اليوم سبت النور، نور القيامة المجيدة، نور الحياة الجديدة للإنسانية. بعد صمت الجمعة العظيمة، بعد ظلامها، يفيض اليوم نور القيامة يعلن أن يسوع المسيح، كلمة الله الأزلي قهر الموت، وبدأ في ذاته إنسانية جديدة، الإنسانية كلها. وكل إنسان، مهما كان مُثقَلًا بالموت وبالشرور، يمكنه، إن شاء، أن يغتسل بالنور الجديد، فيحيا.

في كل عام، في مثل هذا النهار، في القدس، وفي كنيسة القيامة، يشرق النور الجديد، لكنيسة القدس ولكنائس العالم كله. هذا العام، وبسبب الوباء الذي قهر البشرية، وحاصر كل فرد في مخاوفه، النور في كنيسة القيامة سيشرق، وسيُحمَل إلى كنائس فلسطين والعالم. ولكن، في هذا العام، تحيط بالنور مهابة وتواضع الإنسان الواقف أمام حقيقة ذاته وأمام ضعفه، وأمام قدرة الله وصلاحه، يبتهل قائلا: أيها النور البهي، الأزلي، القدوس، قدسنا وأعد إلينا قوتنا، أنت القوي، منك قوتنا، والنت النور، منك نورنا. ومع القوة املأنا بحبك.

اليوم في القدس سبت النور، ينبئ بنور جديد وحياة جديدة. نستقبله، ونبقى في القدس ننتظر سبت نور آخر يؤذن بقيامة الإنسان فيها، إنسانٍ يرى الله، فيزيل الموت عن ذاته وعن أخيه، ليرى في ذاته وفي ذات أخيه، وكل إخوته، وكل ساكن في القدس والأرض المقدسة، ليرى في كل الناس نور الله، نور حياة جديدة ومحبة جديدة فائضة من الله خالق الكل ومحبّ البشر أجمعين، ومالئةٍ الكل.