موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الخميس، ٢١ ديسمبر / كانون الأول ٢٠١٧
براءة الأطفال ومجد عيد الميلاد

الاب اسطفان جبر :

عندما اقتربت احتفالات الميلاد، قرأ ولد في مرحلة الدراسة الابتدائية قصة ميلاد المسيح، ورأى كيف جاء المجوس الحكماء من بلاد بعيدة ليسجدوا للمولود في المذود، وقدموا له الهدايا.

وقبل عيد الميلاد بأيام قليلة حلم أنه يسير مع بعض الرعاة البسطاء، ولما سألهم عن وجهتهم أجابوه أنهم ذاهبون ليروا طفلاً وُلد حديثاً، فسار معهم حتى وصل إلى مذود يرقد فيه طفل صغير، فأدرك فوراً أن حلمه عاد به ألفي سنة إلى الوراء، وأنه يزور بيت لحم، وأن الطفل النائم في المذود هو يسوع المسيح.

وعندما اقترب الولد من الطفل كلَّمه الطفل من مذوده، فاندهش، ولكنه سمعه يقول له بوضوح: "أريدك أن تقدّم لي ثلاث هدايا". فأجابه بحماس: "سيسرُّني أن أعطيك حُلَّتي الجديدة التي أهداها لي أبي بمناسبة العيد، وسأهديك قطاري الكهربائي الجديد الذي اشتراه لي عمي بمناسبة العيد، وسأهديك الكتاب المصوَّر الجميل الذي أهداه لي خالي بمناسبة العيد أيضاً".

فقال طفل المذود: "أنا أريد ثلاثة أشياء غير هذه الأشياء الثلاثة التي ذكرتها. أريد أن تخبرني ما قلته لوالدتك عندما سألتك عن كوب اللبن الذي كسرته". فخجل الولد من نفسه، وقال والدموع في عينيه: "لقد كذبت عليها، وقلت لها إنه وقع مني على الأرض وانكسر". فقال طفل المذود: "من الآن فصاعداً أريدك أن تجيئني بكل الأشياء السيئة التي فعلتَها. إني أقدر أن أساعدك، بأن أغيِّر مسار حياتك".

ومضى المولود يقول للولد: "والشيء الثاني الذي أطلبه منك هو درّاجتك التي لم تعُد تركبها" فأجاب: "ولكنها مكسورة" فقال طفل المذود: "أريد أن تحضر لي كل شيء مكسور في حياتك، وسأصلحه لك" فأجابه: "أعدك أن أفعل".

ثم قال المولود في المذود للصبي: "أريد موضوع الإنشاء الذي كتبته الأسبوع الماضي". فارتعش الصبي وقال: "ولكنني أخذت فيه أربعة من عشرة، وقال المدرِّس لي إنه دون المستوى". فأجابه المولود : "لهذا السبب نفسه أطلب أن تعطيني هذا الموضوع. وفي كل مرة تفعل شيئاً دون المستوى أحضره لي، فسأساعدك لتفعله بصورة أفضل". فأجاب الولد: "أعدك أني سأفعل".

واستيقظ الولد من نومه، وقلبه عامر بالفرح، لأنه أدرك لأول مرة في حياته بركات عيد الميلاد، فقد عرف سبب مجيء المسيح إلى العالم. لقد وُلد في المذود لثلاثة أهداف:
ليغيِّر مسار حياتنا، إذا قدّمناها له،
وليجبر كل مكسور فينا،
وليُصلح كل ما هو دون المستوى،
فإن ابن الإنسان قد جاء ليطلب ويخلِّص ما قد هلك…
وهذا هو مجد عيد الميلاد الذي يمكن أن يكون من نصيب كل واحد منا اليوم.