موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٢٤ أغسطس / آب ٢٠١٧
بارولين ولافروف: روسيا والفاتيكان يعملان سويًا ضد الأزمات العالمية

بقلم: سلفاتوري سيرنوزيو ، ترجمة: منير بيوك :

إن تقاسم روسيا والفاتيكان الرأي المشترك بشأن قضايا مثل مكافحة الإرهاب، وتعزيز السلام والعدالة، والعائلة، هي اليوم حقيقة لا جدال فيها. ولا بد من القيام بمزيد من العمل بشأن العلاقة بين الكنيستين الكاثوليكية والأرثوذكسية، فضلاً عن بذل المزيد من الجهود من أجل التعاون في حالات الطوارئ العالمية، بدءًا بالحالات المأساوية التي يعيشها المسيحيون في إفريقيا والشرق الأوسط، والأزمات في فنزويلا والصراع في أوكرانيا. وقد تم وضع مواقع ووعود على طاولة خشبية كبيرة مستطيلة الشكل، بوجود عدسات التصوير، جلس حولها في مقابلة بعضهم البعض ممثلي الوفدين، بوجود وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف والكاردينال بيترو بارولين، في اليوم الثاني من رحلته إلى موسكو.

استمر الحوار السلمي والمثير للأفكار لأكثر من ساعة ونصف، في حين أكد مساعدا الرئيس بوتين والبابا فرنسيس ذلك في المؤتمر الصحفي الذي تلا الإجتماع. وبينما قاما بإيضاح مضمون المحادثات، أكد كلاهما أن الكرملين وكرسي القديس بطرس يوافقان على "حلول سلمية للأزمات" فى العالم، وعلى قضايا مثل مكافحة الإرهاب، والحوار بين الأديان، وتعزيز العدالة الاجتماعية، والقيم الأسرية"، كما كررا في الوقت نفسه الرغبة في إزالة بعض الأمور القليلة العالقة.

قبل كل شيء، تأتي الأولوية للحوار بين الكنيستين. قال لافروف في حديث خاص مع بارولين في إطار إشادته بالإجتماع الذي تم في شباط 2016 في كوبا بين بيرغوليو والبطريرك كيريل الذي شهد "انفراجًا" هامًا: "نؤمن بأن دعم الحوار بين الكنيستين لأمر جيد بالتوازي مع العلاقات بين دولتينا". ووفقًا لبارولين، فإن هذا الحدث، جنبًا إلى جنب مع رحلة ذخائر القديس نيقولا في جميع أنحاء روسيا، قد "أثار ديناميكية إيجابية" تشمل جميع الأطراف من أجل "وضع علامات وإشارات أخرى تستطيع أن تعزز هذا المسار". علاوة على ذلك، لم يخفِ الكاردينال إلى الإشارة لبعض الأمور غير المكتملة مثل تصاريح إقامة العمل للموظفين الدينيين غير الروس، واستعادة بعض الكنائس اللازمة للرعاية الرعوية للكاثوليك في البلاد.

وحول إمكانية عقد اجتماع ثانٍ بين فرنسيس وكيريل، أشار الكاردينال -الذي اجتمع بعد الظهر مع البطريرك في مقره الصيفي في بيريدلكينو، خارج موسكو- قائلاً: "لم نتحدث عن قضايا محددة تتعلق بزيارة البابا أو أي موضوع آخر محدد. سنرى ذلك في وقت لاحق، فروح الرب ستقترح أفضل الخطوات الواجب اتخاذها".

وقال كبير مسؤولي الفاتيكان: في الوقت الحاضر، هناك العديد من الأولويات الأخرى. "فأنا هنا في موسكو مع سيرجي لافروف وفلاديمير بوتين بوصفه يتوافق مع البابا فرنسيس بشأن قلقه على العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام الدولي، لاسيما من أجل إيجاد حلول صحيحة ودائمة في الشرق الأوسط، وأوكرانيا، ومناطق أخرى من العالم".

وأضاف: "في مثل هذه الظروف الدراماتيكية، فإن الكرسي الرسولي مستعد على تحسين أحوال السكان المدنيين، إلا أنه أيضًا ملتزم بتحقيق العدالة، والوصول إلى حقيقة الأمر، كما لن يسمح بالتلاعب بالواقع". واستطرد قائلاً إن الفاتيكان "لا يتخذ مواقف سياسية، ولكنه يدعو إلى احترام القانون الدولي، ويحث على عودة مناخ صحي وسليم بين الدول". وهناك "قلق شديد على المسيحيين" في شمالي إفريقيا والشرق الأوسط، وبخاصة في سوريا والعراق وليبيا واليمن. إضافة إلى ذلك، فإن "الكرسي الرسولي يبقي بصورة ثابتة في الذاكرة القلق الدائم بالحفاظ على الحرية الدينية في جميع الدول وفي جميع الحالات السياسية".

كما تم الإعراب عن القلق نفسه إزاء الوضع في فنزويلا، وهو البلد الذي عمل فيه بارولين منذ سنوات كسفير رسولي. إنه الأمين العام للخارجية الذي قال إنه نظرًا للتقاليد طويلة الأمد في العلاقات المتبادلة تستطيع روسيا أن تساعد في التغلب على هذه الفترة العصيبة جدًا التي وضعت أمة في أمريكا الجنوبية في وضع مهين لفترة طويلة".

من جهته، استذكر لافروف أن روسيا تدعم منذ البداية عملية "وساطة البابا فرنسيس بين الأطراف" وتقر بأن "هناك العديد من أصحاب النفوذ الخارجيين الذين قد يساعدوا فنزويلا على الخروج من وضعها الدراماتيكي". "إلا أنه من المهم الإشارة إلى أن رئيس الدبلوماسية الروسية قد حذر -بالإشارة إلى الولايات المتحدة- من فهم أن جميع القوى الخارجية، التي تدفع المعارضة نحو مواجهة قاسية مع السلطات، بما في ذلك اللجوء إلى استخدام القوة، تقوّض جهود أولئك الذين يهتمون حقًا باستعادة السلام والاستقرار في فنزويلا".

أخيرًا، وقّع نائب وزير الخارجيه الروسي ألكسي ميشكوف والسفير البابوي في موسكو المونسنيور سيليستينو ميغليور على اتفاق بين روسيا وأمانة الفاتيكان يتعلق فقط بمن يحملون جوازات سفر دبلوماسيه للدولتين الموقعتين.