موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٤ أغسطس / آب ٢٠٢٠
انفجار هائل يهزّ مرفأ العاصمة اللبنانية بيروت.. عشرات القتلى والجرحى وأضرار كارثيّة

وكالات :

 

أسفر انفجار هائل وقع في مستودعات ميناء بيروت، بالقرب من وسط المدينة، عن مقتل 78 شخصًا وإصابة قرابة أربعة آلاف شخص يوم الثلاثاء كما أرسل موجات صدمة هشمت نوافذ وحطمت مباني وجعلت الأرض تهتز في أرجاء العاصمة اللبنانية.

 

ويتوقع المسؤولون ارتفاع حصيلة القتلى مع بحث فرق الإنقاذ بين الأنقاض في مساحة كبيرة من المدينة لإخراج العالقين وانتشال الجثث. وهذا أعنف انفجار منذ سنوات في بيروت التي تعاني من أزمة اقتصادية وتواجه زيادة في إصابات فيروس كورونا المستجد.
 

"مدينة منكوبة"

 

وأعلن المجلس الأعلى للدفاع في لبنان، إثر اجتماع طارئ عقده برئاسة رئيس الجمهورية ميشال عون، بيروت "مدينة منكوبة". ورفع المجلس توصياته إلى مجلس الوزراء الذي سيعقد اليوم الأربعاء، وتتضمن "إعلان بيروت مدينة منكوبة"، و"إعلان حالة طوارئ" لمدة أسبوعين في مدينة بيروت قابلة للتجديد، تتولى خلالها "فورًا السلطة العسكرية العليا صلاحية المحافظة على الأمن".

 

وقال رئيس الجمهورية ميشال عون الذي ترأس الاجتماع "كارثة كبرى حلت بلبنان"، مشددًا على "اتخاذ الاجراءات القضائية والأمنية الضرورية، ومساعدة المواطنين ومعالجة الجرحى والمحافظة على الممتلكات". وقرّر "تحرير الاعتماد الاستثنائي المنصوص عنه في المادة 85 من الدستور وفي موازنة العام 2020 والذي يبلغ 100 مليار ليرة، ويخصص لظروف استثنائية وطارئة". كما أوصى المجلس بتكليف لجنة للتحقيق في الانفجار، على أن تعرض نتائجها خلال 5 أيام، و"تتخذ أقصى درجات العقوبات على المسؤولين".

كارثة لن تمرّ دون حساب

 

وبعد ساعات من الانفجار الذي وقع في السادسة مساءً بالتوقيت المحلي، كانت النيران لا تزال مشتعلة في منطقة الميناء ينبعث منها وهج برتقالي في السماء المظلمة بينما تحلق طائرات الهليكوبتر وتدوي أصوات سيارات الإسعاف بأنحاء العاصمة. ونقل الضحايا إلى خارج بيروت للعلاج، لأن مستشفيات المدينة مكتظة بالجرحى. واستُدعيت سيارات الإسعاف من شمال وجنوب لبنان وسهل البقاع، الذي يقع ناحية الشرق، لتقديم المساعدة.

 

وأحيا الانفجار القوي ذكريات القصف العنيف خلال الحرب الأهلية من عام 1975 إلى عام 1990 وما أعقبها عندما عاصر اللبنانيون القصف الشديد وتفجيرات السيارات والغارات الجوية الإسرائيلية. وحسب بعض السكان أنه زلزال. وهام أناس مذهولون ومصابون وآخرون ينتحبون في الشوارع بحثًا عن أقاربهم. وبحث آخرون عن أحبائهم في المستشفيات المكدسة.

وقالت مسعفة إن ما يتراوح بين 200 و300 شخص نُقلوا إلى قسم واحد للطوارئ. وأضافت المسعفة التي قالت إن اسمها ربى "لم أشهد شيئًا كهذا قط. كان مروعًا". وقالت هدى بارودي، وهي مصممة من سكان بيروت، إن الانفجار دفعها لأمتار ومضت تقول "كنت مذهولة والدماء تغطي كل جسمي. استحضرت رؤية انفجار آخر رأيته استهدف السفارة الأمريكية في عام 1983".

 

وقال رئيس الوزراء اللبناني حسان دياب إن هذه الكارثة لن تمرّ دون حساب، مضيفًا أنه سيتم كشف الحقائق بخصوص هذا "المستودع الخطير". وأضاف في كلمة وجهها للشعب اللبناني ونقلها التلفزيون، مساء الثلاثاء، "سيدفع المسؤولون عن هذه الكارثة الثمن". وتابع "ستكون هناك حقائق تُعلن عن هذا المستودع الخطير الموجود منذ عام 2014".

كتلة نار ودخان

 

وأظهرت لقطات مصورة للانفجار تداولها السكان عبر وسائل التواصل الاجتماعي عمود دخان يتصاعد من منطقة الميناء أعقبه انفجار هائل نجم عنه دخان أبيض وكتلة نار في السماء. ومن شدة الانفجار سقط أرضًا من كانوا يصورونه من مبانٍ عالية بمناطق أخرى من المدينة.

 

وشوهد أناس ينزفون وهم يهرولون ويصرخون طلبا للمساعدة وسط سحب من الدخان والغبار. وبدت الشوارع كما لو تعرضت لزلزال فيما لحقت الأضرار بالمباني وتطايرت الانقاض وتحطمت والسيارات والأثاث. ولم يتحدث المسؤولون عن سبب الحريق الذي أدى للانفجار. وقال مصدر أمني ووسائل إعلام محلية إنه شبّ بسبب أعمال لحام في ثقب بالمستودع.

وذكرت الحكومة أنها لا تزال تسعى جاهدة للإلمام بحجم الكارثة.

 

وقال وزير الصحة حمد حسن لرويترز إن هناك الكثير من المفقودين والناس يسألون في أقسام الطوارئ عن أحبائهم ومن الصعب البحث أثناء الليل لأنه لا توجد كهرباء. وأذاعت العديد من محطات التلفزة المحلية مناشدات للحصول على معلومات عن المفقودين في الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء. ووضع بعض الناس صورًا لأقارب مفقودين على وسائل التواصل الاجتماعي.

حطام متشابك

 

وأظهرت صور مباني الميناء وقد تحولت إلى حطام متشابك مما دمر بوابة الدخول الرئيسية إلى بلد يعتمد على استيراد الغذاء لإطعام سكانه البالغ عددهم أكثر من ستة ملايين. ويُنذر الأمر بأزمة إنسانية جديدة في لبنان الذي يستضيف مئات الآلاف من اللاجئين السوريين ويعاني بالفعل من الانهيار الاقتصادي وتثقل كاهله واحدة من أكبر أعباء الدين في العالم.

 

وقال سكان إن الزجاج تهشم في منازل من الروشة بالطرف الغربي من المدينة على البحر المتوسط إلى رابية على مسافة 10 كيلومترات شرقًا. وفي جزيرة قبرص، التي تبعد 180 كيلومترا عن بيروت، قال سكان إنهم سمعوا دوي الانفجار. وقال أحد سكان العاصمة نيقوسيا إن منزله اهتزّ.