أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو) الترنيم البيزنطي ضمن قائمة التراث غير المادي للبشرية، وذلك ضمن أعمال الدورة الرابعة عشرة للجنة الحكومية الدولية لحماية هذا التراث، والتي عقدت مؤخرًا في العاصمة الكولومبية بوغوتا.

وكتبت الوكالة الأممية: "باعتباره فنًا حيًّا قائمًا منذ أكثر من 2000 عام، يُعدّ الترنيم البيزنطي تقليد ثقافي مهم، ونظام موسيقي شامل، يشكّل جزءًا من التقاليد الموسيقية الشائعة التي تطوّرت في الإمبراطورية البيزنطية. إن تسليط الضوء على النصوص الليتورجية للكنيسة الأرثوذكسية اليونانية، وتعزيزها موسيقيًا، يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالحياة الروحية والعبادة الدينية".

إن الترنيم البيزنطي هو نوع موسيقي فريد، يرنّم بالصوت فقط دون مرافقة آلات الموسيقية، كون الكنيسة الأرثوذكسية لا تستخدم آلات موسيقية. وقد نظّم على أساس ثماني نغمات (Oktōēchos)، ويرنم في المقام الأول باللغة اليونانية (واللغة العربية في بعض المناطق). وقد تطّور الترنيم البيزنطي في الإمبراطورية البيزنطية ليمتد إلى النصوص الكتابية بعد القرن الثالث، وبلغ ذروة هذا التطوّر بين القرنين الثالث عشر والخامس عشر.

ورغم سقوط الإمبراطورية البيزنطية وصعود الإمبراطورية العثمانية، صمدت هذه الموسيقى نتيجة التناقل الشفوي والاستخدام المنتظم في الكنائس والأديرة، مؤثرة أيضًا على الموسيقى الشرقية الشعبية (كالبلقان والعبرية والعربية والأرمنية والسريانية). كما ازدهر الترنيم البيزنطي بسبب تفاني الخبراء وغير الخبراء على حدٍ سواء –بما في ذلك الموسيقيين وأعضاء الجوقات والمؤلفين وعلماء الموسيقى- الذين يساهمون في دراسته وأدائه ونشره.