موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ٢٧ سبتمبر / أيلول ٢٠١٣
بطريرك الكلدان: لتنزل الرئاسات الكنسية من برجها العاجي إلى الواقع

جريدة "النهار" اللبنانية :

<p>في اللحظة الأخيرة، تذكّر بطريرك بابل على الكلدان مار لويس روفائيل الأول ساكو أمراً أخيراً كان &quot;عَ القلب&quot;، وقاله عفوياً: &quot;لتنزل الرئاسات الكنسية من برجها العاجي إلى الواقع، فلا تبقى في إطار الشجب والاستنكار، بل تعود إلى الواقع وتعالجه بكل محبة وسخاء، كما دعا البابا فرنسيس. نحن رعاة وخدام، ولسنا سلاطين&quot;. 12 دقيقة مع &quot;النهار&quot;، وفي الحوار كلام كثير.<br /><br /><span style="color:#ff0000;">من البداية تدعو المسيحيين إلى عدم الهجرة من بلدانهم العربية. غير أن ثمة من يرى أن هذه الدعوة لا تنطبق على واقعهم، وخصوصاً أنهم يتعرضون للاضطهاد والقتل في بلدانهم. ماذا تقول؟</span><br /><br />نحن لا نرغم أحداً. لكن على المسيحي أن يشعر بانتمائه إلى الأرض والكنيسة، وأن له قضية إنسانية ووطنية، وأيضاً إيمانية. ثمة تصميم من الله على أن يكون المسيحي هنا عامل انفتاح وأخوة. فإذا ترك، فقد هويته ورسالته، وصار مجرد رقم في الخارج. أما هنا، فينتمي إلى شعب وعائلة، له لغته وطائفته وعلاقاته. كل هذا الجبل الذي بناه هو وأجداده، كيف يقرر يوماً أن يغادره لأنه خائف؟ أرضه وبيته وملكه ورثها من آبائه وأجداده، وهي مقدسة. فكيف يفرّط به، ويصير لاجئا ويدق أبواب السفارات. في الخارج، هو غريب. الانسلاخ نوع من الموت. هنا ثمة موت حقيقي، لكنّ هناك نوعاً آخر من الموت&hellip;<br /><br /><span style="color:#ff0000;">لقد رأينا مسيحيين يستشهدون في لبنان والعراق، وحاليا في مصر وسوريا. هل المطلوب أن يكون المسيحي مشروع استشهاد كي يبقى في بلده العربي؟</span><br /><br />لا، المسيحية لا تؤمن بالجهاد، أي أن يذهب المرء ليقتل نفسه حتى يذهب إلى الجنة. هذا انتحار. المسيحي يقبل، كما قبل المسيح، الحكم عليه، لأن لا منفذ آخر له. (أن يقبل) بكل حرية وإيمان، إذا كان لا بد من أن يموت، ومجبر على ذلك، أن يقبل في قلبه ذلك، كعطية وفعل حب عميق. لا نطالب بالاستشهاد. هناك شهادة حياة. نشعر بأن سوريا عراق جديد. عشنا أياماً صعبة للغاية، ولا يزال العراق يعاني. مسكينة سوريا، فحالتها كحالة العراق، لا بل أصعب&hellip; كله خراب بخراب. إلى أين نحن ذاهبون؟ لا حل بالسلاح والبارود، بل بالمطالبة بالاعتصام بطريقة سلمية، دبلوماسية، سياسية، تعبئة الرأي العالمي للتغيير.<br /><br /><span style="color:#ff0000;">تؤمن بالحوار، ولاسيما مع المسلمين، ولديك أصدقاء كثر بينهم. ولكن كيف يكون حوار مع متطرفين يرفضون كلياً الآخر والحوار؟</span><br /><br />أؤمن بالحوار، حتى العقائدي، بالحوار الإنساني الوطني. الغالبية المسلمة معتدلة، وسطية، ومن الممكن أن نشكل معاً قاعدة تكون قوية أمام هذا الفكر الغريب الذي لا مستقبل له. التطرف لا مستقبل له، ومن غير الممكن أن يدوم. يمكن أن تصير توعية، أو نوع من تأهيل المتطرفين بطرق عدة، كالخطاب الديني في الجامع، والإعلام. أتمنى أن تُرفع عن الإسلام صورة التطرف والجهاد والإرهاب. هذا تشويه له وللمسلمين. هناك أمل، وهناك أصوات مسلمة بعيدة، ومسلمون كثر حموا المسيحيين، وحافظوا على أملاكهم. وأمثلة عدة عن ذلك عشناها في العراق، واعتز بذلك&hellip; تقول أن في الأفق أملاً. ما الذي تراه ولا يراه الآخرون؟ لدي أمل في يقظة المسلمين. أرى أن ما حصل في مصر بارقة أمل. وقد بدأ ينتشر في أوساط أخرى أن الإسلام السياسي حالياً ليس ممكناً، وأن التطرف باب مسدود&hellip; هناك أيضاً وعي لدى المسيحيين على الوحدة لتشكيل تجمع مسيحي قوي مع المسلمين ليحافظوا بعضهم على البعض الآخر.<br /><br /><span style="color:#ff0000;">ماذا ستقول لأترابك بطاركة الشرق في القمة الروحية في بكركي (اليوم)؟</span><br /><br />سأقول لهم أن لا خلاص سحرياً مع الغرب. الخلاص هو في الداخل مع مواطنينا، المرجعيات الدينية، والمسلمين، لأن مصيرنا مشترك. وإذا استطعنا أن نشكل فريق عمل رفيع المستوى من القيادات الدينية، فتقوم بجولة في البلدان العربية لشرح الهوية المسيحية الشرقية وأهمية الحضور المسيحي- وأيضاً مع القادة السياسيين &ndash; فأعتقد أن هذا حل كبير. ويمكن أن يساعد الغرب في تقديم مشاريع تنموية إلى المسيحيين والمسلمين في قراهم، وتشجيع العيش المشترك وتعزيز البنى التحتية&hellip; بدلاً من ترحيلهم إلى الخارج، حيث تصرف عليهم أضعاف&hellip; نحتاج إلى تضامن مسيحي قوي، كما أن هناك تضامناً إسلامياً قوياً جداً. لم لا يشكل المسيحيون تكويناً سياسياً سلمياً مسيحياً وطنياً، ويتحاورون من خلاله مع الآخر المسلم؟.<br /><br /><span style="color:#ff0000;">تتوق إلى الوحدة بين الكنيستين الأشورية والكلدانية. عملياً، هل ثمة خطوات مرتقبة أم أن الأمور صعبة قليلاً؟</span><br /><br />الوحدة مطلب وجودي، لأننا كنائس صغيرة. وهي موجودة على مستوى القاعدة الشعبية. فالناس لا يفرّقون، والطقوس واللغة نفسها، ولا صعوبة في الزيجات، وهناك تاريخ مشترك، والإيمان نفسه. المطلوب أن تكون هناك شجاعة وجرأة، وأن نقول: لنكمل ولنصر واحداً. أنها قضية تاريخ وكنيسة، وربما الحاجز نفسي ويحتاج إلى جرأة. وإذا أتحدت الكنيستان في رئاسة واحدة، تكونان نموذجاً للآخرين.<br /><br /><span style="color:#ff0000;">عدد الكلدان تراجع في العراق. هل أنت قلق؟</span><br /><br />نعم. إذا استمرت الأمور على هذا المنوال، ولم تكن هناك رؤية أو خطة في العراق ولا خارجه، فأنا قلق على أن يكون المسيحيون مكوناً هزيلاً.</p>