موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ١٢ مايو / أيار ٢٠١٨
اليوم العالمي لوسائل الاتصالات الاجتماعية: لا للأخبار المزيّفة ونعم لصحافة سلام

عمان - أبونا :

 

تحتفل الكنيسة الكاثوليكية، في الأحد السابع من زمن الفصح (الأحد ما قبل عيد العنصرة) باليوم العالمي لوسائل الاتصالات الاجتماعية، حيث خصص البابا فرنسيس رسالته في هذه المناسبة للحديث عن موضوع الحقيقة، وتحمل عنوان: "الحق يحرركم، الاخبار المزيفة وصحافة سلام".

 

وقال فيها البابا فرنسيس: قررتُ أن أخصص رسالتي لموضوع الحقيقة، وأود أن أقدّم إسهامًا للالتزام المشترك في الحيلولة دون انتشار الأخبار المزيَّفة، ومن أجل إعادة اكتشاف قيمة مهنة الصحافة والمسؤولية الشخصية لكل فرد ضمن عملية نقل الحقيقة.

 

وحول طبيعة الأخبار المزيفة، قال الحبر الأعظم في رسالته السنوية بأنّها "عبارة متداولة وموضع نقاش، وان الاخبار المزيفة او الـ"fake News" تتعلق بشكل عام بالمعلومات المضلِّلة التي تُنشر على شبكة الإنترنت أو من خلال وسائل الإعلام التقليدية. بهذه العبارة يُدلّ على معلوماتٍ لا أساس لها من الصحة، ترتكز إلى معطيات غير موجودة، أو مشوّهة وترمي إلى خداع القارئ مثل الافعى، أو حتى التلاعب به ولدغه. ويمكن أن يستجيب نشرُها لأهداف شخصية وأنانية مرجوة، ويؤثّر على الخيارات السياسية ويحقق الأرباح الاقتصادية".

 

وحول موضوع "الحق يحرركم"، قال البابا فرنسيس إن التربية على الحقيقة تعني التربية على تمييز وتقييم وتحليل الرغبات والميول التي تتحرك في داخلنا، كي لا نجد أنفسنا فاقدين الخير "فنقع" عند كل تجربة. واقتبس مستشهدًا برواية الإخوة كرامازوف للكاتب الروسي دوستويفسكي قائلاً: "مَن يكذب على نفسه ويصغي إلى أكاذيبه الشخصية يصل إلى نقطة لا يمكنه فيها تمييز الحقيقة، لا في داخله ولا في ما حوله، وهكذا يبدأ بفقدان تقديره لنفسه وللآخرين".

 

وركزت الرسالة على واجب التحرّر من الزيف والبحث عن التواصل، فهما المكونان اللذان لا يمكن أن يغيبا كي تكون الكلمات والتصرفات حقيقية، وأصيلة وجديرة بالثقة، مشددة بأن أفضل ترياق ضدَّ الزيف ليس الاستراتيجيّات وإنما أشخاص يكونون مستعدّين للإصغاء ويسمحون للحقيقة بأن تظهر من خلال حوار صادق مسؤول.

 

وتصف رسالة هذا العام الصحافي بأنّه "حارس الأخبار"، فهو في العالم الحالي "لا يقوم بمهنة وحسب بل برسالة حقيقية. ولديه الواجب، في جنون الأخبار وفي دوامة السبق الصحفي، بأن يذكّر أنه وفي محور الخبر لا توجد السرعة في نقله والتأثير على الجمهور وإنما الأشخاص".

 

ورغب البابا بتوجيه دعوة من أجل تعزيز صحافة سلام، وعنى بها " صحافة بدون رياء ومعادية للزيف والشعارات المؤثِّرة والتصريحات الرنّانة؛ صحافة يصنعها الأشخاص من أجل الأشخاص ويمكن فهمها كخدمة لجميع الأشخاص ولاسيما –وهم الأغلبيّة في العالم– الذين لا صوت لهم؛ صحافة لا تحرق الأخبار بل تلتزم في البحث عن الأسباب الحقيقيّة للنزاعات، من أجل تعزيز فهمها من جذورها وتخطّيها من خلال إطلاق عمليات نزيهة؛ صحافة مُلتزمة في الإشارة إلى حلول بديلة لازدياد الصخب والعنف الكلامي".

 

وعلى شاكلة الصلاة ’يا رب اجعلني أداة لسلامك‘، وجّهت الرسالة دعوة إلى أهل الصحافة والإعلام في العالم لكي يصلّوا في كل صباح لكي يكونوا واعين برسالة التواصل الحقيقية والبناءة، فيكونوا شهودًا للحقيقة والسلام، عوضًا عن بثّ الزيف والخصام، واختتمت الرسالة بقولها:

 

"يا رب اجعلنا أدوات لسلامك. وخذ بيدنا لنتعرّف على الشر المختبئ في تواصل لا يخلق شركة. إجعلنا قادرين على انتزاع السُم من أحكامنا. ساعدنا لنتحدّث عن الآخرين كإخوة وأخوات. إجعل كلماتنا بذار خير من أجل العالم: فنمارس الإصغاء حيث الضجيج؛ ونُلهِم التناغم حيث الفوضى؛ ونحمل الوضوح حيث الغموض؛ ونزرع المشاركة حيث الإقصاء؛ والرزانة حيث إثارة المشاعر؛ ونطرح التساؤلات الحقيقيّة حيث السطحيّة؛ ونفعِّل الثقة حيث الأحكام المُسبقة؛ ونحمل الاحترام حيث العدائيّة؛ والحقيقة حيث الضلال. آمين".