث والدراسات الدينية والتراثية والاجتماعية للشعب العربي الفلسطيني مسيحيين ومسلمين في الأرض المقدسة، وفي الحوار بين أتباع الديانات. وإن الغاية من برامج "مركز اللقاء" المتعددة هي أن تستمر اللقاءات، والأعمال التي تعزز روح المحبة بين أبناء الشعب الواحد، من أجل زيادة التفاهم بين المسلمين والمسيحيين في الأرض المقدسة، ومن أجل أن يفهم كل منا الآخر، فكراً وإيماناً وسلوكاً.