موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ١٧ يونيو / حزيران ٢٠٢٠
بطريرك الأرمن في القسطنطينية يدعو لإعادة فتح آيا صوفيا للمسلمين والمسيحيين معًا

فيدس ووكالات :

 

قام بطريرك الأرمن في القسطنطينية ساهاك الثاني ماشاليان بإعلانٍ قوي في مسألة إعادة فتح آيا صوفيا على ضوء نوايا السلطات التركية بإعادة فتحها كمسجد. وقال: "يجب إعادة فتح آيا صوفيا للمسيحيين والملسمين على حدّ سواء، هذا الصرح الذي يزوره السياح كونه بناءً مهمًا بعد أن تمّ تحويله من كاتدرائية إلى مسجد لمدة 500 عام في اسطنبول".

 

وعبّر البطريرك ساهاك الثاني، رئيس أكبر جماعة مسيحية في تركيا حاليًا، عن الأسباب بسلسلة من الرسائل التي نشرها عبر حسابه على تويتر. وقال البطريرك "بنيت كاتدرائية القديسة صوفيا بفضل جهود 10000 عامل وانفقت عليها ثروة كبيرة. وتمّ إجراء العديد من عمليات الترميم فيها على مدى 1500 عام، وبذلت مؤسسة فاتح سلطان جهودًا للحفاظ عليها كمكان للعبادة، وليس كمتحف. أعتقد أن المؤمنين الساجدين الذين يركعون باحترام وتفانٍ هم أكثر ملاءمة لطبيعة المكان من السياح الذين يركضون هنا وهناك لالتقاط الصور".

 

وبناءً على هذه الاعتبارات، يأمل البطريرك ساهاك الثاني في إعادة فتح الصرح للعبادة الإسلامية والمسيحية، وبذلك يصبح علامة ملموسة على "تحالف" محتمل بين الإسلام والمسيحية. ويضيف "أنّ المكان كبير بما فيه الكفاية" ويمكن تخصيص مكان لصلاة المسيحيين، بحيث يمكن للعالم أن يشيد بسلامنا الديني وبنضجنا".

 

ويتساءل البطريرك عن الاسباب التي يمكن ان تحول دون تحويل آيا صوفيا رمزًا للسلام والوئام وما هي الاعتراضات المحتملة ويتابع: "ألا نعبد جميعًا ونصلي تحت السماء عينها؟ فبالتالي يمكننا أيضًا مشاركة قبة القديسة صوفيا. ألا نؤمن جميعًا بنفس الإله، حتى لو كانت معتقداتنا مختلفة؟ لا أعتقد أن مكان الصلاة الذي شهد 1000 سنة من الصلوات المسيحية و500 سنة من الصلوات الإسلامية داخل أسواره وأضفى على المكان وجودًا جوهريًا، سيكون خطأ لهذه الممارسة. أدخلوا واختبروا الصمت وتعلموا منه. سوف تعلمكّم القدّيسة صوفيا، مكان "الحكمة المقدسة"، وأنا أؤكّد لكم أنه لم يكن هناك أغلى من السلام في تاريخ البشرية".

 

ويشير البطريرك في تلميح إلى الطموحات "العثمانية الجديدة" للقيادة التركية الحالية، إلى أنه في العالم الحالي "لا يمكننا تحمل رفاهية صراع جديد بين الصليب والهلال، وخلاص العالم هو عهد الصليب والهلال. وأنه لشرف أن تظهر جمهورية تركيا هذا السلام للعالم".

 

قضية جدليّة

 

ومن المرجح أن تثير تصريحات البطريرك الأرمني ساهاك الثاني حول مستقبل آيا صوفيا الجدل في قضية عادت في الأسابيع الأخيرة إلى تأجيج التوترات والمعارضات، بما في ذلك تلك الجيوسياسية. ويدور نقاش مستمر بين مؤيدي أن تبقى آيا صوفيا متحفًا تاريخيًا مثلما هي حالها الآن، وبين من يريد إعادتها جامعًا كبيرًا عملاً بوصية السلطان العثماني محمد الثاني (المعروف باسم محمد الفاتح).

 

هذا وتتجه الأنظار في تركيا هذه الأيام إلى جلسة قضائية مرتقبة في تموز المقبل، لأحد المحاكم العليا في البلاد، والتي ستشهد بث القرار في قضية مرفوعة ضد قرار مجلس الوزراء عام 1934 (بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية)، والذي قضى بتحويل آيا صوفيا من مسجد إلى متحف، بعد أن تحوّلت من كاتدرائية بيزنطية قديمة إلى مسجد بعد سقوط القسطنطينية بيد العثمانيين عام 1453.

 

وكان وزير العدل التركي عبد الحميد غُل قد صرّح قبل أيام بأن مسألة آيا صوفيا خاضعة لسيادة الجمهورية التركية.