موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٢ ابريل / نيسان ٢٠٢٠
بطريركية السريان الكاثوليك: تدابير وتوصيات لاحتفالات الأسبوع المقدس 2020

أبونا :

 

وجّه بطريرك السريان الكاثوليك اغناطيوس يوسف الثالث يونان، رسالة إلى الأساقفة والكهنة والشمامسة والرهبان والراهبات وجميع المؤمنين، دعا فيها إلى ضرورة التقيّد بالتعليمات والتوجيهات التي تضعها الحكومات والجهات المسؤولة في كل بلد بهدف الحد من انتشار وباء كورونا، مذكرًا كذلك بالتعليمات التي أوردها بيان رؤساء الكنائس في سورية ولبنان في آذار الفائت.

 

وقدّم غبطته بعض التدابير الراعوية والتوصيات والتعليمات المتعلّقة بإقامة الاحتفالات والرتب الكنسية والقداديس في أحد الشعانين وأسبوع الآلام وعيد القيامة المجيدة لهذا العام 2020، في الكنيسة السريانية الكاثوليكية الأنطاكية. وكانت على الشكل الآتي:

 

1- الإكتفاء بإقامة هذه الصلوات والرتب والقداديس من قبل الإكليروس وبعض الشمامسة في كنائسهم، دون مشاركة عامّة للمؤمنين. على أن يحافظ أعضاء الإكليروس خلال هذه الاحتفالات على مسافة آمنة بين بعضهم البعض، ولا يتبادلوا السلام باليد، ولا يقوموا بتقبيل الإنجيل المقدس أو الصليب أو الأيقونات، وأن يستعملوا بحذر الأواني والثياب والكتب والأدوات المشتركة، مع إجراء التعقيم اللازم عند الضرورة.

 

أمّا المؤمنون فلا يحضرون، إنما يشاركون عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث سيتمّ بث كلّ هذه الاحتفالات الكنسية وسواها من قداديس الآحاد والأعياد والأيّام العادية، طيلة هذه الفترة العصيبة، مباشرةً عبر الصفحة الرسمية للبطريركية على موقع الفيسبوك، تحت اسم: Syriac Catholic Patriarchate. وسيصدر عن أمانة سرّ البطريركية جدول يتضمّن تفاصيل مواعيد هذه الاحتفالات الليتورجية.

 

2- أحد الشعانين: إقامة القداس الإلهي ورتبة تبريك الأغصان، من دون الزيّاح داخل الكنيسة أو خارجها، على أن يتمّ تزيين الكنيسة بأغصان الزيتون وسعف النخل حسب العادة والإمكانية، مع توجيه المؤمنين إلى المشاركة روحيًا بإضاءة شمعة في منازلهم، رمزًا للإشتراك في استقبال المسيح الملك في دخوله إلى أورشليم.

 

3- رتبة النهيرة (الوصول إلى الميناء): إقامة الرتبة كاملةً كالمعتاد، ويمكن القيام بقسم منها أمام الباب الخارجي للكنيسة حسب الطقس الكنسي، أو الإكتفاء بإتمامها داخل الكنيسة حسب الوضع المحلّي.

 

4- صلوات أيّام الإثنين والثلاثاء والأربعاء من أسبوع الآلام: تقام الصلوات المعتادة في كلّ كنيسة بحسب العادة المتَّبعة، من قداديس أو رتبة درب الصليب أو سواها من الصلوات.

 

5- خميس الأسرار: الاحتفال بقداس خميس الفصح، من دون رتبة غسل الأقدام، إنّما الإكتفاء بانتقاء صلوات مختارة من هذه الرتبة تتمّ تلاوتها خلال القداس. وبعد القداس، يمنح المحتفل البركة بالقربان المقدس. وبطبيعة الحال تُلغى زيارة السبع كنائس المعروفة في تقاليد بعض بلداننا، مع توجيه المؤمنين إلى المشاركة روحياً بالسجود وإضاءة شمعة في منازلهم، رمزاً لحضور المسيح في سرّ القربان وسط العائلة.

 

6- الجمعة العظيمة: إقامة رتبة السجدة للصليب كاملةً بما فيها من أناشيد وقراءات، ثمّ يتبارك الحاضرون من الإكليروس والشمامسة وخدّام المذبح من نعش المسيح المزيَّن بالورود حسب الإمكان. وبعدئذٍ إتمام رتبة دفن المصلوب تحت المذبح كما جرت العادة في تقليدنا السرياني، إنّما من دون زيّاح داخل الكنيسة أو خارجها، على أن تتّشح الكنيسة بحلّة الحزن، ولا سيّما رفع الصليب على الجلجلة حسب العادة المتَّبعة، مع توجيه المؤمنين إلى المشاركة روحياً بوضع الصليب وأمامه شمعة مضاءة في منازلهم، رمزاً للسجود للرب يسوع المعلَّق على خشبة الصليب.

 

7- سبت النور: إقامة القداس الإلهي مع رتبة المسامحة.

 

8- عيد القيامة المجيدة: إلغاء قداس منتصف الليل أو فجر العيد، والإكتفاء بإقامة القداس الإلهي الإحتفالي نهاراً كما في أيّام الآحاد والأعياد. وخلال هذا القداس تقام رتبة السلام، من دون زيّاح داخل الكنيسة أو خارجها، مع توجيه المؤمنين إلى المشاركة روحياً بقراءة نص إنجيل القيامة، وبإضاءة شمعة في منازلهم، رمزاً للمسيح القائم من الموت.

 

9- إثنين القيامة والأسبوع التالي والأحد الجديد: الإكتفاء بإقامة القداس الإلهي كما في أيّام الآحاد والأعياد.

 

كما أوصى البطريرك يونان في رسالته بإلغاء تبادل التهاني بعيد القيامة المجيدة، والإكتفاء بتحيّة "المسيح قام، حقًا قام" عبر الإتصال بالهاتف أو المراسلة أو بطرق التواصل الاجتماعي المتاحة. وشدد كذلك على أهمية الصلاة الشخصية والعائلية، على مثال صلاة الكنيسة الأولى، إذ كان المؤمنون يجتمعون في البيوت حيث "كانوا يواظبون على تعليم الرسل والمشاركة وكسر الخبز والصلوات" (أع 2: 42).

 

وخلص بطريرك السريان الكاثوليك رسالته بـ"التضرّع إلى الربّ الإله القدير أن يزيل هذه النكبة المخيفة عن الكنيسة ومجتمعاتنا وبلداننا والعالم، فيشفي المصابين بوباء كورونا، ويرحم الذين رقدوا من جرائه، ويحمي البشرية من تفشّي هذا الوباء الخطير، ويحدّ من انتشاره، ويعضد الأطبّاء والممرّضين والممرّضات ومساعديهم في عملهم لمجابهته، ويلهم الباحثين والعلماء لإيجاد الدواء الشافي واللقاح الناجع".